مراجعة وتحرير: عاطف معتمد
يبدأ تولستوي هذا الجزء بسرد غير أدبي، يعبر فيه عن أفكاره عن الحرب، وأن الأحداث التاريخية لا تعتمد على تصرفات الأشخاص العظماء، ولكنها تتولد عن الحياة العامة. لقد كانت أفعال الشعوب هي المؤثر الحقيقي، ولم تكن أقوال نابليون والقيصر الروسي ألكسندر الأول وأفعالهما، هي التي أجبرت الملايين من الناس على الانتقال من غرب أوروبا إلى شرقها لقتل أبناء جنسهم.
في الفصل الثاني نفاجأ بإعلان حرب 1812 خلافًا لكل الاعتبارات، ومع أن الدبلوماسيين سعوا إلى إحلال السلام. أمر نابليون بغزو روسيا، ويبلغون ألكسندر الأول ببدء الغزو في منتصف حفلة راقصة. ورغم عدم استعداده للحرب، فإنه يعلن عدم سعيه إلى الصلح إلا عند خروج كل المسلحين من أراضيه. يرسل القائد العام بلاشيف رسالة شخصية إلى نابليون تخبره بقرار ألكسندر الأول. يستقبل نابليون بلاشيف. في محادثته يلقي بونابرت اللوم في بدء الحرب على السيادة الروسية. في حديثه تعمد نابليون إحراج بلاشيف بالحديث عن حجم الجيش الروسي وقدراته المحدودة، وعن خبرة ألكسندر المنعدمة في ميدان القتال، وأنه لا يصلح أن يكون حاكمًا لهذا البلد الكبير.
في الفصول التالية يذهب الأمير أندريه إلى مقر القائد كوتوزوف في البلقان. أصبح أندريه كئيبًا مرة أخرى، ونسي كل أفكاره السعيدة عن الإصلاح والعائلات المستقرة.
مع اندلاع حرب 1812، ينتقل أندريه إلى ميدان القتال. يصل إلى معسكر دريسا التابع للجيش الروسي، حيث تطرح عدة أطراف خططًا حربية مختلفة. هناك أقنعوا ألكسندر الأول بترك الجيش حتى لا يتدخل في شؤون الجنرالات العسكريين. يقرر الأمير أندريه خوض الحرب، ليس في المقر الرئيس؛ ولكن في الجيش النشط.
أما نيكولاي روستوف، الذي أصبح الآن رجلًا عسكريًّا ذا خبرة، فينضم أيضًا إلى الجيش مع فوج بافلوغراد، لكنه يحلم بالعودة إلى المنزل، إلى الحياة الهادئة وسونيا، لكن الصراع المستمر مع الفرنسيين لا يسمح له بذلك. السرب العسكري الذي يقوده روستوف يشارك في معركة أوستروفنيا، وينظم نيكولاي هناك هجومًا جريئًا على الفرسان الفرنسيين، ويأسر ضابطًا، ويحصل على صليب القديس جورج، لكنه يعارض قتل البشر، حتى لو كانوا من المعارضين العسكريين.
أصيبت ناتاشا روستوفا بصدمة شديدة بسبب الانفصال عن الأمير أندريه، ومرضت فترة طويلة، لكن الشباب ما زال له أثره. تبدأ ناتاشا بالتعافي تدريجيًّا من حزنها. بدأت تقترب أكثر من بيير، مع أنه لم يتحدث إليها عن حبه بعد اعترافه المفاجئ السابق. تعتقد ناتاشا أن تلك كانت مجرد كلمات مشجعة لتعزيتها. بعد تلقي أخبار الحرب تصلي ناتاشا في الكنيسة من أجل خلاص روسيا، وكي يساعدها الرب على توجيه حياتها نحو الأفضل.
تصطدم مشاعر بيير بالحرب، ويتوق إلى خدمة وطنه، وتحقيق إنجاز عظيم باسمه. وخوفًا من مشاعره تجاه ناتاشا، يقرر بيير عدم زيارة عائلة روستوف بعد الآن.
أما بيتيا الأخ الأصغر لنتاشا ونيكولاي، فيحرص على الانضمام إلى الحرب، لكنه لم يُقبَل في الخدمة العسكرية بسبب صغر سنه، ثم يقرر التقدم بطلب لألكسندر الأول في أثناء موكبه إلى موسكو. يشاهد بيتيا اجتماع القيصر في الكرملين، لكنه يفشل في الوصول إليه. عندما يرى الأب الكونت روستوف إصرار بيتيا يسمح له بالالتحاق بالمتطوعين.
عند قراءة بيان القيصر عن الحرب في فناء سلوبودسكي، يدعو بيير بيزوخوف النبلاء إلى المشاركة بنشاط في الدفاع عن وطنهم. يخرج القيصر نفسه إلى مستمعي البيان المجتمعين. في نوبة من الحماسة، تعهد النبلاء بتشكيل ميليشيا كبيرة، وتعهد التجار بالتبرع بمبالغ كبيرة. ومع ذلك في اليوم التالي دهش جميعهم تقريبًا مما وعدوا به في دافع وطني عابر.
قبل وصف المعركة، يقدم تولستوي رأيه الخاص عن أحداث تلك الحرب. سبب هزيمة جيش نابليون لم يكن القادة وقراراتهم؛ بل بسبب كراهية الشعب الروسي للفرنسيين الغازين، التي كانت تنمو باطّراد.
في قريتها “ليسيا جوري” في غرب روسيا، قرب بولندا، تقرأ الأميرة ماريا رسائل عن تقدم الحرب من شقيقها. والدها على يقين من أن الفرنسيين لن يدخلوا سوى بولندا. ترسل ماريا ووالدها مديرهما ألباتيتش إلى المدينة المجاورة ليكتشفا من الحاكم مدى الخطر الوشيك، ويؤكد الحاكم أن المدينة ليست في خطر، ولكن سرعان ما يبدأ القصف الفرنسي، فيفر السكان، وتشتعل النيران في منازلهم. يلتقي ألباتيتش- بالمصادفة- في المدينة بالأمير أندريه، الذي وصل مع جنوده.
يموت الأمير العجوز بولكونسكي، فتطلب الأميرة ماريا من فلاحي القرية عربة للذهاب إلى موسكو قبل وصول الأعداء، لكن الفلاحين يرفضون مساعدتها. تنصح السيدة الفرنسية بورين ماريا بعدم مغادرة القرية، وتقنعها بأن قوات نابليون لن تسيء إليها، لكن الأميرة لا تريد اللجوء إلى حماية الأعداء الأجانب. تجمع ماريا رجال القرية، وتقنعهم- مرة أخرى- بإعداد الخيول والعربات حتى يتمكنوا من الذهاب معًا إلى ممتلكاتها بالقرب من موسكو، حيث ستساعدهم في كل شيء، لكن الفلاحين لا يريدون ترك منازلهم. تُركت الأميرة وحيدة في وضع يائس. تستسلم- في حزن رهيب- لذكريات وفاة والدها المؤلمة. في هذا الوقت يصل نيكولاي روستوف إلى القرية مع زميل شاب للبحث عن مؤن لجنودهم. بعد أن علما بتمرد الرجال على الأميرة، يذهب نيكولاي إلى ماريا. يجدها فتاة ضعيفة، مهجورة وحدها في محنة، فيتوق نيكولاي إلى أن يصبح منقذها. يأمر بتقييد رئيس القرية على الفور بتهمة الخيانة. يخاف أهالي القرية ويعطوهم على الفور الخيول والعربات. شكرت ماريا روستوف بصدق. وبالنظر إلى الشاب الذي يعرض نفسه للخطر من أجلها، تشعر الأميرة بالحب تجاهه. يعجب روستوف أيضًا بها، مع أنها ليست جميلة، ويعلم بعد ذلك أنها واحدة من أغنى الفتيات في روسيا.
يأخذ سكان موسكو أمر الحرب وهجوم الفرنسيين باستخفاف، حيث يسخرون من جنود نابليون ويرونهم تافهين. ويسلي المجتمع الراقي نفسه ببعض الإجراءات، مثل حظر اللغة الفرنسية في أمسياته، في حين أن كثيرًا من النبلاء أنفسهم لا يعرفون التحدث باللغة الروسية على نحو لائق. أما بيير بيزوخوف فتغمره الرغبة في التضحية بكل شيء من أجل وطنه، ويجهز ميليشيا بأمواله الخاصة، ويذهب إلى بورودينو حيث عسكرت قوات الروس ونابليون. يوضح تولستوي أن معركة بورودينو حدثت بالمصادفة تقريبًا، دون خطة متعمدة، وأن القائد قبلها رغمًا عن إرادته.
يسافر بيير إلى ساحة المعركة، متعجبًا من شجاعة الميليشيا الروسية وهدوئها في مواجهة خطر مميت وشيك. في مقر كوتوزوف يلتقي بيير ببوريس دروبيتسكي، الذي اختار أن يكون في مقر القيادة، بعيدًا عن ساحة المعركة. يتجول بيير حول موقع الجيش الروسي، ويلتقي بالأمير أندريه، لكنّ لقاءها لا يكون ممتعًا فأندريه يعذبه هاجس الموت الوشيك، والآن يؤلمه أن يرى أصدقاءه. يتحدث بولكونسكي عن خطة المعركة، لكنه يعرب عن ثقته أن الروس سينتصرون؛ لأن روح قواتهم أعلى من روح العدو.
في صباح اليوم السابق لمعركة بورودينو، ينظر نابليون بعاطفة مصطنعة إلى صورة ابنه البالغ من العمر عامًا واحدًا، التي أُحضِرَت للتو من باريس. يذهب بونابرت لتفقد ساحة المعركة، وبعد الرحلة يتحدث نابليون عَرَضًا إلى حاكم قصر بوسيت، مظهرًا ثقته بنفسه بكل الطرق الممكنة، لكن نتائج الغد لا تزال تقلقه كثيرًا. في الليل لا يستطيع بونابرت النوم. في الصباح الباكر يركب حصانه، ويسمع صوت طلقات مدفع، معلنة بداية المعركة.
يراقب بيير أولًا الارتفاع التدريجي للمعركة من التل، ثم يركض في أعماقها. القتلى والجرحى يتساقطون حول بيير، والقذائف تتساقط بجانبه. لمساعدة الجنود، يركض بيير بحثًا عن القذائف، لكن قذيفة مدفع تضرب البطارية. يعود بيير إلى الوعي وهو ملقى على الأرض بالقرب من الألواح الخضراء المحترقة.
اقتحم الفرنسيون البطارية. يندفع أحدهم إلى بيير، لكنّ رجلًا قويًّا يرميه بعيدًا. يستعيد الروس البطارية بهجوم مضاد. بالنظر إلى المذبحة الرهيبة المحيطة، لا يزال بيير يتوقع أن يشعر المشاركون فيها بالرعب من عمليات القتل التي يرتكبونها ويوقفونها. خلال فترة هدوء قصيرة، يتجول بيير متخبطًا خلف صفوف النقالات مع الجرحى.
يراقب نابليون سير المعركة من خلال المنظار. يعطي الأوامر، ولكنها أوامر متأخرة لا تؤثر في المعركة. يرى نابليون كيف عاد الفرنسيون من المعركة، خلافًا للعادات، منزعجين وخائفين من صمود الروس. يشك في انتصاره. لأول مرة تبدو الحرب له غير ضرورية، ورهيبة. يطلب الجنرالات استدعاء قوات الاحتياط، لكن بونابرت لا يجرؤ على استقدامهم.
لا يكون للقائد الروسي أيضًا تأثير كبير في مسار المعركة، فهو يسمح فقط بحدوث ما يجب إنجازه، ويسمح للروح المشتعلة لجيشه بالانتصار. لم يتمكن الفرنسيون قط من هزيمة الجيش الروسي. انتقل فوج الأمير أندريه إلى المعركة في الساعة الثانية من النهار، ولكن إلى أحد أخطر الأماكن، تحت نيران مدفعية العدو العنيفة.
