الاهتمام بمنظمة شانغهاي للتعاون يتزايد بلا شك. القمة في سمرقند مثال واضح. لم يكن هناك مثل هذا الاجتماع للقادة من قبل، بما في ذلك الدول الأكثر نفوذًا وأهمية في العالم في إطار المنظمة. يسعى الكثيرون إلى إقامة علاقات رسمية (مراقب، أو شريك في الحوار)، وعدد الأعضاء آخذ في الازدياد. دخول إيران، الذي يعني أن جميع القوى الكبرى في أوراسيا تقريبًا (باستثناء تركيا التي توجد كمراقب) ممثلة في هذا الهيكل.
دعنا نقُل فقط إن هذه هي المنظمة الرئيسية لمنطقة أوراسيا الموسعة، التي يمكن أن تصبح القائد الرئيسي لكل المنطقة. ولكن من أجل حدوث ذلك، من الضروري إيجاد طرق لزيادة كفاءة عمل منظمة شنغهاي للتعاون، حيث يوجد هناك طلب متزايد على قيامها بأداء دور قيادي.
لا؛ لأن هذا التشبيه غير صحيح. تألفت حركة عدم الانحياز من دول أرادت الابتعاد عن المواجهة الرئيسية في ذلك الوقت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. من ناحية أخرى، تتكون منظمة شنغهاي للتعاون من دولتين طرفين في المواجهة الرئيسية اليوم- روسيا والصين (ضد الولايات المتحدة). منظمة شنغهاي للتعاون هي أولًا وقبل كل شيء منظمة إقليمية، ولا ينبغي أن تكون مهمتها التنافس مع دول خارج نطاقها الجغرافي، ولكن يجب أن تكون قائمة على مبدأ التنمية الشاملة لأوراسيا بوصفها مساحة ذات أهمية حاسمة لتنمية العالم، والتأثير فيه.
تم إعلان إيران رسميًّا عضوًا. وقد تقدمت بيلاروس، التي هي الآن شريك في الحوار، بطلب العضوية. مصر وقطر والمملكة العربية السعودية، طلبت كل منها أن تكون أيضًا شريكة في الحوار. بدأت إجراءات منح هذا الوضع للبحرين، وجزر المالديف. هذا هيكل متعدد المستويات، منظمة شنغهاي للتعاون تتطور بالفعل. بشكل عام، هذا يقويها؛ لأنه من المحتمل أن يوسع نطاق مشروعات النقل واللوجستيات التي يمكن أن تنفذها المنظمة.
كازاخستان لم تؤثر في منظمة شنغهاي للتعاون، لكن أوكرانيا بالطبع تؤثر في كل شيء. ربما يحفز هذا الاهتمام والجذب إلى منظمة شنغهاي للتعاون؛ لأن مخطط العولمة المعتاد قد توقف عن العمل، وسيستند المخطط الجديد إلى الروابط الإقليمية، وتفاعلها على نطاق عالمي. إن منظمة شانغهاي للتعاون داعم مثالي لهذا التوجه الإقليمي الجديد.
زيادة الربط بين أوراسيا، وإنشاء جميع أنواع روابط النقل واللوجستيات والإنتاج، وتحويل أوراسيا إلى فضاء للتنمية المترابطة. هذا هو الشيء الأكثر أهمية، كل الفرص السياسية هي وظيفة لصالح تحقيق هذا الهدف.
منظمة شنغهاي للتعاون منظمة تمامًا، فهي ليست نادي مصالح. هناك هيئات مركزية، وهناك مخطط واضح للاجتماعات على مستويات مختلفة، ومستويات مشاركة مختلفة، ومفهومة أيضًا بشكل صحيح.
المنظمة كبيرة جدًّا وغير متجانسة؛ ولذا تتطلب كثيرًا من الجهد والوقت لتنسيق القرارات. هذا أمر لا مفر منه، لكن يجب أن نبحث عن طرق لتحسين تشغيل جهاز المنظمة المشرف على مشروعاتها.
هذا نوع مختلف تمامًا من التنظيم، لا علاقة له بحلف الناتو. أجندة منظمة شنغهاي مختلفة تمامًا، لا يوجد تسلسل هرمي. كما أن قيادة/ هيمنة الصين في منظمة شنغهاي للتعاون غير واضحة تمامًا. إن معنى هذه المنظمة هو المساواة في إمكانات الدول المختلفة، وعدم السماح لأي شخص بفرض سياسة الإملاء.
بطبيعة الحال، هناك كثير من القضايا المختلفة، ولكن لدينا منطقة مشتركة- هذه هي أوراسيا في مظاهرها المختلفة. أفغانستان جزء من أوراسيا، تطور الوضع في أفغانستان مهم جدًّا لمعظم أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، أو الحاضرين في القمة؛ لذلك فهو جزء طبيعي تمامًا من جدول الأعمال.