تحتفظ السياسات الخارجية للدول بأبعاد معقدة، وتعكس توجهاتها واهتماماتها في مواجهة التحديات الدولية. يشهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مر العقود تفاعلات دولية، ومن بين هذه الدول الرئيسة تأتي روسيا، كما فعلها الاتحاد السوفيتي سابقًا، لتضطلع بدور فعّال. يتنوع النظر إلى هذا الصراع داخل القوى السياسية الروسية، وتتأثر هذه النظرات بعوامل متعددة.
أولًا وقبل كل شيء، يبرز الارتباط التاريخي بين روسيا والحركة الفلسطينية، وخاصة حركة التحرير الفلسطينية، حيث تعكس بعض التيارات السياسية الروسية والسوفيتية سابقًا هذا الارتباط بوصفه جزءًا من تقاليد السياسة الخارجية الروسية.
من ناحية أخرى، تتجه بعض القوى السياسية نحو التوازن الإقليمي، حيث تسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع دول المنطقة، مثل إيران وسوريا؛ مما يؤثر في منظورها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يظهر الموقف الدبلوماسي لبعض القوى السياسية، حيث تسعى روسيا إلى أداء دور دبلوماسي فعّال في القضايا الدولية، ومنها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يتألق دعمها لحلول سلمية، وتشجيعها على الحوار بين الأطراف المتنازعة.
في هذا السياق، يأتي الموقف من التحولات الدولية عنصرًا آخر يؤثر في نظرة القوى السياسية الروسية. يتعامل بعضهم مع كيفية تأثير الصراع في توجهات السياسة الدولية والعلاقات الدولية.
تختلف وجهات النظر هذه وتتعدد بحسب التيار السياسي، والتوجهات الفردية. في نهاية المطاف، يمثل تفاعل القوى السياسية الروسية مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجالًا معقدًا يتطلب تحليلًا عميقًا لفهم كيفية تأثير هذا الصراع في سياسات روسيا الخارجية، والعلاقات الدولية.
تكملةً لهذا التحليل، يُلاحظ أن روسيا تتخذ موقفًا مغايرًا للغرب فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ فبينما يُعدّ الغرب- بشكل عام- داعمًا لإسرائيل، ويصف تصعيد العنف بأنه دفاع عن النفس، تتجه روسيا نحو التوازن والتحفيز لحلول سلمية لحل الأزمة؛ لأن سيناريو التصعيد قد يتسبب في تصعيد الوضع في المنطقة بأسرها.
يُعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من الشخصيات الرئيسة التي تعكس وجهة نظر روسيا. يعبر لافروف- بوضوح- عن رفض روسيا لجميع أشكال الإرهاب والعنف، مع تأكيد أهمية وقف إطلاق النار، والسعي إلى تحقيق تسوية سلمية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في سياق التصاعد الحالي للصراع، تُظهر روسيا استيقاظًا لأهمية الأوضاع في الشرق الأوسط، وتأثيرها في الساحة الدولية. يعكس ربط الكرملين بين حربي غزة وأوكرانيا قلقًا بالغًا إزاء تأثير الأحداث الخارجية في الاستقرار الداخلي في روسيا، ويُظهر ضرورة إيجاد إستراتيجيات لمواجهة هذا التحدي.
تسارع التطورات الدولية، وتعقد الديناميات الإقليمية تحديات تواجه روسيا، مما يُلزم القوى السياسية الروسية باستمرار التحلي بالمرونة، والتفاعل بحذر مع الأحداث الجارية. في هذا السياق، يظهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بوصفه جزءًا لا يتجزأ من السياق الدولي، حيث تسعى روسيا إلى التأثير تأثيرًا إيجابيًّا ودبلوماسيًّا في تطوّرات الصراع، ومحاولة تحقيق التوازن في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، يبرز دور روسيا في توسيع نطاق التعاون مع الحكومة الفلسطينية وحركة التحرير الفلسطينية التي ترى في روسيا والصين، والدول التي ترفض السياسة الغربية، حليفًا إستراتيجيًّا مهمًّا، ومن خلال الحفاظ على العلاقات المستدامة، تسعى روسيا إلى دعم الفلسطينيين على مستوى دولي، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي.
يظهر تأثير الحملة الإعلامية في روسيا أيضًا في كيفية تشكيل وجهة النظر العامة بشأن الصراع. تبرز بعض وسائل الإعلام الروسية التحديات الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية؛ مما يسهم في تشكيل الفهم العام للقضية في المجتمع الروسي، وفي المجتمع الإسلامي في روسيا بالأساس.
على صعيد آخر، تتفاعل القوى السياسية الروسية مع مسألة الأمان القومي والتأثير الإقليمي. قد يرى بعض الفاعلين السياسيين ضرورة التحلي بالحذر في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
مجلس الدوما الروسي، الذي يعد أحد مراكز صناعة القرار السياسي في روسيا، يبرز دوره الرافض للسياسة الغربية والإسرائيلية في القضية الفلسطينية، حيث يمكن أن نرى ذلك في خطاب فياتشيسلاف فولودين، الذي قال في الجلسة العامة، في 19 أكتوبر (تشرين الأول): “نحن بحاجة إلى تسمية الأمور بأسمائها الصحيحة، والتحدث عنها بوضوح في جميع البرلمانات، ليس بشكل عام، ولكن بشكل محدد لتحديد مرتكبي هذه المأساة. يجب على الرئيس بايدن أن يقدم إجابات. إما أن يُوقف هذا الصراع، وإما أن تحاسبه الأمم المتحدة بوصفه مجرم حرب؛ باعتباره الشخص الواقف وراء التحريض على هذا النوع من الصراعات؛ وحينئذٍ سينعم العالم بالحرية، ولن يفقد الأشخاص أرواحهم، ولن تكون هناك حروب في أوكرانيا”.
وأشار فياتشيسلاف فولودين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى حوارًا لعدة أشهر، وحث على اتخاذ كل الإجراءات لتجنب حدوث حرب في أوكرانيا، لكن، مع ذلك، استمرت واشنطن في تصعيد الصراع. وأضاف: “الآن، أطلقت واشنطن العنان للصراع في الشرق الأوسط، والتوتر يزيد في تايوان”.
ودعا النواب في كلماتهم، الأمم المتحدة والبرلمانات العالمية “إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة فورًا لوقف إراقة الدماء، ومنع تصعيد العنف ضد المدنيين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لمنع وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في الشرق الأوسط.”
نحن نعدّ سياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة غير أخلاقية ومتهورة، وتمنع حاليًا وقف الصراع في الشرق الأوسط، وتساعد على تأجيج حريق الحرب في هذه المنطقة التي طالت معاناتها. الإمدادات العسكرية، والموارد المالية بمليارات الدولارات التي خصصتها إدارة بايدن لإسرائيل، وحاملات الطائرات الأمريكية في مياه الشرق الأوسط، لا تسهم في خفض تصعيد الصراع بأي شكل من الأشكال، ولا تهدف إلى وقف مقتل الآلاف من مواطني فلسطين، وإسرائيل، ودول أخرى عالقة في منطقة الحرب.”
“محاولات إخفاء الفشل الكامل لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط محكوم عليها بالفشل. المسؤولية عن وقوع كثير من الضحايا الذين لا يمكن تعويضهم، والدمار الشديد للبنية التحتية المدنية تقع- من بين أمور أخرى- على عاتق السياسيين الأمريكيين الذين يتجاهلون قرارات الأمم المتحدة بالإجماع، ويفرضون “قواعد” في جميع أنحاء العالم لحل المشكلات السياسية بوصفها قوة.”
الصراع بين روسيا والغرب يزداد بسبب التنافس ليس فقط في الملف الأوكراني؛ بل أيضًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يدعم الغرب الطرف الإسرائيلي في هذا الصراع بسبب التأثير الكبير للوبي الإسرائيلي في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية.
الأحزاب السياسية الستة في البرلمان الروسي تمثل الروية نفسها التي تمثلها وزارة الخارجية الروسية الرافضة للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطع غزة، حيث هناك توجه واحد؛ وهو أن أي تحرك عسكري قد يفجر المنطقة، وعلى أساس ذلك يمكن القول إن روسيا رافضة للسياسات الإسرائيلية المتعلقة بقطاع غزة.
الموقف الروسي ظهر علنًا في الأمم المتحدة عندما أعرب المندوب الروسي عن مشاعر الغضب والصدمة تجاه قصف الجيش الإسرائيلي لأهداف مدنية في قطاع غزة. يتجلى في هذا التعبير تحفظ روسيا تجاه الأعمال العسكرية غير المتحققة، وتأكيدها ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني. كما أشار المندوب الروسي إلى أهمية الالتزام بالقوانين والقواعد خلال النزاعات، وركز على ضرورة وقف إطلاق النار الشامل، وتجنب التصعيد. هذا يعكس موقفًا روسيًّا قائمًا على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
كذلك موقف الكرملين، الذي يقول إن الوضع في قطاع غزة يعد “صعبًا جدًّا”، و”كارثيًّا من وجهة نظر إنسانية”. يتضح من هذه التصريحات قلق روسيا البالغ تجاه الأزمة الإنسانية، وتأثيرها السلبي على المدنيين.
الكرملين أعلن استعداد روسيا للتعاون مع الأطراف المعنية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما يبرز دورها الفاعل في محاولة تخفيف معاناة السكان المدنيين.
تُولي موسكو أهمية خاصة لملف القضية الفلسطينية، حيث تركز على مفهوم “العمل الجماعي”. تعتمد على “اللجنة الرباعية الشرق أوسطية” كآلية رئيسة بدأت العمل بها منذ عام 2002، بالتعاون مع ممثلين عن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، يمكن القول إن اللجنة واجهت طريقًا مسدودًا بسبب تعنت الولايات المتحدة وإسرائيل.
في النقاشات الداخلية والمناقشات المحدودة، لا يفوت الدبلوماسيون الروس فرصة الحديث عن فشل الولايات المتحدة في إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي الذي دام 75 عامًا، ويرون أن انحياز واشنطن المستمر إلى إسرائيل هو السبب الرئيس وراء عدم التقدم في حل هذا الصراع الجذري.
تتهم موسكو واشنطن باحتكار جهود الوساطة، و”تحويل الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعيدًا عن التسوية السياسية وقيام الدولة الفلسطينية”، وترى أن الحديث عن تخفيف الأزمات الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين يجب أن يتم من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتؤكد ضرورة أن تركز المحادثات بين العرب والفلسطينيين والإسرائيليين على إقامة اتصالات تضمن “الأمن اليومي” بين الأطراف على الأرض، على أن يكون ذلك جزءًا من تحقيق حل دائم، يشمل إقامة دولة فلسطينية.
وفيما تؤيد موسكو الحل الدبلوماسي للصراع، ترسل إشارات واضحة تُظهر ميل قادتها السياسيين والدبلوماسيين نحو دعم حقوق الفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم واستقلالهم.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائمًا عدو السياسة الروسية في منطقة الشرق الأوسط، كما كانت عدو الاتحاد السوفيتي وسياسته؛ لذلك يستمر الوضع ويتكرر في الوقت الحالي بسبب التغيرات التي حدثت بعد الأزمة الأوكرانية، وزيادة التوتر بين روسيا والغرب، وعلى أساس ذلك تتكرر السياسات بين الماضي والحاضر، والنظرة إلى روسيا وكأنها جزء من الإمبراطورية السوفيتية.
المجتمع الناطق بالروسية في إسرائيل يشكل جزءًا أساسيًّا من التركيبة الاجتماعية والثقافية. يظهر تأثيره البارز في الساحتين السياسية والاقتصادية، ويظهر تأثير المهاجرين الروس في القطاع التكنولوجي والعلمي، وقوة الروابط الاقتصادية بين إسرائيل وروسيا.
التأثير السياسي يواجه تحديات، خاصة مع فشل فكرة “الوعاء الذائب”، وتحقيق التأثير المرجو. التفاعل بين روسيا وإسرائيل يُستعرض كفرصة لتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية، وتعزيز التأثير السياسي.
وسائل الإعلام الناطقة بالروسية في إسرائيل تؤدي دورًا مهمًّا في الدفاع عن مصالح المجتمع، وتحقيق التأثير السياسي.
تفاعل المجتمع الناطق بالروسية يشكل عنصرًا حيويًّا في تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي لإسرائيل، والروابط مع روسيا تمثل فرصة لتطوير علاقات ذات تأثير؛ لذلك فإن الجالية يبقى لها تأثير سواء في الداخل الروسي أو في الداخل الإسرائيلي، حيث ترى الجالية اليهودية أن دورها لا يقتصر في الاحتفاظ بالعلاقات بين روسيا وإسرائيل.
من أهم اليهود الروس الذين لهم تأثير في صناع القرار السياسي في روسيا: أبراموفيتش، ويكلسلبرغ ميلنر، والشريكان فريدمان وخان، صاحبا أكبر بنك في روسيا، والإخوة روتنبرغ، الذين بسبب ما حدث في روسيا التسعينيات من تغييرات سياسية استطاعوا الحصول على رأس مال ضخم من المشروعات التي عملوا عليها، واستفادوا من الخصخصة التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كشف تحقيق لصحيفة “ذي ماركر” الإسرائيلية أنه لا يُستبعد أن يحاول عدد من رجال الأعمال الروس من الطبقة الأوليغارشية، الهجرة إلى إسرائيل، معتمدين على أصولهم اليهودية، والعودة إلى إسرائيل، خصوصًا أن بعضهم سبق له أن حصل في مطلع التسعينيات وبداية حقبة بوتين الرئاسية، على الجنسية الإسرائيلية، عندما كان بوتين يشن في بداية حكمه حربًا على أفراد هذه الطبقة، قبل أن يتحول أقطابها إلى مؤيدين له ولحكمه، وهذا يربط كثيرًا من الأمور المتعلقة بالعلاقات الروسية الإسرائيلية، حيث للأوليغارشية تأثير كبير في السياسة الروسية، ولكن بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بدأ تأثير الأوليغارشية في قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضعف.
كشف التحقيق أن كثيرًا من أعضاء الأوليغارشية المعروفين حاليًا بأصولهم اليهودية، يحملون الجنسية الإسرائيلية كوسيلة للضمان في حالات الطوارئ، وهو ما يتيح لهم العودة إلى إسرائيل بوصفهم مواطنين يعيشون في الخارج، دون الحاجة إلى تقديم تصاريح بشأن مصادر دخلهم في العقد الأخير. ويتيح القانون الإسرائيلي لكل مواطن إسرائيلي يحمل الجنسية، ويغادر البلاد ويقيم في الخارج أكثر من سبع سنوات، العودة والاستفادة من حقوق المهاجرين اليهود الجدد.
ومع ذلك، أشار التحقيق إلى أن بعض أفراد الأوليغارشية اليهود في روسيا قد حصلوا على جوازات سفر من دول أجنبية غير إسرائيلية، كما حدث مع الأوليغارش اليهودي الروسي رومان أبراموفيتش الذي حصل مؤخرًا على جنسية برتغالية.
وأوضح مستشار إسرائيلي يعمل مع رجال أعمال روس أن إسرائيل قد تكون وجهة لكثير من رجال الأعمال الروس الذين يمتلكون ثروات تقدر بمليارات الدولارات، حيث قد يشترون عقارات وممتلكات في إسرائيل نتيجة لتأثير العقوبات الاقتصادية على الأوليغارش الروسي الإسرائيلي ميخائيل فريدمان، وشريكه بيتر إيفن، مما لم يكن متوقعًا من جانب رجال الأعمال الروس في هذه الطبقة. وأضاف: الأرض في أوروبا تهتز تحت أقدامهم، ونحن سنشعر بهذا الأمر في إسرائيل أيضًا.
تمثل رؤى القوى السياسية الروسية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ميدانًا معقدًا يتأثر بعدة عوامل مترابطة، ويتطلب تحليلًا عميقًا لفهم التباينات والأبعاد المتعددة لتلك الرؤى.
أولًا وقبل كل شيء، يظهر أن الارتباط التاريخي بين روسيا وحركة التحرير الفلسطينية قد أثر تأثيرًا كبيرًا في توجهات السياسة الخارجية الروسية.
ثانيًا: يظهر التوجه نحو الحفاظ على التوازن الإقليمي كعامل مؤثر آخر في رؤى روسيا تجاه الصراع. تسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها مع دول المنطقة، مما يؤثر في موقفها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تأثيرًا مباشرًا. هذا التوازن يبرز تفاعل العلاقات الإقليمية، وكيف تتأثر بمواقف روسيا من الصراع.
وفي سياق التحليل الدبلوماسي، تظهر روسيا بوصفها لاعبًا دبلوماسيًّا فعّالًا يسعى إلى دعم حلول سلمية، وتشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة في الصراع. يبرز دعم وزير الخارجية الروسي لحلول سلمية، وتأكيده أهمية وقف النار، وتحقيق تسوية سلمية؛ مما يعكس التزام روسيا تجاه السلم والحوار.
تأثير التحولات الدولية يظهر بوصفه عنصرًا آخر في رؤى القوى السياسية الروسية، حيث يتعامل بعضها مع كيفية تأثير الصراع في توجهات السياسة الدولية، والعلاقات الدولية بشكل عام. تباين هذا التعامل يعكس التنوع في الأفكار والتوجهات داخل الساحة السياسية الروسية.
يبرز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بوصفه جزءًا معقدًا يتطلب تحليلًا عميقًا لفهم تأثيره في سياسات روسيا الخارجية وعلاقاتها الدولية. يعكس تباين الرؤى الروسية وتعددها تعقيدات الصراع، وضرورة توظيف إستراتيجيات مرونة وتكيّف دائم مع التحولات الدولية، والديناميات الإقليمية.
ما ورد في التقرير يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.