بريكس بلسوحدة الدراسات الصينية

بريكس تعزز التنمية المشتركة وعالمًا متعدد الأقطاب أكثر عدالة


  • 11 سبتمبر 2025

شارك الموضوع

تمثل آلية التعاون في إطار بريكس (BRICS) منصة أساسية للتضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية. وفي مواجهة تصاعد الهيمنة والأحادية والحماية التجارية، تواصل بريكس، بوصفها “الصف الأول من الجنوب العالمي”، الدفع نحو الانفتاح والشمولية والتعاون والنتائج المربحة للجميع، بهدف بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وعندما اجتمع قادة بريكس افتراضيًّا يوم الاثنين، كان لهذا اللقاء صدى يتجاوز الشاشات التي ربطت فقط بين الدول الأعضاء في بريكس، فقد كان بمنزلة إعادة تأكيد رؤية من أجل نظام حوكمة عالمي أكثر عدالة وإنصافًا.

ألقى الرئيس شي جين بينغ خطابًا، وأجرى مناقشات معمّقة مع القادة المشاركين الآخرين بشأن البيئة الاقتصادية الراهنة، والنظام المتعدد الأطراف، والتعاون داخل بريكس، والقضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك.

وتذكّر ملاحظات شي العالم بأن بريكس قوة صاعدة تمثل الجنوب العالمي، وتدافع عن العدالة والإنصاف في الحوكمة العالمية. إنها مجموعة تسعى لا إلى الهيمنة بل إلى التعاون، لا إلى المواجهة بل إلى التنسيق، وغايتها ليست التحدي بل الإصلاح.

وقد شدّد شي على ضرورة أن تتمسك بريكس بتعددية الأطراف، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، والتمسك بالانفتاح والمساعي المربحة للجميع، وصون النظام الاقتصادي والتجاري الدولي، والتمسك بالوحدة والتعاون، وبناء التآزر من أجل التنمية المشتركة.

ولتحقيق هذه الغاية، ستواصل الصين أداء دور محوري، فمن طرحها نموذج “بريكس بلس” الذي وسّع دائرة التعاون لتشمل مزيدًا من دول الجنوب العالمي، إلى دعمها إنشاء “بنك التنمية الجديد”، ما فتئت بكين تضخ في بريكس أفكارًا ومؤسسات جديدة.

إن مقترحات شي في الاجتماع ليست مجرد طروحات نظرية، بل ستجد تعبيرها العملي في بنية تحتية ملموسة، وفي دفع تحولات الطاقة الخضراء، وفي تعزيز نظم الصحة العامة.

وفي عالم لا يزال يكافح للتعامل مع حالة الطوارئ المناخية، ومع صدمات سلاسل الإمداد الناجمة عن الحروب التجارية، لا يمكن المبالغة في تقدير قيمة التعاون العملي التضامني الذي تمثله بريكس.

ويأتي نداء شي من أجل الدفاع عن تعددية الأطراف في وقت حرج، حيث يتعرض هذا المبدأ لضغوط شديدة، فغالبًا ما تعجز المنظمات الدولية، المصممة لإسماع صوت جميع الدول، عن العمل بفعالية بسبب سياسات الأحادية. وفي هذا السياق، تمثل بريكس “منظومة قيم” بديلة، تقوم على التشاور، والمساهمات المشتركة، والمنافع المتبادلة.

إن مضمون التعاون في إطار بريكس يراعي الحاجات المختلفة لأعضائها. فلتجسيد كيفية تسخير بريكس الابتكار المتقدم من أجل نمو شامل، دفعت الصين قدمًا بمبادرات في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والتحديث الصناعي ضمن إطار بريكس. ويشير إطلاق “مركز تطوير وتعاون الذكاء الاصطناعي بين الصين وبريكس”، و”شبكة التعاون الرقمي لبريكس”، إلى أن التقدم التكنولوجي ليس حكرًا على قلة من الدول، بل يمكن أن يكون أداة مشتركة لتقليص فجوات التنمية.

ومن مزارع الرياح في البرازيل إلى مشروعات الطاقة الشمسية في جنوب إفريقيا، قدم التعاون في إطار بريكس -غالبًا مع استثمارات وخبرات صينية- إسهامات ملموسة في مجال الطاقة المتجددة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. كما أن المحفظة المتنامية من السندات الخضراء لدى بنك التنمية الجديد تضع الكتلة في موقع رائد للنمو منخفض الكربون في وقت يحتاج فيه الكوكب إلى ذلك بشدة.

وما برز من الاجتماع ليس كتلة تقف ضد أخرى؛ وإنما مجتمع يعمل من أجل ما تدعو إليه الصين- مستقبل مشترك للبشرية، وهو طموح يرتكز إلى الإيمان بأن السلام والازدهار غير قابلين للتجزئة، وأن مشكلات أي منطقة سرعان ما تتردد أصداؤها عالميًّا، وأن الحلول الشاملة ليست أكثر عدلًا فحسب، بل أكثر فاعلية أيضًا.

قد يشير المشككون إلى أن بريكس تضم دولًا ذات ظروف وطنية متباينة، غير أن هذه التعددية هي ما يمنح الآلية مصداقيتها، فالإنجازات التي تحققت -سواء في التعاون المالي، أو العمل المناخي، أو التبادلات الثقافية- تثبت أن الوحدة ممكنة من دون تماثل. كما أن توسع بريكس في السنوات الأخيرة يؤكد انفتاحها، فهي ترحب بكل من يرغب في التعاون، لا على أساس أيديولوجي؛ بل على أساس السعي المشترك من أجل التنمية والكرامة.

وتقف الصين على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف الأخرى لمواصلة تفعيل روح بريكس القائمة على الانفتاح، والشمولية، والتعاون المربح للجميع، والعمل المشترك من أجل عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة وانتظامًا.

المصدر: صحيفة الصين اليومية (China Daily) الصينية


شارك الموضوع