تقدير موقف

بين الشراكة الهشة والقطيعة الاقتصادية

السيناريوهات المحتملة لمستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية


  • 14 سبتمبر 2025

شارك الموضوع

نقل تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمام البرلمان، في جلسة استثنائية في التاسع والعشرين من أغسطس (آب) المنصرم، موقف أنقرة إزاء تل أبيب، من مستوى الإدانة الخطابية والعقوبات الرمزية إلى حزمة سياسات سيادية بقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، إضافة إلى غلق المواني التركية أمام السفن الإسرائيلية، مع منع دخول الطائرات الإسرائيلية إلى أجوائها؛ ما يمنح القرار وزنًا مؤسسيًّا داخليًّا لا مجرد تصريح وزاري عابر، فمن خلال استخدام أدوات الدولة وسيلةَ نفوذٍ عبر التحكم في المرافئ والأجواء تبعث تركيا إشارة مضاعفة؛ فهي ليست فقط طرفًا سياسيًّا محتجًا على أفعال إسرائيل، بل تسيطر على بوابة لوجستية يمكنها إعادة تشكيل كلفة الوصول إلى شرق المتوسط، ولكن في المقابل، رغم حدة التصريحات والإجراءات التركية على مدار العامين الماضيين، لم يُعلن قطع علاقات دبلوماسية على نحو كامل بين البلدين؛ ما يترك هامشًا تفاوضيًّا بين أنقرة وتل أبيب، ويفتح الباب أمام جملة من الرسائل التي يحملها القرار التركي الأخير على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وحسابات الربح والخسارة، عقب القرار التركي، فضلًا عن التكهنات المتعددة بشأن مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية التركية على المدى المنظور.

دلالات القرار التركي

جاء القرار التركي في توقيت دقيق يتقاطع فيه التصعيد في غزة مع تزايد المؤشرات الدافعة إلى تفاهمات أمنية بين دمشق وتل أبيب بوساطة أطراف دولية. هذا السياق يُضفي على الموقف التركي أبعادًا إستراتيجية تتجاوز التضامن مع فلسطين، ليشمل ملف سوريا بوصفها نقطة تماس مباشرة بين تركيا وإسرائيل، ما ينكشف أبرز دلالاته فيما يلي:

  • الدلالة الإستراتيجية: يوظف القرار أدوات تركيا السيادية دون كلفة عسكرية مباشرة، ما يظهر بوصفه توازنًا بين تصعيد ذي أثر ملموس واستبقاء مرونة دبلوماسية مستقبلًا، ويتيح للحكومة التركية سردية القيادة الأخلاقية في ملف يحظى بأولوية شعبية، ما يُكسبها رأس مال سياسيًّا لدى جمهورها الداخلي وقطاعات عربية وإسلامية ترى التصعيد الاقتصادي أداة ضغط مشروعة.
  • الدلالة الداخلية: يخاطب القرار التركي -في المقام الأول- الداخل، حيث يسعى حزب العدالة والتنمية إلى تعزيز شرعيته في مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية الراهنة، كما يعكس القرار استجابة مباشرة للضغط الشعبي والقوى السياسية الإسلامية والقومية داخل تركيا، وهو ما يدعم شرعية النظام داخليًّا.
  • الدلالة الاقتصادية: حجم التجارة التركية الإسرائيلية قبل القرار لم يتجاوز 7 مليارات دولار سنويًّا، أي نسبة صغيرة مقارنة بتجارة تركيا مع الاتحاد الأوروبي التي تبلغ أكثر من 200 مليار دولار سنويًّا. وعلى الجانب الآخر، فإن اقتصاد إسرائيل منفتح ويستطيع إيجاد بدائل بسهولة عبر اليونان وقبرص، وهو ما أكده البنك المركزي الإسرائيلي الذي قلّل من أثر القرار في الاقتصاد الوطني؛ لذلك فإن القرار التركي يعكس أداة ضغط رمزية أكثر منها عقوبة اقتصادية فعالة؛ إذ إن الأثر الأكبر يقع على الشركات التركية المصدرة.
  • الدلالة الإقليمية: يعكس القرار محاولة تركيا استعادة صورتها بوصفها مدافعًا عن القضية الفلسطينية، بعد شهور من التذبذب بين التعاون والتوتر مع إسرائيل، كما يحمل القرار رسالة موجهة إلى إيران وسوريا، مفادها أن تركيا تسعى إلى تقليص نفوذ إسرائيل الإقليمي، وخاصة في ملفات حساسة مثل الجولان. بالإضافة إلى هذا، يمثل القرار محاولة لقيادة الرأي العام الإسلامي، وهي ورقة تستثمرها أنقرة في منافستها الإقليمية مع مصر والسعودية وإيران؛ ومن ثم فإن أنقرة لا تستهدف الضغط على تل أبيب فقط؛ بل تسعى أيضًا إلى إعادة تشكيل موقعها في النظام الإقليمي بوصفها قوة رائدة، ومنافسة القوى العربية التقليدية على ورقة فلسطين.
  • الدلالة السورية: تسعى أنقرة إلى قطع الطريق على أي مسار من شأنه أن يمنح إسرائيل نفوذًا سياسيًّا أو أمنيًّا متزايدًا في سوريا، لا سيما إذا تضمن الاتفاق المرتقب بين سوريا وإسرائيل ترتيبات في الجنوب السوري أو الجولان، حيث ترغب أنقرة في إرسال رسالة مباشرة إلى سوريا بأن أي انفتاح على إسرائيل سيقابل بتصعيد تركي، خاصةً أن تركيا تملك أوراق ضغط ميدانية في الشمال السوري؛ ومن ثم فإن قرار تركيا قطع العلاقات مع إسرائيل في أغسطس (آب) المنصرم، لا يمكن فهمه بمعزل عن المستجدات السورية، فهو جزء من إستراتيجية تركية متكاملة تهدف إلى إظهار القوة والتأثير السياسي التركي في سوريا، وقطع مساحات النفوذ المستقبلية لإسرائيل داخل الأراضي السورية، فضلًا عن محاولة مواجهة عمليات إسرائيل العسكرية التي تتخذ من سوريا ساحة حرب غير مباشرة.
  • الدلالة الدولية: يعكس القرار التركي معضلة في علاقاتها مع الغرب، فهي عضو في الناتو، وتستفيد من شراكة اقتصادية واسعة مع أوروبا، لكنها في الوقت نفسه تصعد التوتر مع إسرائيل، الحليف الأهم لواشنطن في المنطقة، ما يحمل رسالة ضمنية من أنقرة للغرب هي أنها حليف لا يمكن تجاوزه، وأن أي ترتيبات أمنية أو سياسية في الشرق الأوسط يجب أن تأخذ الدور التركي في الحسبان، ومع ذلك، فإن تركيا لم تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بالكامل؛ ما يكشف عن براغماتية تركية، وحرص على إبقاء خط الرجعة مفتوحًا.

حسابات الربح والخسارة من المنظور التركي

يأتي القرار التركي قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل ضمن سياق إقليمي معقد يتقاطع فيه البعد السياسي مع الاقتصادي والأمني، فقد تزامن القرار مع تصاعد الحرب في غزة، وزيادة الضغوط الشعبية على حكومة أنقرة لاتخاذ خطوات عملية ضد إسرائيل، إلى جانب رغبة تركيا في إعادة صياغة موقعها الإقليمي بوصفها قوة مركزية مؤثرة، لكن لهذا القرار انعكاسات تتجاوز حدود العلاقة الثنائية بين أنقرة وتل أبيب، تتضح فيما يلي:

  • قطاع الشحن واللوجستيات البحرية: أول انعكاس عملي للقرار كان إعادة توجيه خطوط حاويات إسرائيلية، وإصدار تعليمات للمواني التركية تطلب إثبات عدم صلة السفن بإسرائيل أو بحمولات عسكرية قبل السماح لها بالرسو، وبهذا يرفع هذا القرار تكاليف النقل، ويطيل أمد الشحن من إسرائيل وإليها، عن طريق تحويل المحطات إلى مرافئ بديلة في شرق المتوسط والبلقان، أو من خلال طرق أطول؛ ما يعيد توزيع القيمة اللوجستية في الإقليم.
  • حركة التجارة: على مستوى المؤشرات الكلية، يعد الاقتصاد الإسرائيلي اقتصادًا متنوعًا ومتصلًا بأسواق عالمية متعددة؛ ما يجعله قادرًا على امتصاص الصدمة الجزئية على المدى المتوسط؛ لذا فإن أثر الصدمة في الناتج الإجمالي قد يكون محدودًا إذا ما تيسّرت بدائل بسرعة، لكن على مستوى سلاسل التوريد الصناعية، وأجزاء من قطاع الإنشاءات، وخدمات لوجستية متخصصة، ستواجه صعوبات تكليفية وتشغيلية ملموسة نتيجة إطالة المسارات، وارتفاع أقساط التأمين وتكاليف الوقود والوقت.
  • الآثار المالية والمؤسسية على شركات الشحن والتأمين: إعادة توجيه الحمولات تكبد الشركات تكاليف مباشرة وغير مباشرة، كما أن سوق التأمين قد ترفع أسعار التغطية لرحلات تمر قرب مناطق توتر إقليمي؛ ما يزيد عبء التكلفة على المصدرين والمستهلكين.
  • الأبعاد الجيوسياسية: يعيد القرار التركي تشكيل مراكز الثقل اللوجستي في شرق المتوسط مؤقتًا، من خلال استخدام مرافئ بديلة في اليونان وبلغاريا وقبرص، أو مواني شمال أوروبا؛ ما قد يزيد أهمية هذه المرافئ لدى اللاعبين الأوروبيين والإقليميين، كما أن تحول أنقرة إلى لاعب يستثمر أدوات سيادته لفرض تأثير سياسي خطوة قد تصعد التوتر مع إسرائيل، وتثير مواقف متباينة لدى حلفاء تركيا الغربيين إثر احتمال تعطيل سلاسل الإمداد الإقليمية، كما يترك القرار هامشًا للوساطات الدولية للضغط على أنقرة وتل أبيب لاحتواء الأزمة.
  • شبكة التحالفات التركية: ينسجم القرار مع خطاب تركي داعم لغزة، ويزيد التصعيد اللفظي مع إسرائيل، مع محاولات أنقرة تدويل القضية من خلال الدفع الإنساني بالحديث عن إسقاط مساعدات جوية بإذن أردني، وبناء اصطفاف معنوي مع أطراف عربية وإسلامية، لكنه قد يضيف توترًا في قنوات تركيا مع شركائها الغربيين إذا اعتُبر إضرارًا بممرات تجارية، أو عمليات نقل ذات صلة بالتحالفات.
  • الاختبارات المحتملة للملاحة البحرية والجوية: تخلق إجراءات منع الرسو وقيود الأجواء غموضًا تنظيميًّا؛ فهناك فرق بين حظر رحلات حكومية وعسكرية وإغلاق كامل أمام الطيران التجاري، وقد لوحظ تباين في التطبيقات الميدانية، فشركات إسرائيلية أعلنت استمرار عبور أجواء تركيا في بعض المسارات، هذه الفجوة تُنبه لأخطار حوادث تنظيمية، أو احتكاك إداري قد يتصاعد إلى مشكلات أكبر إن صاحبته حوادث بحرية أو اعتراضات على سفن؛ ما يرفع مستوى الأخطار التشغيلية واللوجستية في المنطقة.

مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية

في أواخر أغسطس (آب) 2025 أعلنت أنقرة تعليقًا واسعًا للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، وقيودًا على موانيها وأجوائها، وفي الأسابيع نفسها برزت مؤشرات على محادثات وتفاهمات أمنية متقدمة بين دمشق وتل أبيب تحت وساطة إقليمية ودولية. هذه الوقائع تشكل ملامح السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: تضمين أنقرة في الاتفاق السوري الإسرائيلي

يرتكز هذا السيناريو المرجح على وساطة قوى إقليمية ودولية من خلال صيغة اتفاق تتضمن قناة تركية للمراقبة، أو ترتيبات لوجستية وأمنية مشتركة على غرار آلية إشراف على الجنوب، تمنح أنقرة دورًا رمزيًّا وعمليًّا، وهو ما قد تقبله دمشق إن ضمنت مصالح سيادية، أو تعويضات اقتصادية، في حين تقبل إسرائيل وجودًا تركيًّا مقننًا مقابل ضمانات بعدم استخدام الأراضي السورية ضدها. ويدعم حدوث هذا السيناريو أن الفاعلين الدوليين في الساحة السورية -وعلى رأسهم الولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج- يفضلون حلًا سريعًا لتقليل التصعيد، في حين تريد إسرائيل ضمانات أمنية لوجودها في سوريا، وهو ما تستغله تركيا من خلال قرارها الأخير لرفع شروطها التفاوضية؛ ما قد يؤدي إلى إضعاف فاعلية الجزاءات التركية المباشرة على إسرائيل، في مقابل منح أنقرة مكاسب سياسية، ودورًا في التسوية السورية، وتخفيف احتمال تصعيد واسع بين إسرائيل وتركيا في المدى القصير، غير أن هذا السيناريو يفترض قدرة الوسطاء على تقديم ضمانات مقنعة لكل الأطراف.

