تبحث هذه الورقة في سوسيولوجيا حركة طالبان الأفغانية المتشددة، وملامح مشروعها الإسلامي السياسي ومحدداته، وذلك عقب التحولات الدراماتيكية التي شهدتها الدولة الأفغانية مؤخرًا من انسحاب للقوى العسكرية الأجنبية الأمريكية والغربية، متمثلة في قوات حلف الناتو، بعد سلسلة من مفاوضات وتفاهمات بينية جرت بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية، برعاية قطرية منذ عام 2018، عززه الانتصار العسكري الذي حققته الحركة في مواجهة القوى العسكرية الحكومية “الأفغانية”، وما أسفرت عنه من إخضاع الجغرافيا الأفغانية بأسرها لحوكمتها بعد عقدين من المعارك الضارية والقتال المستمر بينها وبين القوى العسكرية الحكومية والأجنبية، الذي انتهى بـدخول العاصمة كابول دون قتال؛ ما أدى إلى انسحاب القوى الأمنية الأفغانية الشرطية والعسكرية من المواجهة مع حركة طالبان من جهة، وسقوط الحكومة الأفغانية سقوطًا سريعًا ومفاجئًا من جهة أخرى؛ ما دفع الرئيس أشرف غني إلى الهروب خارج البلاد.
وتتطرق المادة إلى الرؤية العقدية والأيديولوجية لحركة طالبان تجاه الحركات والتيارات والأقليات الإسلامية المختلفة وتنوعاتها، سواء أكان ذلك في الداخل الأفغاني أم خارجه، وتداعيات ذلك على دول الجوار الإقليمي وعلاقاتها المستقبلية معها.