يعد إعلام الدولة مرآة عاكسة للوضع الذي تمر به هذه الدولة في كل مرحلة، والإعلام الروسي ليس استثناءً لهذه القاعدة، والتغيرات التي طرأت على الصحف والجرائد الروسية تؤكد هذه الحقيقة.
والملاحظ أنه على الرغم من التطور الحاصل في أساليب الحياة، وغزو شبكات التواصل الاجتماعي، ظلت القراءة في روسيا سلوكًا حاضرًا بقوة في الحياة اليومية لغالبية المواطنين، وطقسًا يحرصون عليه على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، حيث يقبل الروس على القراءة، وينظرون إليها على أنها سلوك عام وحضاري، ومقوم من مقومات الشخصية، وعنصر من عناصر المواطنة السليمة، ووسيلة لمسايرة التطور الذي يشهده العالم في جميع الميادين.
وبنظرة متفحصة إلى المكتبات في روسيا، نجد أنه يوجد في العاصمة موسكو وحدها نحو 1200 مكتبة، لعل أشهرها “مكتبة لينين الوطنية” (المكتبة الوطنية الروسية)، التي تتألف من ستة طوابق، وتعد أكبر مكتبة في روسيا، وواحدة من أكبر المكتبات في العالم، حيث تحتوي على ملايين المؤلفات والموسوعات والكتب والمخطوطات والخرائط والمعاجم والشرائط الصوتية التي تعود إلى أكثر من مئة قومية من شعوب روسيا والاتحاد السوفيتي السابق.
وهناك أيضًا مكتبة الأكاديمية الروسية للعلوم في العاصمة الثقافية لروسيا (مدينة سانت بطرسبورغ)، التي تحتوي على أكثر من 20 مليون كتاب ومؤلف بلغات عدة، فضلًا عمّا لا يقل عن 8000 مخطوط باللغة العربية، ونحو 120 ألف مخطوط باللغات التي تنطق بها الدول الإسلامية.
ولا تقتصر العناية بالكتاب في روسيا على دعم القراءة من خلال إنشاء المكتبات العمومية، ودعم المكتبات الخاصة فقط؛ وإنما تشمل أيضًا خلق فضاءات للقراءة، واعتماد سياسة ناجحة في نشر الكتاب، وتنظيم معارض للكتاب على امتداد السنة، بالإضافة إلى تشجيع الترجمة للانفتاح على مختلف الثقافات، والاطلاع على جديد المعرفة.
وإذا انتقلنا إلى الحديث عن الصحافة على نحو خاص، فإن المتتبع لتاريخ النشاط الصحفي في روسيا يعرف أن تنظيم العمل الصحفي كان يسير وفق المرسوم الخاص بالصحافة الذي وقعه فلاديمير لينين في 27 أكتوبر (تشرين الثاني) 1917، والذي استمر العمل به خلال العقود السبعة من الحكم السوفيتي.
وفي أغسطس (آب) 1990، صدر قانون اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية بشأن الصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، وقانون الاتحاد الروسي بشأن وسائل الإعلام في 8 فبراير (شباط) 1992، اللذان نجحا في الترسيخ لضمانات قانونية جدية للنشاط الإعلامي وفقًا للمبادئ الديمقراطية.
ولعل من المفيد أن نلقي نظرة سريعة على أهم الصحف التي كانت أو ما زالت تصدر داخل الدولة الروسية، والتي أسهمت في تشكيل الوعي القومي، والحفاظ على الهوية الثقافية، وخلقت شعبًا قادرًا على تحقيق المعادلة الصعبة، وهي الحفاظ على طابعه الثقافي، والانفتاح على غزو الثقافات الجديدة، دون السماح لها بطمس الهوية، أو هز ثوابت القومية.
1- برافدا Правда (الحقيقة)
هي صحيفة يومية، كانت من أكبر صحف العالم توزيعًا خلال الفترة السوفيتية، وتأسست كصحيفة قانونية بمبادرة من”لينين”، الذي كان أحد المساهمين المؤسسين لها في عام 1912، في مدينة سانت بطرسبورغ، ثم في موسكو، وسرعان ما أصبحت “البرافدا” من أهم المصادر للتصريحات الرسمية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت تعتنق الأيديولوجيا الشيوعية، وتنحاز سياسيًّا إلى أقصى اليسار.
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، صدر مرسوم رئاسي من الرئيس “بوريس يلتسن” آنذاك يقضي بإيقاف صدور “البرافدا” بوصفها صحيفة شيوعية من الحقبة السوفيتية الماضية، غير أن بعض العاملين القدامي فيها أعادوا إصدارها تحت أسماء أخرى: “الحقيقة العمالية”، “حقيقة العمل”، “من أجل الحقيقة”، “الحقيقة البروليتارية”، “طريق الحقيقة”، ولكن بصيغة مختلفة عما كانت عليه، حيث أصبحت صحيفة شعبية الطراز والاهتمام، وتتناول موضوعات عن الأخبار، والاقتصاد، والسياسة.
2- أرغومنتي إي فاكتي Аргументы и факты (مجادلات وحقائق)
هي أكبر صحيفة حكومية أسبوعية، والأكثر شعبية في روسيا، وتقود الصحافة الروسية في الخارج. تأسست في 1 يناير (كانون الثاني) عام 1978، ويقع مقرها الحالي في العاصمة الروسية موسكو، وتطبع باللغة الروسية.
يختلف التكوين الدقيق للصحيفة حسب المنطقة، وتحتوي على ملاحق ومقالات إقليمية مصدرها شبكة المراسلين والمكاتب التمثيلية في الخارج، وتخاطب القراء من جميع الأعمار، أما جمهورها المستهدف فيشمل السياسيين، ورجال الأعمال، والموظفين، وربات البيوت.
فازت الصحيفة بكثير من الجوائز الروسية والدولية، ولا تزال تتصدر استطلاعات رأي القراء التي تديرها منظمات تحليل وسائل الإعلام الأكثر تأثيرًا، وفي عام 1990، أُدرجت “أرجومنتي إي فاكتي” في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر توزيع من أي مطبوعة أسبوعية، في جميع أنحاء العالم. أصبحت مصدرًا رائدًا للمعلومات لكل من المتحدثين باللغة الروسية في الخارج، وأولئك الذين لديهم اهتمام بالثقافة والأخبار الروسية، وهي معروفة جيدًا في دول رابطة الدول المستقلة، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وفي جميع أنحاء أوروبا.
3- إزفيستيا Известия (الأخبار)
هي صحيفة يومية اجتماعية، وسياسية، وتجارية، تنتمي إلى الحقبتين السوفيتية والروسية، حيث تأسست في فبراير (شباط) 1917، بعد الثورة البلشفية، واستمر نشاطها الصحفي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وحاليًا تبث أيضًا قناة Izvestia TV التي تحمل الاسم نفسه، ولكن البث متوقف في الاتحاد الأوروبي.
كان النموذج الأولي للصحيفة عام 1917 في شكل نشرة إعلامية عن “أخبار مجلس نواب العمال”، وكانت تابعة لمجلس نواب العمال في سانت بطرسبورغ.
بعد الثورة البلشفية 1917، أصبحت إزفيستيا هي صوت اللجنة التنفيذية المركزية، ومجلس نواب العمال والجنود، واكتسبت مكانة الصحف الرسمية المطبوعة للحكومة الجديدة، ونُشرت الوثائق الرئيسة للحكومة البلشفية على صفحاتها: “مرسوم بشأن السلام”، و”مرسوم بشأن الأرض”.
4- تُرود Труд (العمل)
واحدة من أكثر الصحف الروسية انتشارًا، وقد صدرت أول مرة عام 1923. يقع مقرها في موسكو، وتصدر ثلاث مرات أسبوعيًّا، وتتناول موضوعات عن العمل والحياة، ولكن الأهم أنها تتحدث عن الأشخاص العاديين الذين يجدون أنفسهم في ظروف غير عادية. تثير الصحيفة- بالإضافة إلى ذلك- قضايا الحياة الاجتماعية والسياسية الملحة، كما تدعو القراء إلى المناقشة بالرأي، والتفاعل، والقراءة النقدية، وليس مجرد التلقي السلبي لما يُقدم على صفحاتها.
5- نيزافيسيمايا غازيتا Независимая газета (الصحيفة المستقلة)
هي صحيفة اجتماعية، وسياسية، يومية، سوفيتية، وروسية، تأسست بتاريخ 21 ديسمبر (كانون الأول) 1991، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وتهتم بالأخبار السياسية، ونشر تقارير إخبارية عما يجري في روسيا، كما تهتم بالأخبار والتقارير المفصلة عن عدد من الموضوعات الأخرى، مثل أخبار العلوم والتكنلوجيا، والمهمات الدبلوماسية، والأخبار السياسية، والدين (خاصة الطائفة الأرثوذكسية المسيحية)، وقطاع الاتصالات، والشؤون العسكرية، وملامح العلاقات الدولية، وغيرها.
أطلقت “نيزافيسيمايا غازيتا” موقعًا إلكترونيًّا، لتصبح أول صحيفة روسية تقليدية على الإنترنت.
6- نوفيا غازيتا”Новая газета (الصحيفة الجديدة)
“نوفايا غازيتا” هي صحيفة اجتماعية، وسياسية روسية، عرفت بتوجهاتها المعارضة، والليبرالية، والديمقراطية، والحقوقية، إضافة إلى الصحافة الاستقصائية. تأسست في 1 أبريل (نيسان) 1993، وكانت تصدر ثلاثة أيام من كل أسبوع، غير أن آخر نشر للصحيفة كان في 13 سبتمبر (أيلول) 2023، بناءً على قرار من المحكمة، ألغت بموجبه الترخيص الإعلامي لشركة نوفايا غازيتا في روسيا، وعُلِّقَ عملها حتى نهاية الحرب الروسية الأوكرانية.
حصل عدد كبير من موظفي الصحيفة على جوائز مهنية، وعامة، ودولية، بل حصل رئيس تحرير الصحيفة “دميتري موراتوف” على جائزة نوبل للسلام لعام 2021 لـ”جهوده في الحفاظ على حرية الفكر كشرط لا غنى عنه للديمقراطية والسلام”، وذلك في 22 مارس (آذار) 2022، وقد قرر حينذاك “ديمتري موراتوف”، وطاقم الصحيفة، التبرع بميدالية الجائزة لصندوق مساعدة اللاجئين الأوكرانيين.
والجدير بالذكر أن ما لا يقل عن خمسة من صحفيي الصحيفة قد قُتلوا بين عامي 2001 و2009، ربما بسبب أنشطتهم المهنية.
7- موسكوفسكي كومسوموليتس Московский Комсомолец
تأسست الصحيفة عام 1919، والترجمة الحرفية لاسم الصحيفة هي: “الشبيبة الشيوعية في موسكو”، وهي صحيفة يومية سوفيتية روسية، مقرها الرئيس في موسكو، ويصدر منها نحو مليون نسخة، وتغطي الأخبار المحلية، والاجتماعية، والسياسية داخل روسيا، ويختصر اسم الصحيفة بحرفي “MK”.
في الحقبة السوفيتية، كانت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” إقليمية التوزيع والانتشار، بمعنى أنها كانت توزع في منطقة موسكو فقط، ولم تكن صحيفة مركزية الانتشار، أي تُوزَّع في دول الاتحاد السوفيني كافة، حيث كان يتعذر شراؤها أو الاشتراك بها لغير سكان موسكو، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تحولت الصحيفة إلى مطبوعة مركزية (فيدرالية)، وتُوزَّع حاليًا في جميع الكيانات المكونة للاتحاد الروسي البالغ عددها 85 كيانًا، كما تُوزَّع خارج البلاد، ومنها بلدان رابطة الدول المستقلة.
وترفع الصحيفة شعار: “الصلة والأصالة ليست شعارًا؛ بل مبدأ وجود”.
في أواخر السبعينيات، وأوائل الثمانينيات، نشرت “موسكوفسكي كومسوموليتس” مواد عن موضوعات كانت شبه محظورة في ذلك الوقت، مثل (حركات الشباب غير الرسمية، وموسيقى الروك، والسينما الغربية، وما إلى ذلك)، وكان هناك قسم موسيقي في الصحيفة، أصبح لاحقًا عرضًا شهريًّا ناجحًا تحت رعاية الصحيفة، بالإضافة إلى جائزة سنوية في مجال الموسيقى الشعبية القائمة على نتائج هذا العرض.
ومن الأمور التي تميز هذه الصحيفة أنه في عام 1977، ظهر فيها عمود يعرّف الجمهور بفناني الأداء السوفيت ونجوم البوب (عادةً من الدول الاشتراكية)، ومُنِحَ القراء- لأول مرة- الفرصة للتعبير عن تفضيلاتهم كتابيًّا.
وقد تعاون كثير من الكتاب المشهورين بالنشر في نهاية العشرينيات من القرن الماضي في القسم الأدبي للصحيفة.
8- كوميرسانت Коммерса́нт (رجل الأعمال)
هي صحيفة اجتماعية، وسياسية، يومية، تنتمي إلى الحقبتين السوفيتية والروسية. تأسست مؤسسة “كوميرسانت” للصحافة عام 1909، لكن هذه الصحيفة تعرضت للرقابة المشددة بعد استيلاء البلاشفة الشيوعيين عام 1917، وعاد نشاط صحيفة “كوميرسانت” عام 1990 قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تمكنت “كوميرسانت” من نشر الأخبار الاقتصادية بحرية تامة، وفي عام 2005، وزعت ما يزيد على 131 ألف نسخة.
خلال الفترة من عام 1990 إلى عام 1992، كانت الصحيفة تصدر أسبوعيًّا، لكن الصحفي “فلاديمير ياكوفليف”، الذي كان يملكها حتى عام 1999، أنشأ شكلًا جديدًا للصحيفة، ودعا إليها متخصصين في مختلف الصناعات، وعلَّمَهم كتابة المقالات، وأطلق على هذا الاتجاه اسم “صحافة الحقيقة”، وأصبحت بعدها تصدر يوميًّا (ست مرات أسبوعيًّا).
وفي عام 1996، أنشأ قسمًا للمراسلين، وانضم للعمل به المتخصصون الأكثر احترافيةً في ذلك الوقت، لكن بعد الأزمة الاقتصادية عام 1998، سُرِّحَ هذا الفريق، وتبقى مراسل وحيد فقط في الصحيفة، هو أندريه كولسنيكوف.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، نشرت صحيفة “كوميرسانت” مقال الرئيس السابق للاتحاد الروسي “ديمتري ميدفيديف” (لماذا الاتصالات مع القيادة الأوكرانية الحالية لا طائل من ورائها؟)، الذي أعلن فيه عدم جدوى التفاوض مع الحكومة الأوكرانية الحالية، التي تقع- حسب قوله- تحت السيطرة الأجنبية المباشرة.
وقد علقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على ذلك قائلة: “إن نشر هذا المقال، دون أي مناقشة أو تحفظ، ينبغي تفسيره على أنه دعم لإجراءات الحكومة الروسية وسياساتها التي تهدد سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها واستقرارها وأمنها”، في حين أصر محامو “كوميرسانت” على أنها وسيلة إعلامية مستقلة.
9- روسيسكايا غازيتا Российская газета (الجريدة الروسية)
“روسيسكايا غازيتا” هي صحيفة حكومية روسية يومية، تأسست في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990، ويمكن اعتبارها أول صحيفة حكومية روسية، وهي النشرة الرسمية لحكومة الاتحاد الروسي، حيث تنشر المراسيم والبيانات والوثائق الرسمية، والقوانين المصدقة حديثًا.
وفور النشر في هذه الصحيفة (وكذلك في الصحيفة البرلمانية، وعلى بوابة الإنترنت الرسمية للمعلومات القانونية)، تدخل هذه القوانين التنظيمية حيز التنفيذ، ويشمل ذلك: القوانين الدستورية الفيدرالية، ومراسيم رئيس روسيا، ومراسيم حكومة روسيا وأوامرها، ولوائح الوزارات والإدارات، كما تُنشر الأخبار والتقارير والمقابلات مع المسؤولين الحكوميين، والتعليقات على الوثائق الرسمية، وما إلى ذلك.
وتمتلك الصحيفة أيضًا بوابة إنترنت خاصة منذ عام 1999، ومُنِحَت أيضًا صفة رسمية، حيث تعد النصوص القانونية التنظيمية للسلطات التنفيذية الفيدرالية، وقرارات محكمة الجماعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية، وقرارات مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية، المنشورة على البوابة قرارات رسمية، وقد بلغ متوسط الجمهور الشهري للموقع عام 2020 نحو 35 مليون مستخدم.
10- كراسنايا زڤيزدا Кра́сная звезда́ (النجمة الحمراء)
هي الصحيفة الرسمية لوزارة دفاع الاتحاد الروسي، وكانت أيضًا الصحيفة الرسمية لوزارة الدفاع في الاتحاد السوفيتي السابق. أُنشئت بقرار من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري في نوفمبر (تشرين الثاني) 1923، بوصفها الجهاز المطبوع المركزي للمفوضية الشعبية للشؤون العسكرية والبحرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية (التي أصبحت فيما بعد وزارة الدفاع)، وصدر العدد الأول في 1 يناير (كانون الثاني) 1924.
خلال الحرب الوطنية العظمى، أصبحت “كراسنايا زفيزدا” إحدى الصحف الوطنية الرائدة، وضمت هيئة التحريرعددًا كبيرًا من الكُتاب.