السيناريو الثاني: انسداد الاتفاق السوري الإسرائيلي وتجميده

يفترض هذا السيناريو (المحتمل) تنفيذ أنقرة حزمة العقوبات لمرحلة طويلة، في الوقت الذي لا تقبل فيه دمشق أي اتفاق يُضعف موقفها الإقليمي، في حين تصر إسرائيل على عدم التنازل عن متطلباتها الأمنية الأساسية؛ ومن ثم ترفض دمشق توقيع اتفاق شامل، أو تؤجل الموافقة إلى أن تحصل على ضمانات إضافية. ويبرر حدوث هذا السيناريو تنامي العلاقات الدفاعية بين أنقرة ودمشق من خلال الاتفاق الأمني الأخير بين البلدين، الذي يتضمن تعميق التعاون التركي السوري على المستوى الأمني واللوجستي، واتفاقات تدريب وتسليح، وقواعد لوجستية مشتركة، وتنسيقًا أمنيًّا رفيع المستوى بين تركيا وسوريا، مع ترحيب إيراني وروسي محتمل بهذا المسار، أو توافق مع مآلاته، وهو ما يؤدي إلى إضعاف النفوذ الإسرائيلي من خلال تحالف تركي سوري موسع، وتموضع إستراتيجي طويل الأمد لصالح محور أنقرة- دمشق، وهو ما يعني تحولًا في موازين القوى الإقليمية، وإعادة حسابات القوى الغربية، ما يؤدي إلى تجميد العملية التفاوضية، أو إجراء اتفاق جزئي يكتفي بنقاط تقنية محدودة، مثل تبادل معلومات استخباراتية محدودة، وهو ما يحفز احتمال ارتفاع استمرار الغارات الإسرائيلية داخل سوريا ردًا على ما تراه تهديدًا أمنيًّا. هذا السيناريو يعظم نفوذ تركيا بوصفها قوة رئيسة في المعادلة السورية، ويزيد احتمالات استدامة الصراع بالوكالة في سوريا، غير أن هذا السيناريو يُعد تغييرًا إستراتيجيًّا طويل الأمد؛ ما يتطلب موارد سياسية وعسكرية، وثقة بين النظامين التركي والسوري.

السيناريو الثالث: تصعيد عسكري بين إسرائيل وتركيا في سوريا

في هذا السيناريو المستبعد، يمكن أن ترد إسرائيل على القرار التركي من خلال أدوات عسكرية؛ لحماية مصالحها من خلال الفصائل السورية الداعمة للوجود الإسرائيلي، التي تُستخدم بوصفها أدوات للضغط، كما قد ترفع إسرائيل وتيرة هجماتها على الجنوب السوري أو مواقع تعدّها جزءًا من بنى دعم تركية، وهو ما قد يحفز تركيا على توظيف فصائلها المسلحة في سوريا للرد على الهجمات الإسرائيلية، مع احتمال نشوء جبهات محلية، أو اشتباكات بحرية حدودية. ومع أن احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا تظل منخفضة؛ نظرًا إلى حسابات الكلفة والمخاطر، فإن وجود دوافع قوية، مثل التنافس على النفوذ بين إسرائيل وتركيا، والملف الكردي، والاتفاق الأمني السوري الإسرائيلي المرتقب، يجعل هذا السيناريو قابلًا للتطور على شكل مواجهات بالوكالة، أو ضربات محدودة، أو عمليات استخباراتية متبادلة؛ ما سيزيد هشاشة الوضع السوري، ويدفع الإقليم إلى مرحلة جديدة من الاستقطاب الحاد.

الخاتمة

يعكس القرار التركي تحولًا نوعيًّا من أدوات الضغط الرمزية إلى هندسة قسرية للمسارات التجارية في شرق المتوسط، بما يخدم رسائل سياسية داخلية وخارجية، ويولد تكاليف لوجستية واقتصادية على إسرائيل وشبكاتها التجارية، غير أن فاعلية الأثر ستتوقف على عدة محددات، لعل أبرزها يرتبط بصرامة التنفيذ واستدامته، وقدرة تل أبيب على الالتفاف عبر أطراف ثالثة، فضلًا عن مسار الأزمة في غزة، وما إذا كان سيُنتج ترتيبات إنسانية وسياسية تسمح بمرونة تدريجية؛ ما يجعل القرار التركي يبدو خطوة ضغط حقيقية تُعيد توزيع توازن القوى في شرق المتوسط، وتضع تركيا في موقع المُتحكم اللوجستي -ولو مؤقتًا- في إحدى أبرز بؤر التوتر الإقليمي. ومع إبقاء العلاقات الدبلوماسية قائمة، فإن أنقرة تراهن على الجمع بين التصعيد الرمزي والبراغماتية الواقعية، وهو ما يعني أن القرار موجه بالأساس لإعادة إنتاج صورة تركيا بوصفها قوة إقليمية إسلامية، خاصة على الساحة السورية، أكثر من كونها أداة اقتصادية مؤثرة في إسرائيل، بما يتيح لأنقرة مساحة مناورة مستقبلية إذا تبدلت الظروف الإقليمية، أو الضغوط الدولية.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع