أدب

دليلك الموجز إلى رواية “الحرب والسلام” (الجزء الرابع)


  • 17 أغسطس 2024

شارك الموضوع
i مصدر الصورة: culture.ru

مراجعة وتحرير: عاطف معتمد

مع حريق موسكو الذي رأيناه في الجزء الثالث، يأخذنا هذا الجزء لنرى المجتمع في سانت بطرسبورغ، بعيدًا عن مسرح الحرب. يفرح الجميع بالأخبار المبدئية عن معركة بورودينو، التي تخلق انطباعًا بالنصر، ولكن سرعان ما تأتي الأخبار بأن كوتوزوف قد سلم موسكو للعدو. يرسل ألكسندر الأول نصًا حادًا إلى القائد الأعلى يطالبه بسرد ما حدث.

القيصر الروسي أمام الأخبار الخطيرة

يستقبل ألكسندر الأول العقيد الذي أرسله كوتوزوف. يؤكد العقيد أن الجيش الروسي بكامله يخشى أن يسعي القيصر إلى السلام مع نابليون . يرد ألكساندر باعتزاز أن هذا لن يحصل أبدًا.

 في فصل آخر، يسرد تولستوي رأيه بشأن المؤثرين في الحرب، وأنهم ليسوا أولئك الذين يتحدثون كثيرًا عن الحرب والوطنية؛ بل أولئك الذين لم يتحدثوا كثيرًا لكنهم ببساطة تصرفوا وكانت أفعالهم ذات مغزى، فهؤلاء الأكثر إفادة.

ننتقل إلى البطل نيكولاي روستوف، الذي أرسله الجيش لشراء خيول للفوج. يصبح نيكولاي مشهورًا بين سيدات مدينة فورونيغ الواقعة جنوب موسكو، ولا يفكر كثيرًا في البطولة والمآثر.

تذهب الأميرة ماريا أيضًا إلى عمتها في مدينة فورونيغ. تعرض زوجة حاكم المدينة على نيكولاي الزواج بماريا. يتردد نيكولاى؛ فهو لا يريد أن يخلف وعده لسونيا، لكنه يشعر أن لقاءه السابق مع الأميرة ماريا ترك انطباعًا قويًّا. يتقابلان مرة أخرى، وفي هذا اللقاء يعزز نيكولاي المشاعر المتبادلة بينه وبين ماريا.

تصل الأخبار إلى فورونيغ عن معركة بورودينو، وإصابة الأمير أندريه. يتلقى نيكولاي رسالة من والدته، حيث تحكي كيف التقت ناتاشا بأندريه مرة أخرى، وتعتني به كممرضة. كما يتلقى رسالة من سونيا. تكتب أنها لم تتوقف عن حبه، ولكن بسبب الخسارة المؤسفة لجميع ممتلكات عائلته في موسكو، فإنها تمنحه الحرية الكاملة في الزواج بالأميرة الغنية ماريا. تكتب سونيا هذه الرسالة بمشاعر مختلطة، وتحت ضغط من الأم. تجمع في روحها بين التضحية بالنفس الصادقة والأمل في أنه إذا تعافى أندريه وتزوج ناتاشا، فإن زواج نيكولاي بأخته ماريا سيصبح مستحيلًا.

في الفصول التالية نعلم بوفاة هيلين زوجة بيير، التي لم تختر بين عشاقها، وفي الأيام الأخيرة تنخرط مع دجال إيطالي.

موسكو تحت الاحتلال الفرنسي

يقبضون على بيير بيزوخوف وهو يرتدي معطف فلاح، ويسجن في غرفة حراسة مع أشخاص من أدنى رتبة. في أثناء الاستجواب ينتزع الضباط الفرنسيون اعترافًا بأنه أشعل الحرائق. يرسلون بيير إلى المارشال القاسي الذي يميل إلى اتهامه. يشعر بيير بأن أحدًا من الفرنسيين لا يريد موته شخصيًّا، لكن النظام والظروف تدفعهم إلى ذلك.

