مقالات المركز

واشنطن تنجح في ضبط ايقاع المواجهة العسكرية الهندية الباكستانية 2025


  • 12 مايو 2025

شارك الموضوع
i مصدر الصورة: indiatoday

جاء التدخل الأمريكي السريع للوساطة، وإنهاء الحرب بين الهند وباكستان، مدفوعًا بمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية الأساسية، مع رؤية إدارة الرئيس دونالد ترمب الجديدة لتخفيف بؤر الصراعات العالمية، فهذا التدخل يعكس إستراتيجية واشنطن للحفاظ على استقرار حلفائها التقليديين، الهند وباكستان، ومنع تصعيد قد يهدد الأمن والسلم الدولي، خاصة بين دولتين نوويتين، إذ إن   باكستان، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، اقتربت مؤخرًا من الصين، العدو الإستراتيجي لواشنطن، في حين ظلت الهند حليفًا قويًّا للولايات المتحدة،  وفي الوقت نفسه فإن واشنطن لا ترغب في حرب بين حلفائها؛ لأن ذلك سيضعف موقفها الدولي، ويعرقل تركيزها على الصراع الأساسي مع الصين، فلو كانت هذه الحرب مع الصين مباشرة، لربما سعت واشنطن إلى تأجيجها، لكنها في هذه الحالة عملت على إخمادها سريعًا لحماية مصالحها.

لقد بذل كل من نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، جهودًا دبلوماسية مكثفة وسرية، بعيدًا عن الأضواء، أثمرت اتفاقًا مفاجئًا بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، فهذا الاتفاق، الذي جرى خلف الأبواب المغلقة، ليس مؤقتًا؛ بل دائمًا، حيث من المقرر أن يجتمع وزيرا الدفاع الهندي والباكستاني خلال أيام لمناقشة الترتيبات المستقبلية، وهذا التحرك يتسق مع رؤية إدارة ترمب لتقليص الصراعات الهامشية، على عكس الإدارات السابقة، وخاصة إدارة جو بايدن، التي اتهمها ترمب بتأجيج حروب مثل أوكرانيا وغزة.

لقد جاء التدخل الأمريكي لإنهاء هذه الجولة من المواجهة بين الهند وباكستان في لحظة عسكرية حرجة أثبتت خلالها تفوق سلاح الجو الباكستاني، المدعوم بأسلحة صينية، في مواجهة القوات الهندية المزودة بأنظمة أمريكية وفرنسية، فكانت المعركة الجوية الأخيرة مثالًا قويًّا على  قدرة باكستان على إسقاط طائرات وصواريخ هندية متقدمة؛ مما كشف عن جدارة الأسلحة الصينية، وهشاشة الأنظمة الجوية الأمريكية والفرنسية.

ولربما كان  استمرار الحرب بين الهند وباكستان سيؤدي إلى “انكشاف” قوة السلاح الأمريكي؛ مما يهدد مكانة الولايات المتحدة بوصفها أكبر مصدر للأسلحة عالميًّا، ويعزز نفوذ الصين في سوق التسليح، فهذه المعركة، رغم كونها بين الهند وباكستان، كانت بمنزلة مواجهة غير مباشرة بين القوتين العسكريتين الأمريكية والصينية.

إن تفوق سلاح الجو الباكستاني، وقدرته الفاعلة على تحييد الطائرات الهندية، ومنها طائرات “رافال” الفرنسية، كانت له أبعاد اقتصادية وسياسية؛ إذ أثر في تجارة الأسلحة العالمية. في الوقت نفسه تستمر  واشنطن، كشرطي دولي، تسعى إلى ضبط إيقاع النزاعات، خاصة بين حلفائها، مستفيدة من شراكاتها القوية مع باكستان في مكافحة الإرهاب، ومع الهند عسكريًّا وسياسيًّا.

وجاء هذا  التدخل الأمريكي ليعزز الاستقرار في جنوب آسيا، وأظهر قدرة واشنطن على فرض هيمنتها في إدارة الصراعات بين حلفائها.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع