تحل الآن الذكرى الستون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. وخلال العقود الستة الماضية، شهدت الصين وفرنسا تطورًا كبيرًا في العلاقات الثنائية، وذلك باعتبار فرنسا أول دولة غربية تعترف بالصين. تعد فرنسا دولة مهمة، ساعدت الصين على العودة إلى النظام الدولي. وشارك باسكال لامي (لامي)، نائب رئيس منتدى باريس للسلام، أفكاره بشأن تطور العلاقات بين الصين وفرنسا، مع مراسل “غلوبال تايمز” سو ياكسوان.
سو ياكسوان: يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، فضلًا عن عام الثقافة والسياحة بين الصين وفرنسا. ستكون فرنسا ضيف شرف في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لعام 2024، ومعرض الصين الدولي السابع للاستيراد. كيف تقيمون التنمية والتبادلات بين الصين وفرنسا على مدى الستين عامًا الماضية؟
لامي: كانت فرنسا أول دولة غربية تعترف بالصين عام 1964، وهي مبادرة دبلوماسية مهمة ساعدت الصين على العودة إلى النظام الدولي. وإذا نظرنا إلى الماضي، فسوف نجد أنه كان قرارًا جريئًا، ولكنه حكيم، حيث أصبحت الصين الآن واحدة من القوى العالمية الكبرى. خلال هذه السنوات الستين، أصبحت الصين أكبر وأقوى، وكانت فرنسا محركًا لعملية التكامل الأوروبي الناجحة، التي يتمثل أحد أهدافها في إنشاء جهة فاعلة بارزة جديدة من أجل تعزيز واستقرار السلام القائم على قواعد النظام المتعدد الأطراف في عالم متعدد الأقطاب.
سو ياكسوان: قلت ذات مرة “إن التحول الرئيس في هذا العالم هو العولمة. والتحول الرئيس في العولمة كان في الصين”. هل ما زلت تتمسك بهذا الرأي؟ وبرأيك، ما الذي يمكن أن تفعله الصين وفرنسا معًا في المستقبل لتعزيز التنمية العالمية؟
لامي: نعم، إن صعود الصين هو المظهر الأكثر وضوحًا للعولمة. لقد انفتح العالم على الصين، وانفتحت الصين على العالم. وقد اتبع التكامل الأوروبي المسار نفسه. ولكن اليوم، أصبحت العولمة مهددة، حيث أصبحت المنافسات والتوترات والصراعات تهدد السلام العالمي. وأعتقد أن تعزيز التعاون الدولي يظل أمرًا لا بد منه للتصدي للتحديات العالمية المشتركة التي نواجهها. وفي منتدى باريس للسلام، نعمل على إشراك جهات فاعلة جديدة في حل المشكلات العالمية، مثل الشركات المتعددة الجنسيات، ومراكز الفكر، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الأكاديمية الكبرى، ومنهم عدد من المشاركين الصينيين. وسأكون سعيدًا بإشراك مزيد منهم.
سو ياكسوان: يهدف منتدى باريس للسلام إلى تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، ومواجهة التحديات العالمية، لكن في عام 2023 المضطرب جدًّا، ما الذي يمكن أن تفعله الصين وفرنسا للأزمة العالمية في عام 2024؟
لامي: تتقاسم فرنسا والاتحاد الأوروبي والصين رؤية مشتركة: عالم متعدد الأقطاب، حيث تتعاون القوى الكبرى في إطار قواعد مشتركة لتنظيم المنافسة، والحد من الصراع، وتعزيز الشراكات. وتعد مجالات مثل مكافحة تغير المناخ، وتعزيز الرقمنة العادلة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الفقيرة، مجالات واضحة لمزيد من التعاون.
سو ياكسوان: كيف تنظر إلى دور أوروبا في الوضع المتوتر بين الصين والولايات المتحدة؟
لامي: إن نمو أوروبا كلاعب عالمي رئيس ينبغي أن يساعد على الحد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين. ويعتمد الأمر في المقام الأول والأهم على إرادة الأوروبيين في مواصلة وحدتهم.
سو ياكسوان: تؤكد فرنسا أهمية استقلال أوروبا، وتدعو إلى الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي. كيف تحكم على آفاق الحكم الذاتي الإستراتيجي الأوروبي؟
لامي: لا يزال الاتحاد الأوروبي يعتمد- إلى حد كبير- على الولايات المتحدة لتحقيق أمنه، وعلى الصين لتحقيق ازدهاره الاقتصادي. وفي وقت تتزايد فيه التهديدات الأمنية، يتعين على أوروبا أن تكون أكثر استقلالية، وأن تعمل على “إزالة المخاطر” بين الجانبين، وهذه أيضًا هي الإستراتيجية التي تتبعها كل من الولايات المتحدة والصين، وعلى كل منهما أن يفهم هذا الواقع الجديد ويتقبله.
المصدر: صحيفة غلوبال تايمز الصينية