يُنقل السجناء إلى دير العذراء، حيث أُطلق النار على خمسة منهم. يراقب بيير في رعب عملية الإعدام التي ينفذها الجنود الفرنسيون باشمئزاز وتردد. يكون بيير هو السادس في صف السجناء، وينجو بأعجوبة من الموت. يُنقل بيير إلى ثكنات أسرى الحرب، حيث الجنود العاديون.

إن رعب الإعدام يثير اليأس في روحه، ويشعر بانهيار كل ما يؤمن به. يهدئه الجندي الجالس بجانبه- أفلاطون كاراتاييف. يروي أفلاطون لبيير قصة حياته الصعبة، كيف تحول في شبابه إلى جندي لارتكاب جريمة بسيطة. إن خضوع كاراتاييف الهادئ للقدر يذهل بيزوخوف. لا يفكر أفلاطون كثيرًا في الحياة، فهو مثال لمن يعيش دون هموم. حديث أفلاطون مملوء بالأمثال الحكيمة، كل الأحداث في قصصه تميل إلى الفطنة والتسليم للقدر. يدرك بيير أن حياة أفلاطون منطقية، هو يعيش كجزء من الكل، كلماته وأفعاله تتدفق منه تدفقًا طبيعيًّا كما تنبعث الرائحة من الزهرة.

بعد أن علمت الأميرة ماريا من نيكولاي أن شقيقها موجود في مدينة ياروسلافل، تقرر السفر إلى أندريه مع ابنه الصغير، على الرغم من مخاطر زمن الحرب. تصل إلى عائلة روستوف، وتستقبلها الكونتيسة العجوز بحنان، وسونيا بعداء خفي، وناتاشا، التي لم تحبها ماريا من قبل، تصبح رفيقة صادقة في الحزن، وأقرب صديقة. تخبر ناتاشا الأميرة أنه منذ يومين حدث تغيير مع أندريه، من الواضح أن النهاية تقترب.

 يلتقي أندريه بأخته بهدوء غريب. إنه غير مبال تقريبًا بابنه، وبأخبار حريق موسكو. تفهم ماريا أن أندريه ينتظر الموت الوشيك، وأصبحت جميع الأخبار غير مهمة. قبل يومين من ذلك، يحلم أندريه بأن الموت يندفع إلى الغرفة التي يوجد فيها. يستيقظ أندريه ويخطر بباله أن الموت ليس نهاية كل شيء؛ بل هو بداية حياة جديدة. ينتظر أندريه الآن وفاته بهدوء تام، ويحصل هذا بالفعل بعد يومين وناتاشا وماريا تجلسان بجانبه.

العمق الإستراتيجي

يرى المؤرخون أن أهم حلقة في حرب 1812 بعد معركة بورودينو هي تحرك الجيش الروسي من ريازان إلى طريق كالوغا، وإلى معسكر تاروتينو، معتبرين هذا قرارًا رائعًا من كوتوزوف ومساعديه، لكن تولستوي يرى أن قادة الجيش الروسي لم يميلوا إلى هذه الفكرة، بل توصلوا إليها تدريجيًّا؛ نتيجة لعدد من الخطوات، ولم تكن “عبقريتهم العسكرية” هي التي دفعت إلى تلك الخطة؛ بل لجعل الجيش أقرب إلى مصادر الغذاء.

خلال شهر استيلاء الجيش الفرنسي على موسكو، والتوقف الهادئ للجيش الروسي، حدث تغيير في قوة كلا الجانبين (روح الجيش وعدده)، ونتيجة لذلك أصبح الجانب الروسي أكثر قوة. يكرس كوتوزوف كل قوته للحفاظ على الجيش الروسي من المعارك العديمة الفائدة، لكن الإرادة الشعبية تطلب الهجوم على العدو.

في 2 أكتوبر (تشرين الأول) عثر قوزاقي- عن طريق الخطأ- على الجناح الأيسر للمفرزة التي أُرسلت لمراقبة الروس. يعجز كوتوزوف عن كبح جماح الجنود المندفعين لمحاربة هذا العدو القريب. يقررون الهجوم في 5 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن بسبب الجنرالات يؤجلون الهجوم على العدو إلى اليوم التالي.

في 6 أكتوبر (تشرين الأول) وقعت معركة تاروتينو خلافًا لرغبة كوتوزوف. انتصر الروس، لكنهم تعرضوا لخسائر كبيرة. يعتقد تولستوي أن معركة تاروتينو أعظم انتصار للروس في هذه الحرب؛ لأن الروس انتقلوا من التراجع إلى الهجوم.

يعارض تولستوي ما يزعمه المؤرخون الفرنسيون أن نابليون أظهر عبقريته الإدارية في أثناء إقامته في موسكو. حاول نابليون تنظيم بلدية وشرطة، واستئناف الخدمات في الكنائس، وإحضار الطعام إلى المدينة، ومنع الجنود من السرقات، لكن جهوده فشلت. الجيش الفرنسي مثل قطيع غير منظم، يدوس بالأقدام الطعام الذي كان يمكن أن ينقذه من المجاعة. يوضح الكاتب أن إرادة نابليون الشخصية لم يكن لها أي تأثير في الأحداث في هذا الوقت.

الحرية في الأسر!

يتغير الأسير بيير كثيرًا بعد التواصل مع أفلاطون وجنود فرنسيين آخرين في ثكناته. لم يعد مشتتًا، بل صار مركزًا وحيويًّا. يعامله الحراس الفرنسيون بطريقة ودية جدًّا. المصاعب الشديدة تمنح بيير ذلك السلام والانسجام مع نفسه، وهو ما كان يبحث عنه عبثًا عندما كان يعيش بين الحرية والترف. ومن الغريب أن بيير لا يكتسب الحرية الروحية إلا في الأسر. في 7 أكتوبر (تشرين الأول) غادر الجيش الفرنسي موسكو. يخرج السجناء مع الجيش. عند النظر إلى النهر الضخم من الجنود والعربات، يشعر بيير مرة أخرى بوجود قوة غامضة لا ترحم. غيَّرَ الحراس الفرنسيون على الفور موقفهم تجاه السجناء، وأصبحوا قساة ووقحين. وأمروا بإطلاق النار على السجناء الذين تخلفوا عن الركب.

نابليون ينسحب من موسكو

بعد أن وصل الجيش إلى تاروتينو بنية واضحة لخوض معركة جديدة، انعطف الجيش الفرنسي فجأة دون سبب، واتجه يسارًا إلى طريق كالوغا الجديد. علم بهذا الأمر أنصار الجيش الروسي الذين أرسل على الفور رسولًا بتقرير إلى كوتوزوف. وصلت الأخبار إلى القائد الأعلى بأن نابليون قد غادر موسكو.

  بكي كوتوزوف فرحًا وهو يسمع الأخبار. آمن كوتوزوف أن الجيش الفرنسي سينهار من تلقاء نفسه على الطريق الشتوي الصعب، ولن يحتاج الروس إلى تسريع انهياره بمعارك جديدة. سرعان ما تخلى نابليون عن محاولته التحرك على طول طريق كالوغا.

سيخرج نابليون من روسيا بالطريقة نفسها التي أتى بها، على طول طريق سمولينسك.  يمنع كوتوزوف- بكل طريقة ممكنة- جنرالاته من محاولة سد الطريق على الجيش الفرنسي وتدميره، لكنهم لا يستمعون إليه. بالقرب من فيازما، يهاجم الجنرالات العدو، ويلحقون به أضرارًا جسيمة، لكنهم يفقدون كثيرًا من الجنود.

في 22 أكتوبر (تشرين الأول) تجسس دينيسوف على وسيلة نقل فرنسية متخلفة توقفت في قرية شامشيفو. في هذا اليوم، يأتي رسول من قائد حزبي آخر إلى دينيسوف، الشاب بيتيا روستوف، الذي رُقِّيَ مؤخرًا إلى رتبة ضابط، فيستقبله دينيسوف الذي يعرفه من موسكو، بمودة كبيرة.

اكتشف الفرنسيون الجاسوس الذكي تيخون، الذي أرسله دينيسوف إلى شامشيفو للاستطلاع، لكنه نجا من ملاحقتهم. يستمع بيتيا ودينيسوف عند حافة الغابة إلى قصة تيخون الذي عاد إلى المفرزة. يتناول بيتيا الغداء مع دينيسوف ومساعديه في غرفة حراسة الغابة. إنه شاب لطيف ومنفتح، يحاول أن يفعل الخير للجميع، حتى إنه يعتني بعازف الدرامز الفرنسي فنسنت بوس، البالغ من العمر 15 عامًا، الذي أُسِرَ مؤخرًا.

يصل دولوخوف إلى غرفة الحراسة للقاء دينيسوف. هذا المهاجم مشهور بين الثوار بشجاعته اليائسة، وبقسوته أيضًا تجاه العدو. يسخر دولوخوف من جهود دينيسوف لإنقاذ حياة الأسرى الفرنسيين، معتقدًا أنه بما أنهم لا يشعرون بالأسف تجاهنا، فلا داعي لأن نشعر بالأسف تجاههم.

يقرر دولوخوف الذهاب إلى شامشيفو للاستطلاع. يتطوع بيتيا روستوف لمرافقته، رغم الخطر الكبير على حياتهما. يدخلان القرية ويجمعان المعلومات الضرورية عن القوافل. ومن المقرر أن يتم الهجوم على القافلة فجرًا.

عند عودته إلى دينيسوف، لا يستطيع بيتيا المتحمس أن ينام بقية الليل. في صباح اليوم التالي، هاجمت مفرزة دينيسوف ودولوخوف شامشيفو. يندفع بيتيا إلى أخطر مكان في المعركة، ويسقط ميتًا، بعدما تخترق رصاصة رأسه، فينتحب دينيسوف على جسده، ثم يطلق الثوار سراح السجناء الروس، ومن بينهم بيير بيزوخوف.

الفرنسيون ينسحبون من روسيا

في الطريق من موسكو مع جيش نابليون، لاحظ بيير التغييرات التي لحقت به. في محنة الأسر الرهيبة، يصبح بيير مقتنعًا بأن الشخص قادر على تحمل أخطر الصعوبات، وأن مصائبه لا تأتي لافتقاده لشيء؛ وإنما من الزائد على حاجته. إن الشعور الجديد بالحرية الروحية لا يترك بيير حتى في هذه الظروف الرهيبة. يمرض أفلاطون في الطريق، وسرعان ما يفقد قوته. وبفرح، يروي لرفاقه قصة شهيد بريء: تاجر اشتبه زورًا بارتكاب جريمة قتل، ثم بُرِّئَ بعد عشر سنوات من الأشغال الشاقة، لكنه لم يعش ليرى إطلاق سراحه. بعد ذلك يطلق الفرنسيون النار على أفلاطون ليرتاح من العذاب؛ لأنه لم يعد قادرًا على المضي قدمًا. الطابور الذي يضم السجناء يتوقف في شامشيفو. يطلق دينيسوف ودولوخوف سراح السجناء، ويحضر بيير دفن بيتيا روستوف المقتول.

الصقيع يحارب مع روسيا

منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بدأ الصقيع الشديد بالقضاء على جيش نابليون. من أصل 73 ألف فرنسي، بقي 36 ألفًا، ويواصل الجيش التراجع. الفرنسيون يركضون مثل حيوان مجنون يحاول الهروب من الصياد. من سمولينسك يواصلون رحلتهم على عدة طرق، ولكن مرة أخرى يختارون الطريق القديم. يحاول كثير من المؤرخين تتبع أوامر نابليون خلال هذه الأسابيع، وحتى فراره المخزي من الجيش. يرفض تولستوي الرأي القائل بأن الجيش الروسي حاول تطويق الفرنسيين المنسحبين والقبض عليهم، لكنه فشل في ذلك. إن هدف الشعب تطهير أرضه من الغزو، وهذا تحقق بفرار الفرنسيين أنفسهم، ومتابعة الجيش الروسي لم تكن إلا لردعهم إذا قرروا الرجوع. لقد كانوا أشبه بالسوط وراء حيوان يركض.

صُدمت ناتاشا والأميرة ماريا بوفاة الأمير أندريه. تخرج ماريا تدريجيًّا من هذه الحالة، بعد أن بدأت بالتعامل مع شؤون العقارات التي ورثتها بعد الحرب، ورعاية ابن أندريه، لكن ناتاشا تفقد وزنها، ويشحب لونها. في هذا الوقت يصل خبر وفاة بيتيا. تدخل الأم في حالة هستيرية، ولا تتركها ناتاشا لمدة ثلاثة أسابيع، وهذا الوضع ينقذ ناتاشا نفسها، فالرعاية المتفانية لوالدتها تساعدها على الخروج من حزنها. تهدأ الأم أخيرًا، وفي بداية يناير (كانون الثاني) 1813، تسافر ناتاشا مع الأميرة ماريا إلى موسكو، حيث نجا منزلهم.

كوتوزوف يواصل خططه

يعاني الجيش الروسي مثل معاناة الفرنسيين في ملاحقته الشتوية المتواصلة للعدو وسط طقس بارد رهيب. لإنقاذ الجنود، يحاول كوتوزوف تجنب المعارك، لكن الجنرالات الروس يتورطون فيها رغمًا عنه. يعتقد تولستوي أن كوتوزوف كان يسترشد بشعور وطني عميق.  بعد معركة ناجحة للروس في كراسنوي، يخاطب كوتوزوف الجنود بخطاب يعلن فيه أن “النصر تم، وروسيا لن تنساكم”، وهنا يقنع الجنود- على نحو إنساني- بتجنّب العدو الذي وصل إلى حالة سيئة.

 يدخل كوتوزوف فيلنا، ويعتقد أن الحرب يجب أن تنتهي بطرد الفرنسيين من روسيا. لكن في 11 ديسمبر (كانون الأول)، وصل الإمبراطور ألكسندر الأول إلى فيلنا، ووضع خططًا أخرى. يعلن الإمبراطور أن الحملة ستستمر خارج الحدود الروسية- إلى أوروبا، حتى الانهيار الكامل لحكم نابليون هناك.

بعد إطلاق سراحه من الأسر، ظل بيير مريضًا ثلاثة أشهر في منزله. إن الشعور السعيد بالحرية الروحية لا يتركه. لم يعد يبحث عن الله كما كان من قبل؛ لأنه وجده بالفعل، ليس بين الضباب، ولكن بجانبه. يصبح بيير سعيدًا وودودًا تجاه جميع الناس. كاد حريق موسكو يدمره، لكنه قرر البدء بنشاط بترميم منازله وممتلكاته المدمرة.

الشعب يبني موسكو من جديد

بفضل عمل الشعب، تولد موسكو المحروقة من جديد بسرعة غير مسبوقة. بحلول خريف عام 1813 كان عدد سكانها أكبر من ذي قبل. بالعودة إلى موسكو، يعلم بيير أن الأميرة ماريا وصلت أيضًا، فيزورها ويلتقي عندها بناتاشا النحيفة والضعيفة، فتعود إلى بيير مشاعره السابقة تجاه ناتاشا. تحكي ناتاشا وماريا لبيير عن الأيام الأخيرة للأمير أندريه. عند الاستماع إلى كلمات ناتاشا الصادقة، يحبها أكثر. يصف بيير لها ولماريا مغامراته في الأسر. يقول بيير إنه ما دامت هناك حياة؛ فهناك سعادة، ومستقبل أيضًا.. ليس من الخطأ أنه يريد أن يعيش في سعادة. مع ظهور بيير يعود الفرح إلى حياة ناتاشا لأول مرة في السنوات الأخيرة. ولأن حزن ناتاشا على الأمير أندريه لم ينتهِ بعد، فإن بيير والأميرة لا يتعجلان الأمور. يقرر بيير الذهاب إلى سانت بطرسبورغ في الوقت الحالي. تهمس له ناتاشا عند الفراق: “سأكون في انتظارك”.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع