مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يتعامل كثيرون في روسيا بحذر مع هذه العملية الديمقراطية المهمة في الولايات المتحدة، حيث ينظرون إلى مستقبل العلاقات الثنائية، وتأثير النتائج المحتملة في المصالح الروسية.
تعد العلاقات مع روسيا من الملفات الدولية الحساسة التي تلقي بظلالها على الانتخابات الأمريكية. من المعروف أن الحرب الأوكرانية، وكثيرًا من القضايا الدولية الأخرى، تتصاعد توتراتها في ظل هذه الانتخابات، وعادة ما يحاول كل مرشح استغلال هذه القضايا لجذب الناخبين، وإظهار قوته السياسية.
تمثل العودة المحتملة لترمب إلى البيت الأبيض مصدر قلق وتحدٍّ للسياسة الروسية؛ فترمب، برغم الجدل بشأنه، وانقسام الرأي حوله، كان له تأثير كبير في الساحة الدولية بسبب سياسته الخارجية غير التقليدية، التي كانت في بعض الأحيان تتعارض مع مصالح روسيا، ومن جهة أخرى هي أفضل بكثير من سياسات جو بايدن والديمقراطيين. يُعد ترمب شخصية قوية في العالم السياسي والتجاري، وهذا ما يجذب الروس لدعمه، على الرغم من الاعتبارات السياسية الأخرى.
أما بايدن، فهو يمثل تحديًا مختلفًا؛ فبالرغم من خبرته السياسية الطويلة، وعلاقاته الدولية الواسعة، فإن هناك مخاوف في روسيا بشأن السياسات التي قد يتبناها، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإستراتيجية، مثل الحرب في أوكرانيا.
بصورة عامة، يتجه الروس لدعم المرشح الذي تظهر لديه قوة وقدرة على التعامل مع القضايا الدولية بحزم وبذكاء، سواء أكان ترمب أم بايدن. وعلى الرغم من التفضيلات الشخصية، فإن الهدف الأساسي لروسيا هو التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بطريقة تحافظ على مصالحها، وتقوم على أساس الحوار والتعاون المشترك في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
تنتظر روسيا- بفارغ الصبر- نتائج الانتخابات الأمريكية، وتأمل في أن تكون الإدارة القادمة قادرة على بناء علاقات مستقرة ومثمرة معها، بغض النظر عن هوية الرئيس القادم.
تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الرئيس السابق دونالد ترمب يبرز أهمية بحث الموقف الروسي من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في تصريحه، وصف بوتين الاتهامات الموجهة إلى ترمب بأنها “اضطهاد ذو دوافع سياسية”، معتبرًا ذلك انعكاسًا لتعفن النظام الأمريكي الحالي. كما أشار بوتين إلى أن هذا الاضطهاد يأتي من جانب منافسه، مؤكدًا أن هذا يظهر من يحاولون القيام بهذه الأفعال. وفي إشارة إلى العلاقات بين البلدين، أكد بوتين أنه لا يتوقع تغييرًا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا، بغض النظر عمن يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
يتناول هذا التصريح كثيرًا من العوامل المهمة في تحليل العلاقات الدولية، مثل دور الشخصيات السياسية وتأثيرها في السياسة الخارجية والعلاقات بين الدول. كما يسلط الضوء على دور الاتهامات السياسية والتوترات الداخلية في تشكيل المواقف والتصريحات الدبلوماسية.
من جهة أخرى، يبدو ترمب أنه يحاول استخدام تصريحات بوتين لتبرير مواقفه وادعاءاته بشأن الوضع الديمقراطي في الولايات المتحدة. بتأكيده تصريحات بوتين التي تعبر عن استحسانه لتطورات سياسية في الولايات المتحدة، يحاول ترمب تأكيد مواقفه بشأن “انحطاط النظام الأمريكي”، و”الاضطهاد السياسي” الذي يقول إنه يتعرض له.
تصريحات بوتين تقترح أيضًا استعدادًا لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في حال تغيير الظروف الداخلية في الولايات المتحدة. هذا الجزء من تصريحات بوتين قد يشير إلى إستراتيجية للتعامل مع الولايات المتحدة، وتأثير الوضع الداخلي في العلاقات الدولية.
من الواضح أن ترمب يحاول استخدام تصريحات بوتين لتبرير مواقفه ومساعيه في مواجهة التحقيقات الجنائية والتهم الموجهة إليه. هذا يمكن أن يظهر كجزء من إستراتيجية للدفاع عن النفس، أو على أنه تأثير لسياسة الاستخبارات الروسية في الديمقراطية الأمريكية.
الموقف الروسي من الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعكس تفاعلًا معقدًا مع الديناميات السياسية الدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين. تصريحات الرئيس السابق دونالد ترمب كشفت عن علاقة إيجابية جمعت بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أن تصريحه بأن بوتين لم يكن ليتجه إلى أوكرانيا لو كان رئيسًا للولايات المتحدة آنذاك، يكشف عن توجهاته، وتفضيلاته السياسية، ويثير تساؤلات بشأن تأثير العلاقة بينهما في سياساته الخارجية، ومواقفه من القضايا الدولية.
التوقعات بشأن عودة ترمب إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024 تثير كثيرًا من الجدل، حيث تشير التقارير إلى أن الطريق أمامه غير معبد؛ بسبب المنافسة الشديدة داخل الحزب الجمهوري، وتأثير الاتهامات الموجهة إليه، والتحقيقات القانونية التي تواجهه، مما يشير إلى أهمية العوامل الداخلية في تحديد مسار السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
يظهر الموقف الروسي من الصراع في أوكرانيا، والتفضيلات المعلنة لترمب، تفاعلًا سياسيًّا مع الأحداث الجارية على الساحة الدولية، مما يعكس تبادل الانتقادات والاتهامات بين الأطراف المختلفة، والتأثيرات المحتملة في العلاقات الدولية في المستقبل.
تجسد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوكرانيا، وتأكيده دعم واشنطن لكييف من خلال تقديم المعدات العسكرية، تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية بعيدًا عن توجهات إدارة ترمب، مما يشير إلى استمرار التوترات والصراعات.
كما أن التصريحات الروسية والأمريكية تكشف عن الصراعات والتوترات الدولية المستمرة، وتشدد على أهمية فهم الديناميات السياسية، والتحالفات الدولية، في تحليل الأحداث الجارية، وتوقعات المستقبل.
مع اقتراب بداية السباق نحو البيت الأبيض، يبدو أن روسيا تطمح إلى خفض دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، أو إنهائه بشكل مباشر، وذلك بعد تعثر حسم الحرب بشكل كامل لصالح الجيش الروسي في الوقت الحالي.
الاستطلاعات الحالية تظهر تقدمًا قويًّا لترمب في الحملة التمهيدية للحزب الجمهوري، مما يعزز فرصه في العودة إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، تظهر التقارير أيضًا أن كينيدي يحظى بشعبية متزايدة، ويحظى بتغطية إعلامية واسعة في روسيا، مما يشير إلى تأثيره المحتمل في السياسات الأمريكية المستقبلية.
تتجلى استفادة روسيا من مواقف كينيدي في الصراع الحالي، حيث تناولت وسائل الإعلام الروسية تصريحاته على نطاق عريض؛ بسبب روايته المؤيدة للكرملين.
على صعيد آخر، كشف ترمب عن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا قدرته على التفاوض وحل الصراع في يوم واحد. وبينما تبدو هذه الخطوة جريئة، فإنها تسلط الضوء على تفضيلاته السياسية، وتأثيره المحتمل في العلاقات الدولية في المستقبل.
بالنظر إلى التاريخ الأمريكي والعلاقات الأمريكية السوفيتية السابقة، يمكن أن نرى سياقًا أوسع للتفاعلات الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا، فخلال الحرب الباردة، كانت العلاقات بين البلدين مشحونة بالتوتر، والتنافس السياسي والاقتصادي والعسكري، وكانت أوكرانيا واحدة من المناطق التي كانت تشهد صراعات وتداخلات بين القوتين العظميين.
مع نهاية الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي، تغيرت ديناميات العلاقات الدولية كثيرًا، وظهرت فرص جديدة للتعاون والتفاهم بين البلدين. ومع ذلك، بقيت بعض المسائل العالقة، مثل وضع أوكرانيا، والتنافس على النفوذ في المنطقة، تشكل تحديات مستمرة للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
من الواضح أن هناك تفاوتًا في النهج بين الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس الحالي جو بايدن في التعامل مع القضايا الدولية، ومنها العلاقات مع روسيا وأوكرانيا؛ ففي عهد ترمب، كان هناك نهج أكثر تركيزًا على العلاقات الشخصية مع الزعماء الأجانب، والتفاوض المباشر، في حين يتبنى بايدن نهجًا أكثر تحالفًا مع الحلفاء التقليديين، والتمسك بالقيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان.
مع استمرار التوترات والتحديات في المنطقة، يظل السؤال قائمًا عن كيفية تطور العلاقات الأمريكية الروسية في المستقبل، وما إذا كانت هناك فرصة للتفاهم والتعاون المشترك، أم أن الصراعات والمصالح المتنافسة ستستمر في تحديد العلاقات بين البلدين؟
من المعلوم أن تصميم الولايات المتحدة على إحداث ضعف في النظام الروسي وعزله دوليًّا لم يكن يعود إلى فترة الحرب في أوكرانيا فحسب؛ بل يمتد إلى فترة ما قبل ذلك، فقد شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا توترًا متزايدًا بسبب كثير من القضايا الدولية، مثل الصراع في سوريا، ودعم روسيا للحكومة السورية، والأزمة في أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع، والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وعدم التزام روسيا ببعض الاتفاقيات الدولية، مثل معاهدة الحد من الأسلحة النووية، ومعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
تجسدت إستراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع روسيا بإبراز قوتها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وتشكيل تحالفات دولية لمواجهة التحديات الروسية، مما أدى إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وتقليص التعاون الدولي معها في عدة مجالات. وتعكس السياسة الخارجية الأمريكية تأكيدًا لحقوق الإنسان والديمقراطية، واعتبار روسيا تهديدًا للاستقرار الدولي، مما جعل التعامل معها يتم بحذر، وبتحركات حاسمة.
تواصل روسيا- من جانبها- تعزيز مكانتها الدولية من خلال توسيع نطاق تأثيرها الإقليمي والدولي، وتعزيز علاقاتها مع الدول الناشئة والمؤثرة، وتعزيز قدراتها العسكرية والتكنولوجية، وتنويع مصادر دخلها الاقتصادي لتقليل تأثير العقوبات الاقتصادية الدولية عليها. وعلى الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها روسيا، فإنها لا تزال دولة ذات أهمية إستراتيجية عالمية، وتمتلك موارد طبيعية ضخمة، وتكنولوجيا متقدمة، وقوة عسكرية قوية، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا لكثير من الدول.
من الواضح أن الوضع الحالي في العلاقات الأمريكية الروسية يعكس التوترات والصراعات الدولية الحديثة، وتحديد الأولويات السياسية والاقتصادية لكل من البلدين. ومع استمرار التوترات والتحديات، يبقى السؤال عن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا قائمًا، وهل ستتجه نحو التصعيد أم سيتم التوصل إلى حلول دبلوماسية تعمل على تخفيف التوترات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي؟
الوضع الحالي بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن يؤثر في الانتخابات الأمريكية من خلال عدة محاور، منها:
السياسة الخارجية: قد تصبح العلاقات مع روسيا، وتطورات الحرب في أوكرانيا، محورًا رئيسًا في حملات الانتخابات الأمريكية، خاصة إذا كانت هناك اتهامات للمرشحين بالضعف أو القوة في التعامل مع القضايا الدولية، والأزمات الخارجية.
الأمن القومي: قد تؤدي التوترات مع روسيا إلى زيادة الانتباه لمسائل الأمن القومي والدفاع، مما قد يؤدي إلى تحول النقاش الانتخابي ليشمل قضايا مثل قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات الخارجية، والتصدي للتهديدات الأمنية.
القضايا الاقتصادية: قد تؤثر التوترات الدولية في الاقتصاد الأمريكي، سواء من خلال تأثيرها في أسعار النفط والغاز، أو من خلال تأثيرها في العلاقات التجارية والاستثمارات الأجنبية، وهذا قد يكون موضوعًا مهمًّا في حملات الانتخابات.
الرأي العام: قد يؤثر التوتر مع روسيا في آراء الناخبين وتوجهاتهم السياسية، حيث قد يؤدي إلى تأكيد الدعم للمرشحين الذين يظهرون قوة في التعامل مع التحديات الدولية، أو قد يؤدي إلى توجيه الانتقادات للمرشحين الذين يبدون ضعفًا في هذا الجانب.
في عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي حكم الولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2021، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تطورات مختلفة. ومع أنه كانت هناك بعض التوترات والخلافات في بعض القضايا، مثل النزاع في سوريا وأوكرانيا، كان هناك بعض التقارب في بعض القضايا الأخرى، مثل مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الأمريكية الروسية لم تكن علاقات ودية مثالية في أثناء فترة ترمب، ولكن كانت هناك محاولات لتحسينها في بعض الجوانب. على سبيل المثال، عُقِدَت لقاءات بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين.
مع تولي الرئيس جو بايدن الحكم في يناير 2021، شهدت العلاقات الأمريكية الروسية تغييرًا في النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة. بدلًا من محاولة تحسين العلاقات مع روسيا، اعتمدت إدارة بايدن نهجًا أكثر صرامة تجاه موسكو؛ وذلك بسبب اعتقادها أن روسيا تشكل تهديدًا على الصعيد الدولي، سواء من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، أو من خلال سياساتها القمعية داخليًّا.
على سبيل المثال، فرضت إدارة بايدن عقوبات إضافية على روسيا بسبب اتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، والهجمات السيبرانية على مؤسسات حكومية أمريكية، كما زادت الدعم لحلفائها في أوروبا الشرقية لمواجهة التهديدات الروسية.
ومن الملاحظ أن تحسن العلاقات الأمريكية الروسية ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تحقيقه في وقت قصير، ولكنه يعتمد على الجهود المشتركة من الجانبين للتعاون في المجالات التي تخدم مصالحهما المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب الدولي، ومكافحة انتشار الأسلحة النووية. في ظل إدارة ترمب، كانت هناك بعض المحاولات لتحسين العلاقات مع روسيا، في حين اعتمدت إدارة بايدن- كما ذكرنا- نهجًا أكثر صرامة تجاه موسكو. ومع ذلك، يبقى التحدي الرئيس هو إيجاد توازن بين التعاون والصرامة في التعامل مع روسيا في المستقبل.
تعد الأزمة الأوكرانية من أبرز التحديات التي واجهت العلاقات الأمريكية الروسية في السنوات الأخيرة. وبينما كانت الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة ترمب تتبني نهجًا أقل صرامة تجاه روسيا، فإن هناك محاولات من جانب ترمب للوساطة في الصراع الأوكراني.
على سبيل المثال، في عام 2019، عقد ترمب لقاءً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان، وتناول اللقاء موضوع الأزمة في أوكرانيا بين البلدين. وعلى الرغم من عدم تحقيق تقدم كبير في حل الصراع، فإن هذه المحادثات شكلت خطوة إيجابية نحو إيجاد حل سلمي للأزمة؛ لذلك نستطيع أن نقول إن ترمب، بتبنيه نهجًا أقل صرامة تجاه روسيا، ومحاولاته للوساطة في الأزمة الأوكرانية، قد أسهم في خلق بيئة أكثر هدوءًا، قد تكون مفيدة في وقف الحرب، وتحقيق السلام في المنطقة. ومع ذلك، يجب أيضًا أن نلاحظ أن التحديات الأمنية والسياسية في أوكرانيا تبقى مستمرة، وأن الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي بأسره ما زالت ضرورية لحل هذه الأزمة حلًا دائمًا وسلميًّا.
وذكر الوزير أن الخطوة الأولى من الولايات المتحدة نحو تدمير العلاقات القائمة آنذاك مع الاتحاد الروسي كانت انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ثم أضاف: “إن الشعور بالتفوق والإفلات من العقاب يتعمق. أولئك الذين تجاهلوا النيات الطيبة التي أظهرها بوتين خلال ولايته الأولى، والذين أخطؤوا في حساباتهم، هم الذين يحتاجون إلى التفكير في الوضع. وبدلًا من ذلك، نرى أن الجيل الحالي من السياسيين الأمريكيين لم يتعلم درسًا واحدًا من السياسة الأمريكية غير المقبولة التي اتبعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.
واتهم رئيس الدبلوماسية الروسية وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأنه كذب بشأن عدم استعداد روسيا المزعوم للحوار الأسبوع الماضي، عندما تحدث الوزير في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) في دافوس. وبحسب لافروف، فإن الولايات المتحدة نفسها هي التي لم ترغب في مناقشة مطالب روسيا منذ ما قبل الصراع: “لم تتح لنا الفرصة لمناقشة أيًّا من هذا مع الرئيس (دونالد). لقد اتهم وزير الخارجية الروسي الإدارة الرئاسية الحالية (بقيادة الرئيس جو بايدن) بأنها “غير مهتمة بأي شكل من أشكال الحوار، إلا بين الحين والآخر بشأن قضايا متعلقة بعلاقاتها، مثل احتياجات السفارات في واشنطن وموسكو، والبعثة في نيويورك، لكن لا شيء يتعلق بالقضايا السياسية”. وقال لافروف إن روسيا ستكون مستعدة للتحدث إلى أي شخص يريد الدخول في مواجهة بحسن نية، دون تجاهل المصالح الوطنية لروسيا، و”السياسة الغربية المتمثلة في استخدام أوكرانيا أداةً للحرب على روسيا”.
تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تسلط الضوء على تفاعلات معقدة تتعلق بالعلاقات الروسية الأمريكية، وتمثل جزءًا من الصراعات الجيوسياسية، والتحديات الإستراتيجية العالمية. يعبر لافروف عن اعتقاده أن هناك جهودًا نشطة لتدمير العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، ويعزو هذا الأمر إلى تغييرات كبيرة في التوجهات السياسية والاقتصادية العالمية. كما يؤكد أهمية الحوار والتفاوض في حل النزاعات، وتعزيز الاستقرار العالمي، ويشير إلى ضرورة تجنب الأخطاء التاريخية التي قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الدولية. يرى أيضًا أن هناك تأثرًا كبيرًا في العلاقات الروسية الأمريكية في المستقبل، حيث يمكنها أن تؤدي إلى توترات إضافية، أو إلى تحسين الفهم والتعاون بين البلدين.
ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.