الكلمة الافتتاحية
على مدى عقود طويلة، عانت العلاقات العربية- الروسية، سوءَ فهمٍ متبادلًا؛ لأسباب عديدة، من أهمها قلة المتحدثين بالروسية في المجتمعات العربية، إلى جانب الاختلافات في العادات وطريقة التفكير، حتى في أكثر الفترات التي كان يُعتقد خلالها ازدهار تلك العلاقات، وهو ما تُنبئنا به الوثائق المفرج عنها أخيرًا.
تهدف مجلة «الشؤون العربية الأوراسية»، إلى جانب دوريات «مركز الدراسات العربية الأوراسية» وإصداراته الأخرى، إلى محاولة التغلب على هذه المعضلة المستمرة حتى اليوم؛ وذلك عبر إتاحة الفرصة لكبار المفكرين السياسيين الروس المؤثرين على وجه الخصوص، ومن منطقة أوراسيا في العموم؛ لشرح وجهات نظرهم فيما يخص قضايا المنطقة، والسبل المناسبة لدعم العلاقات بين الجانبين وتطويرها، كما نتيح الأمر نفسه للمفكرين العرب في نسخة المجلة الصادرة باللغة الروسية.
تنوه إدارة المركز وهيئة التحرير بأن ما ورد في هذا العدد، وما يليه من أعداد ودوريات مقبلة، لا يعبر بالضرورة عن وجهات نظرها؛ إذ يكمن دورها في فتح نافذة مشتركة عربية روسية لمعرفة الآراء، وفهم دوافعها، ومناقشتها، وتصحيح بعضها، إن كانت هناك حاجة إلى ذلك، كما تؤكد أيضًا إتاحة الفرصة لكل الجهات المعنية للرد على ما ورد من آراء أو مواقف، وستُخصِّص بدءًا من العدد المقبل قِسمًا لهذا الأمر؛ وبذلك ينشأ الحوار الجاد والبنّاء الذي يخدم المصالح المشتركة كما نأمل ونسعى.
في النهاية، أتوجه بالشكر إلى كل فريق العمل الذي أسهم في إخراج هذا العدد، وكذلك الباحثون المشاركون، على ما قدموه، ونرجو أن يلقى قبولكم، ويحقق الفائدة المرجوة لصناع القرار، وللمهتمين من القراء.
عمرو عبدالحميد
المدير العام