كانت الصحيفة تصدر ثلاث مرات في الأسبوع، لكن منذ 1 يوليو (تموز) 2024، أصبحت تصدر 5 مرات أسبوعيًّا، وتُطبَع في موسكو وثلاث مدن أخرى، وتوزع الطبعة نحو 30 ألف نسخة، وترفع الصحيفة شعار “نحن نحميك يا روسيا!”.
11- روسكايا زناميا Русское знамя (الراية الروسية)
هي صحيفة روسية يومية أرثوذكسية، أسسها الصحفى باڤيل كروشيڤان، صدر العدد الأول منها في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 1905، وكان من المخطط في البداية أن تكون صحيفة أسبوعية، لكن الشعبية الكبيرة التي اكتسبتها سرعان ما أدت إلى صدورها يوميًّا.
أرسى الناشرون في الصحيفة مبدأ أنها “هيئة تقف حصريًّا على أسس وطنية، وتسعى إلى الوحدة الداخلية والخارجية لجميع فروع القبيلة الروسية العظيمة، والمساواة التي لا يمكن منحها للأجانب في الدولة إلا بشرط وحدتهم الداخلية مع الشعب الروسي، والاحترام الكامل لمصالح الدولة الروسية”. كما رفعت الصحيفة شعار: “من أجل الإيمان الأرثوذكسي، والقيصر، والوطن غير القابل للتقسيم، وروسيا للروس”، ومعروف عنها ننشرها بروتوكولات حكماء صهيون في أغسطس (آب)- سبتمبر (أيلول) 1903.
وتراوح توزيع هذه الصحيفة، التي سرعان ما أصبحت الأكثر شعبية بين الصحف الملكية، من 3 إلى 15 ألف نسخة، وفُسِّرَت الشعبية الكبيرة للصحيفة بأنها كتبت بأسلوب بسيط وسهل عن القضايا التي كانت مهمة لغالبية الشعب.
يشير المؤرخ “ريبنيكوف” أن “الصحيفة دافعت باستمرار عن الاستبداد غير المحدود، ضد مجلس الدوما، والليبراليين، والمتطرفين اليساريين، واتخذت موقفًا واضحًا معاديًا للسامية”، ويشير أيضًا إلى أن “الصحيفة تعرضت للاضطهاد مرارًا وتكرارًا بتهمة التشهير والانتهاكات”. غُرِّمَت 6 مرات (بإجمالي 11 ألف روبل)، ووُجِّهَ إليها 13 تحذيرًا، وصودر 18 عددًا منها.
12- موسكو تايمز The Moscow Times
موسكو تايمز هي صحيفة ورقية وإلكترونية مستقلة، تصدر باللغتين الإنجليزية والروسية، وكانت توزع مجانًا في الأماكن التي يرتادها السياح والمغتربون الناطقون باللغة الإنجليزية، مثل الفنادق، والمقاهي، والسفارات، وشركات الطيران، وأيضًا عن طريق الاشتراك. حظيت الصحيفة بشعبية كبيرة بين المواطنين الأجانب المقيمين في موسكو، والروس الناطقين باللغة الإنجليزية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، غيرت الصحيفة تصميمها ونوعها من اليومية إلى الأسبوعية (تصدر كل يوم خميس)، وزاد عدد الصفحات إلى 24 صفحة.
كانت الصحيفة تطبع في روسيا من عام 1992 حتى عام 2017، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت متاحة فقط في صيغة إلكترونية على الإنترنت، وأطلقت خدمتها باللغة الروسية في عام 2020. وفي عام 2022، نُقِلَ مقرها الرئيس إلى أمستردام في هولندا؛ ردًا على قوانين الإعلام التقييدية التي سُنَّت في روسيا بعد حرب أوكرانيا، وفي 15 أبريل (نيسان) 2022، حُظِرَ موقع صحيفة موسكو تايمز باللغة الروسية في روسيا، وفي عام 2023، صنفت وزارة العدل الروسية الصحيفة على أنها “عميل أجنبي”، وأصدر المدعي العام الروسي في 10 يوليو (تموز) 2024 قرارًا بتصنيف صحيفة موسكو تايمز “منظمة غير مرغوب فيها”، وذكر بيان مكتب المدعي العام أن الصحيفة “تهدف إلى التشكيك في قرارات القيادة الروسية في كل من السياسة الداخلية والخارجية”.
ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.