يتقدم بولكونسكي في الصفوف راغبًا في إلهام فوجه. تسقط قنبلة يدوية بجانبه، ويصاب بجروح خطيرة في بطنه بسبب الانفجار. يعود إلى وعيه في محطة تبديل الملابس، ويشعر بالأسف لترك حياته الهادئة.
من بين الجرحى الذين يئنون حوله، لاحظ بولكونسكي غريمه أناتول كوراجين، الذي قُطعت ساقه للتو. يتذكر الأمير أندريه ناتاشا الساذجة والمتحمسة في الحفلة الراقصة. من فائض مشاعره، يشعر بالشفقة عليها، وعلى أناتول. يدرك أندريه أن معنى الحياة يكمن في حب الناس الذي علمته إياه الأميرة ماريا. كان سيعيش بقية أيامه مع ناتاشا، لكن الآن، فات الأوان…
يعتقد المؤرخون أن الروس خسروا معركة بورودينو، لكن تولستوي يعتقد أنهم انتصروا فيها. رأى الفرنسيون أمامهم شعبًا لا يتزعزع، وأصبح هذا هو المفتاح لكارثة نابليون المقبلة في روسيا .
يكرر تولستوي مرة أخرى رأيه بأن الأحداث التاريخية لا تأخذ مسارها بسبب قرارات الأفراد البارزين؛ بل من خلال الجماهير. لم تكن أحداث الحرب الوطنية عام 1812 موجهة بأوامر القادة، الذين لم تتح لهم الفرصة للرد بسرعة على الوضع المتغير باستمرار، ولكن بالروح العامة للقوات والشعب الروسي، الذي كانت كراهيته للفرنسيين المغتصبين تتزايد باستمرار.
يلتقي القائد كوتوزوف بالقادة العسكريين، ويشعر بقلق عميق بشأن الانسحاب من موسكو أمام العدو الفرنسي، لكن لا يوجد مخرج آخر. تمت الموافقة على هذا القرار في المجلس العسكري. يتوقع كوتوزوف أن يتضور الفرنسيون جوعًا، ويضطروا إلى تناول لحوم الخيول، وبالطبع تفر الغالبية العظمى من سكان موسكو.
تجد هيلين بيزوخوفا عاشقين جديدين في آن واحد، أحدهما نبيل بارز، والآخر أمير أجنبي شاب. وبفضل وعظ أحد اليسوعيين، تستعد للتحول إلى الكاثوليكية، وتصر في المقام الأول على أن يسهل الكاثوليك طلاقها من زوجها. لا يرى المجتمع الراقي أي خطأ في أن يكون لهيلين عشيقان في وقت واحد. إنهم يتجادلون فقط بشأن أيهما أكثر ملاءمة.
يعود بيير بعد معركة بورودينو، ويتحدث إلى الجنود على طول الطريق. أعجب بيير بشجاعة الناس في الحرب، ويريد أن يصبح مثل المحاربين الروس العاديين. والأهم أنه معجب بخضوعهم غير المعقول، والخالي من الشك في الرب.
يعود بيير إلى موسكو، ويكتشف أن الحاكم العام روستوبشين يبحث عنه. في غرفة الاستقبال الخاصة يعلم أن راستوبشين مهووس بجنون التجسس، ويوبخ بيير بقسوة، ويلومه على علاقته بالماسونيين الذين نفي كثيرًا منهم الآن. ينصح الحاكم بيير بمغادرة موسكو. بعد قضاء الليل في المنزل، يختفي بيير من بيته في صباح اليوم التالي.
يخطط آل روستوف للفرار من موسكو. في خضم الصخب، تخبر الكونتيسة غير الراضية سونيا- مرة أخرى- أنها تقف عقبة أمام زواج نيكولاي بعروس ثرية. ناتاشا التي خرجت إلى الشارع، تلتقي بقافلة من الجرحى، وتطلب الإذن بنقلهم إلى منزلها. في الليل يصل جريح آخر إلى بيت روستوف، ويستقر في المبنى الخارجي. اتضح أنه الأمير أندريه بولكونسكي. لا يعرف آل روستوف بعد عن وصوله.
في اليوم التالي- الأخير قبل استسلام موسكو- طلب الضباط الجرحى من الكونت روستوف المغادر أن يأخذهم معه على عربته. يوافق الكونت، مع أن هذا سيتطلب تفريغ أشياء كثيرة. تقاوم الكونتيسة ترك الممتلكات، وتلوم زوجها على ترك ممتلكات العائلة. تسمع ناتاشا شجار والديها، وتبدأ بالصراخ في وجه والدتها، متهمة إياها بارتكاب فعل حقير ومثير للاشمئزاز. وبإصرارها تُفرَّغ ممتلكاتهم من العربات، ويُوضَع الجرحى مكانها. تغادر عائلة روستوف إلى موسكو. ومن بين المسافرين معهم أندريه بولكونسكي. تكتشف سونيا والكونتيسة هذا الأمر بالفعل، لكنهما تقرران عدم إخبار ناتاشا.
في أثناء سفرهم، ترى العائلة بيير يرتدي ملابس سائق. يجيب عن جميع الأسئلة إجابات مشوشة، ثم يغادر في شروده المعتاد. اتضح أن بيير فقد عقله بعد أن اختفى من بيته، ويعيش في منزل أرملة الماسوني بازديف.
في صباح يوم 2 سبتمبر (أيلول)، يقف نابليون ناظرًا إلى موسكو، وينتظر الوفد الذي سيسلم المدينة له، لكن لا أحد يأتي. يعود المندوبون الذين أرسلهم نابليون من المدينة بأخبار أن موسكو فارغة، ولم يبقَ فيها أحد تقريبًا.
تحتل القوات الفرنسية موسكو، وتنغمس في عمليات السطو والنهب. تبدأ الحرائق التي سرعان ما تجتاح المدينة الخشبية بكاملها. يشتري بيير مسدسًا للمشاركة في الدفاع الشعبي عن موسكو. ولكن على عكس وعود عمدة المدينة السابقة، لا يوجد أي دفاع عن المدينة، ثم يقرر بيير قتل نابليون، وإنهاء هذه المحنة التي حلت بأوروبا بكاملها. ومع ذلك، فإن شقيق بازديف المخمور يفسد خطته.
توقف آل روستوف ليلًا. ترى العائلة وهج حرق موسكو من بعيد. أخبرت سونيا ناتاشا في الصباح أن الأمير أندريه أصيب وهو في قافلتهم. تتجول ناتاشا طوال اليوم، وفي الليل، عندما تغفو والدتها وسونيا، تتسلل إلى أندريه. كان أندريه فاقدًا للوعي طوال الأيام السبعة تقريبًا بعد الإصابة. في هذا اليوم يعود إلى رشده، عندما تظهر ناتاشا أمامه في الليل، فإن الأمير أندريه يسعد برؤيتها. تقبل يده، وتستغفره بالدموع، وفي النهاية يسامحها ويصارحها بحبه.
في صباح يوم 3 سبتمبر (أيلول)، يأخذ بيير خنجرًا، ويخرج إلى الشارع في حالة هذيان، ويحلم بلقاء نابليون. يعلم في الشارع من امرأة تبكي أن ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات تُركت في المنزل المحترق. يذهب بيير إلى فناء المنزل، ويجد الفتاة في الحديقة تحت المقاعد ويخرجها. يرى في الشارع جنودًا فرنسيين يسرقون عائلة أرمينية. يقف بيير إلى جانبهم، ويضرب الفرنسيين، لكن فرقة من الرماة تصل وتمسك به وتقيده، وتجد خنجرًا تحت ملابسه. يُعتقد بالخطأ أن بيير هو مُشعل الحريق، ويُنقَل مع كثير من المعتقلين الآخرين إلى دار حراسة فرنسية.
ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.