من السابق لأوانه الحديث عن بداية انتفاضة جديدة، ولكن ما حدث من عملية حماس، بعد يوم واحد من الذكرى السنوية للحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، وتمكن حماس من توجيه ضربة قوية لإسرائيل (سيكون لها عواقب وخيمة على صورتها الأمنية والعسكرية)، وفي ظل عدم استعداد الجيش لهذا التطور للأحداث، فإن هذا يدفعنا إلى انتظار مزيد من الوقت لاستخلاص المعلومات عما حدث.
ما المعروف حتى الآن؟ بالتزامن مع الهجوم الصاروخي على إسرائيل الذي بدأ في وقت مبكر من الصباح (وفقًا لبعض المصادر، أُطلق أكثر من 5 آلاف صاروخ، كثير منها محلي الصنع)، دخلت قوات حماس المسلحة الأراضي الإسرائيلية، واستولت على سبع مستوطنات حدودية في جنوب البلاد.
كما استولت على إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية هناك (يظهر في الفيديو دبابة ميركافا مدمرة وعدد من العربات المدرعة). ولا تزال البيانات المتعلقة بالقتلى والسجناء متباينة تباينًا كبيرًا، لكن حجم الهجوم كبير، وهذا لم يحدث منذ الانتفاضة الأخيرة.
أطلقت حماس على عمليتها اسم “طوفان الأقصى”، كما توصلت إسرائيل إلى اسم للعملية التي أطلقتها ردًا على ذلك “السيوف الحديدية”. أعلن الجيش الإسرائيلي نداءه لجنود الاحتياط، ومن الواضح أنه سيرد بقسوة على تصرفات حماس. وربما يقوم الجيش الإسرائيلي بشن عملية برية في قطاع غزة.
ومن الواضح أن الأحداث يمكن أن تتطور وفق سيناريوهات متنوعة، وستكون الأمور أكثر وضوحًا خلال الأيام القليلة المقبلة؛ لأن حجم التصعيد من جانب حماس، وطبيعة الرد الإسرائيلي، لم يتضحا بعد. ويبقى السؤال مطروحًا أيضًا: هل سيتدخل حزب الله اللبناني في الصراع الجديد؟
ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح: “من حيث المعلومات، فإن الأحداث في إسرائيل وقطاع غزة سوف تحل محل الأجندة العسكرية والسياسية الأوكرانية بشكل كبير”؛ أولًا: بدأت وسائل الإعلام العالمية تمل من تكرار أحداث أوكرانيا. ثانيًا: إن الأحداث في الشرق الأوسط، وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي، لها تقليديًّا تأثير كبير في مجال المعلومات الدولي.