شهد يوم 3 سبتمبر (أيلول) 2015، موكبًا من قاذفات الصواريخ الصينية مع أكثر من 12.000 جندي في ساحة تيانانمن في بكين للاحتفال بالذكرى السبعين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
تم نشر حوالي 850 ألف مدني للقيام بدوريات في بكين؛ في أجزاء من المدينة تم إغلاق الأعمال والمرور وجميع الاتصالات اللاسلكية. خشية من أن يحدث لدى أي شخص انطباع خاطئ، ألقى الرئيس شي جين بينغ، خطابًا يهدف إلى تهدئة أولئك الذين يشعرون بالقلق من كل القوة النارية والقوى البشرية المعروضة. وأكد لجمهوره، الذي كان يضم بضع عشرات من قادة العالم: «بغض النظر عن مدى قوتها، لن تسعى الصين أبدًا إلى الهيمنة أو التوسع».
في الواقع، كما جادل شي، لعبت الصين دورًا مهمًّا في هزيمة الفاشية في القرن العشرين، وتساعد الصين الآن في الحفاظ على النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين. عبر استخدام المصطلحات التي يستخدمها الحزب الشيوعي الصيني لوصف الحرب العالمية الثانية، أشاد شي بالتزام الصين «بدعم نتائج حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية». كما دعا جميع الدول إلى احترام «النظام الدولي المدعوم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية تتميز بالتعاون المُربح للجانبين، وتعزز القضية النبيلة للسلام والتنمية العالميين».
في عهد شي، حاول الحزب الشيوعي الصيني إبراز صورته، في إطار المساعي لتحقيق السلام من خلال القوة، لا عبر خوض المعارك أو الابتعاد عن المواجهة. لكن في السنوات الأخيرة، أدى سلوك الصين الحازم على نحوٍ متزايد في كثيرٍ من الأحيان إلى تقويض محاولتها ادعاء القيادة الدولية. تمثل نداءات شي، إلى الماضي المجيد للأمة الصينية، أحد أسباب هذا التوتر الذي بات مُتأصلًا- لكن اهتمام الصين بإحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية، بدأ قبل ذلك بكثير، وتحديدًا في الثمانينيات. حيث تركت الفوضى والصدمة التي خلفتها المجاعة في حقبة ماو والثورة الثقافية، ندوبًا في الروح الوطنية وكشفت عيوب الماركسية اللينينية كفلسفة حاكمة.
عندما تولى دنغ شياو بينغ، زمام القيادة بعد وفاة ماو تسي تونغ، في عام 1976، كانت نيران الصراع الطبقي، قد خنقت الحزب الشيوعي الصيني وأذكت بدلًا منها الحماسة الرأسمالية والاستهلاك. لكن حتى مع تكييف الحزب لأيديولوجيته ظل بحثه عن الشرعية الشعبية مرتبطًا بالقومية، التي أصبحت متجذرة بشكلٍ مُتزايد في دور الصين بالحرب العالمية الثانية، والتي اعتبرها القادة الصينيون بشكل روتيني دليلًا على دفاع الحزب عن الشعب الصيني في مواجهة العدوان والإذلال الأجنبي.
في كتابه الجديد الثاقب: (حرب الصين الجيدة) يفتح المؤرخ رانا ميتر، نافذة على إرث تجربة الصين في الحرب العالمية الثانية موضحًا كيف تعيش الذاكرة التاريخية في الوقت الحاضرـ وتساهم في التطور المستمر للقومية الصينية. في هذا العمل الماهر والمُركب للتاريخ الفكري، يعرِّف القراء على العلماء وصانعي الأفلام والمروجين الذين سعوا إلى إعادة تعريف تجربة الصين في الحرب. كما يوضح كيف تعكس جهودهم اهتمام شي، في تصوير الصين كمدافع عن النظام الدولي لما بعد الحرب: «زعيم حاضر عند الإنشاء في عام 1945، بدلًا من كونه حديث العهد، حصل على مقعد في الأمم المتحدة فقط خلال ذروة الحرب الباردة».
كما تقول الرواية التحريفية التاريخية، فإن هذا يعتبر حميدًا نسبيًّا، كما يشير ميتر. في بعض النواحي، الدوافع وراء ذلك مفهومة «نادرًا ما يعترف الغرب بمساهمات الصين في الحرب ضد الفاشية». مع ذلك، لا يخجل ميتر من فضح بعض التخيلات السياسية التي يفرضها الحزب الشيوعي الصيني على ماضي الصين: على حساب محاولته صياغة رواية مُقنعة حول مستقبل الصين.
في عهد شي، أظهرت الصين شهية مُتزايدة للقيادة العالمية. صرح شي أن: «الصين ستدعم بقوة النظام الدولي باعتبارها عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة وأول دولة توقع على ميثاقها». كما يلاحظ ميتر، فإن شي، يتجاهل أن ذلك تم في ظل الزعيم القومي تشانغ كاي شيك، وليس منافسه الشيوعي، ماو تسي تونغ، وكان كاي شيك، هو الذي جلس بجانب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في مؤتمر القاهرة عام 1943، الذي وضع الأساس لنظام ما بعد الحرب. لقد كان القوميون الصينيون وليس أعداؤهم الشيوعيون، هم الذين ساعدوا في إنشاء الأمم المتحدة والمؤسسات التي انبثقت عن نظام بريتون وودز، بما في ذلك صندوق النقد والبنك الدوليين.
في لعب الصين، دورًا في إنشاء نظام ما بعد الحرب، يبالغ الحزب الشيوعي الصيني أحيانًا في قضيته. لكن مجرد عرض القضية يمثل تحولًا مهمًّا في اتجاه القومية الصينية، والتي غالبًا ما تصور الصين على أنها منتصرة ولكنها أيضًا ضحية، لا سيما للعدوان الياباني والإمبريالية. من خلال تقديم الصين كشريك رئيسي في زمن الحرب للحلفاء، ومؤسس مشارك لنظام ما بعد الحرب تسعى القيادة الصينية إلى اقتراح: «أن تلعب الصين دورًا تعاونيًّا مماثلًا في المجتمع الدولي اليوم». كما كتب ميتر: «الرسالة المقصودة هي أن الصين مهتمة بإعادة تشكيل المؤسسات القائمة من الداخل أكثر من اهتمامها بإلغاء هذه المؤسسات تمامًا» هذا الشكل من التحريفية التاريخية له فائدة أخرى: «إنها تصرف الانتباه عن المسافة الأيديولوجية التي قطعتها الصين منذ سنوات ما بعد الحرب».
حتى وفاة ماو، لم تكن الصين من أنصار الأممية الليبرالية. بل كانت من دعاة الثورة الشيوعية العالمية. إن تركيز بكين الجديد على ما يسميه ميتر «الأجندة الأخلاقية» المشتركة لهزيمة الفاشية، يُلقي بهدوء على سبب واحد يمكن للصين أن تدعي عبره أنها تدعم النظام العالمي اليوم: «لقد تخلى الحزب الشيوعي الصيني إلى حدٍّ كبير عن أيديولوجيته التأسيسية». كما يلاحظ ميتر أن «الخزانة الأيديولوجية الصينية، أصبحت عارية نسبيًّا».
في عهد شي، كتب: «ما زالت الصين تواجه صعوبة في تحديد رؤيتها الاقتصادية والأمنية على أنها أي شيء آخر غير أمريكا الاستبدادية بشكلٍ متزايد» إن تقييم ميتر، بأن الصين هي: «دولة ما بعد الاشتراكية في الواقع إن لم يكن اسمًا»، هو بديل رصين بشكل مُنعش لتأكيدات إدارة ترامب المغلوطة بأن الحزب الشيوعي الصيني، يسعى إلى تحقيق «نظام دولي اشتراكي» أو «مجتمع عالمي شامل». استندت تلك الاتهامات إلى حقيقة أن الخطاب الصيني الرسمي ما زال يستخدم عبارات ومفاهيم مُتجذرة في الماركسية اللينينية. كما يوضح كتاب ميتر، لا ينبغي أن تؤخذ هذه اللغة، على ظاهرها «لا يزال الفكر الماركسي، هو الفكر السياسي الرسمي في الصين اليوم، لكن الحجج الماركسية تستخدم أحيانًا بطرق مفاجئة». على سبيل المثال، استند جي دالي، الباحث في العلاقات الدولية في بكين، مؤخرًا، على المبادئ الماركسية ليقول: «إن صعود الصين هو أولًا وقبل كل شيء قصة نجاح اقتصادي وإن على الصين استخدام الدبلوماسية الاقتصادية لتتجنب، الصراع الأيديولوجي مع الولايات المتحدة».
تتمثل إحدى نقاط القوة في كتاب ميتر، في أنه يسلط الضوء على الكيفية التي نظرت بها الأصوات المختلفة داخل الصين إلى التاريخ لكشف حقائق جديدة حول هوية الدولة ومسارها، وليست جميعها مواتية للحزب الشيوعي الصيني.
بالمقارنة مع الأساليب التقليدية لرواية تاريخ حقبة الحرب العالمية الثانية تكشف هذه التيارات التحريفية عن أعداء الصين أقل مما تكشف عن الصين نفسها.
كتب ميتر أن: «الكثير من النقاش حول الحرب في المجال العام لا يتعلق في الحقيقة باليابان على الإطلاق. بل يتعلق بالصين وما تفكر فيه بشأن هويتها اليوم، وليس عام 1937 أو 1945». كما يقول إن البلاد: «لا تتعارض مع اليابانيين بقدر ما هي في صراع مع نفسها، بشأن قضايا تشمل عدم المساواة الاقتصادية والتوترات العرقية».
على هذا المنوال، يروي ميتر كيف بدأ المؤرخون الصينيون في السنوات الأخيرة في لفت الانتباه إلى مجاعة عام 1942، في مقاطعة هينان، والتي أودت بحياة ثلاثة ملايين شخص، وهي أحد الفصول العديدة في التاريخ الصيني الحديث التي تتطلب «الفكاهة والمساعدة الكبيرة لفقدان الذاكرة».
على حد تعبير الروائي الصيني ليو تشينيون. ساهمت السياسات القومية في تلك المجاعة، مما جعل الإشارات إليها طريقة آمنة نسبيًّا للروائيين والمخرجين والمدونين الصينيين لتقديم انتقادات مبطنة للقفزة الشيوعية العظيمة إلى الأمام؛ وهي تجربة كارثية في الصناعة والزراعة المجتمعية والتي أنتجت مجاعة ضربت 30 مليون صيني على الأقل، وتعرضوا للجوع حتى الموت.
منذ الثمانينيات من القرن الماضي، شجعت الرواية التاريخية التنقيحية لحقبة الحرب العالمية الثانية على رؤية أكثر تعاطفًا للقوميين، الذين تعرض العديد منهم للاضطهاد من قبل الحزب الشيوعي الصيني بعد هروب القيادة القومية إلى تايوان في عام 1949. يتابع ميتر كتابات ومتاعب المسؤولين الصينيين من العلماء وصانعي الأفلام، الذين اجتازوا رقابة الدولة والمقاومة من المحافظين الثقافيين لتسليط الضوء على القصص التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة عن مساهمات القوميين في الحرب، بما في ذلك الجنود الذين قاتلوا ضد الجيش الياباني الغازي فقط لتتم ملاحقتهم وتهميشهم في ظل الشيوعية.
القاعدة في السنوات الأخيرة، أصبحت مثل هذه القصص جزءًا من الرواية الرسمية. أدرجت جميع الأفلام والمتاحف التي وافقت عليها الدولة والعرض العسكري لعام 2015، المجهود الحربي القومي، مع التأكد بالطبع من تصويره على أنه حدث تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
يصف ميتر هذا الأمر بجدارة بأنه: «توازن غير مُستقر بين السماح بتاريخ أكثر شمولًا، ومحاولة عدم الإضرار بأساطير تاريخ الحزب الشيوعي الصيني».
كذلك يلمح ميتر، إلى بعض العوامل التي تدفع الحزب الشيوعي الصيني إلى «الاسترخاء المضطرب لتفسيرات الحرب». بما في ذلك اهتمامه بتنمية العلاقات مع تايوان وتذكير اليابان بماضيها المضطرب في زمن الحرب. مع ذلك، قد يعكس ذلك عدم الوضوح بشأن هذا السؤال ببساطة حقيقة، أنه بموجب قاعدة الحزب الشيوعي الصيني، نادرًا ما يكون من السهل تمييز الحدود المتغيرة لما هو مسموح به.
يواجه الحزب الشيوعي الصيني، معركة شاقة في بيع نسخته المنقحة حديثًا من تاريخ الصين في الحرب العالمية الثانية للجمهور خارج الصين. يكمن جزء من المشكلة في التأريخ الغربي والتحيُّز، كتب ميتر: «لقد تم إهمال دور الصين في الحرب لفترة طويلة في الدول الغربية، لدرجة أن قلة من الناس في تلك الأماكن لديهم مصلحة في معرفة المزيد». وقد حاول ميتر تصحيح ذلك في هذا الكتاب، بناءً على عمله السابق والممتاز أيضًا (الحليف المنسي).
لكن الدول الأجنبية ومواطنيهم، لا يشكلون بالكاد أكبر عقبة أمام سعي الصين لاستخدام التاريخ لصقل شرعيتها: «إن الحزب الشيوعي الصيني نفسه هو العائق الرئيسي. حتى عندما يسمح الحزب بإجراء تحقيق أكثر شمولًا في الماضي عن زمن الحرب فإنه لا يزال يقمع بلا رحمة الروايات، سواء كانت عن هونغ كونغ أو التبت أو شينجيانغ، التي تتحدى التعريف العرقي المتزايد لمن ينتمي إلى الصين». بينما يتعامل صانعو الأفلام مع التسامح المحدود للحزب مع الغموض، غالبًا ما تكون النتيجة أفلامًا بميزانية كبيرة تؤكد على حجم ورعب الحرب العالمية الثانية دون الفروق الدقيقة التي من شأنها إضفاء الطابع الإنساني على الضحايا والجناة. بالنسبة للعديد من النقاد الغربيين، تقدم هذه الأفلام الكثير من «المشاهد الصاخبة والمشاعر الرخيصة»، كما كتب ميتر واصفًا ردود الفعل الانتقادية على أعمال المخرج زانغ ييمو، الذي يؤرخ احتلال اليابان الوحشي لنانجينغ، وعمل المخرج فنغ شياو قانغ، الذي يروي مجاعة خنان عام 1942.
الأهم من ذلك هو الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن الاستبداد المتزايد في الصين يتعارض مع السرد السائد بعد الحرب في أوروبا والولايات المتحدة والذي يفسر سبب خوض الحرب: «إنقاذ الديمقراطية من الفاشية».
كدولة حزبية ديكتاتورية بشكلٍ متزايد، من الواضح أن الحزب الشيوعي الصيني لا يمكنه احتضان تلك النسخة من التاريخ أو إيجاد طريقة سهلة لإدخال الصين فيها. كما يلاحظ ميتر بإدراك: «أن الحفاظ على العالم آمنًا للاستبداد الاستهلاكي بالكاد يكون عرضًا جذابًا للغاية في القرن الحادي والعشرين» خاصة بالنسبة للديمقراطيات الرائدة التي تواصل وضع الكفاح من أجل الحرية في قلب روحها الوطنية. في الواقع، دفعت حالة المراقبة المتزايدة للحزب الشيوعي الصيني ومعسكرات «إعادة التعليم» والاعتقال الوحشية في شينجيانغ العديد من المراقبين الخارجيين إلى اتهام شي، بإحياء الفاشية.
هناك أيضًا بعض المخاطر في إستراتيجية بكين لإعادة صياغة تاريخ الصين من أجل التأثير على تصورات دورها الحالي، والمستقبلي المحتمل في العالم، كلما صورت الصين نفسها على أنها مدافعة عن نظام ما بعد الحرب، زاد الإحساس لدى المواطنين الصينيين بأن بلدهم مؤهل لمزيد من النفوذ ودور مركزي في الشؤون الدولية في العقود المقبلة. مع ذلك، قد لا يلعب باقي العالم دوره. إذا واجهت الصين معارضة منسقة وموحدة لطموحاتها العالمية، فقد يتعين على الحزب الشيوعي الصيني، والعالم: «أن يتعامل مع شعور متزايد بالظلم وخيبة الأمل والاستياء بين الشعب الصيني».
تتجاوز هذه الديناميكية جهود بكين لإعادة صياغة التاريخ بالطبع. على مدى السنوات الأربع الماضية، نصبت الصين نفسها كمدافع عن المؤسسات والاتفاقيات الدولية المُهددة من قبل إدارة ترامب، من منظمة الصحة العالمية إلى اتفاقية باريس للمناخ. لكن في الوقت نفسه، حاولت بكين تقليص دور القيم العالمية في النظام الدولي، وبدلًا من ذلك، رفعت التنمية الاقتصادية وأمن الدولة على الحقوق السياسية الفردية.
بدون تأييد نسخة التاريخ للحزب الشيوعي الصيني، أو تبرير عدوان بكين في الخارج وانتهاكاتها في الداخل، يمكن للقادة في واشنطن وأماكن أخرى بالعالم أن يعترفوا بشكل صريح بمساهمات الصين في إنهاء الحرب العالمية الثانية وإنشاء النظام الحالي.
قد يؤدي القيام بذلك إلى تخفيف الشعور المتنامي بين المواطنين الصينيين بأن الولايات المتحدة وشركاءها لن يسمحوا للصين أبدًا بلعب دور رائد على الساحة العالمية.
قد يساعد هذا الاعتراف بدوره واشنطن على الضغط على الحزب الشيوعي الصيني للتراجع عن حملته لترويع ومعاقبة منتقديه في الخارج.
إن اتفاقية من هذا النوع لن تحل الكثير من المشاكل التي تعاني منها العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
لكن هذا هو بالضبط نوع الترتيب الدقيق الذي سيتعين على واشنطن وبكين تحسين صياغته كثيرًا؛ إذا كان عليهما تحقيق أي شيء يشبه التعايش السلمي. [1]
ترجمة: وحدة الرصد والترجمة في مركز الدراسات العربية الأوراسية
المقالة تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير