مختارات أوراسية

ترمب يتهم زيلينسكي بتفويض خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا


  • 24 أبريل 2025

شارك الموضوع
i مصدر الصورة: france24

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انتقادًا لاذعًا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدًا أن الأخير “لا يملك أي أوراق يلعب بها”، وذلك بعد أن رفض زيلينسكي الإطار الأمريكي المقترح للسلام.

لماذا يُعد الأمر مهمًّا؟

قدمت الولايات المتحدة -الأسبوع الماضي- عرضًا وصفته بـ”النهائي” لأوكرانيا لتحقيق السلام، ويتضمن اعترافًا أمريكيًّا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، ورفضًا قاطعًا لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن زيلينسكي رفض هذا العرض يوم الأربعاء.

للتذكير بتفاصيل العرض الأمريكي

ما الذي ستحصل عليه روسيا بموجب مقترح ترمب؟
اعتراف أمريكي (De jure)، أي بحكم القانون، بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم.

اعتراف (De-facto)، أي بحكم الأمر الواقع، بسيطرة روسيا على مقاطعة لوغانسك تقريبًا، والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا.

وعد بألا تصبح أوكرانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع الإشارة إلى أنها قد تنضم إلى الاتحاد الأوروبي.

رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2014.

تعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، خاصةً في قطاعات الطاقة والصناعة.

ما الذي ستحصل عليه أوكرانيا؟

“ضمان أمني قوي” تشارك فيه مجموعة خاصة من الدول الأوروبية، وربما أيضًا دول غير أوروبية ذات تفكير مماثل.

لكن الوثيقة تفتقر إلى التفاصيل بشأن آلية عمل هذه القوة، ولا تشير إلى أي مشاركة أمريكية مباشرة.

استعادة الجزء الصغير من مقاطعة خاركيف الذي تحتله روسيا.

حرية الملاحة الكاملة في نهر دنيبر، الذي يشكل في بعض المناطق خط تماس جنوبيًّا.

تعويضات ومساعدات لإعادة الإعمار، لكن الوثيقة لا تذكر مصدر التمويل.

عناصر إضافية في المقترح:

ستُعد محطة زابوريجيا للطاقة النووية -وهي الأكبر في أوروبا- أراضي أوكرانية، لكن ستُدار أمريكيًّا، على أن تُزوَّد كل من أوكرانيا وروسيا بالكهرباء منها.

تشير الوثيقة إلى اتفاق المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، الذي أعلن ترمب أنه سيُوقّع يوم الخميس.

المثير في الأمر: يتهم ترمب زيلينسكي بعرقلة خطة السلام، في وقت يلمح فيه إلى أن الاتفاق مع روسيا “قريب جدًّا من التحقق”. ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، بحسب ما أفاد به مسؤول أمريكي لموقع آكسيوس (Axios)‏.

ما قالوه: قال زيلينسكي للصحفيين: “أوكرانيا لن تعترف قانونيًّا باحتلال القرم. لا يوجد ما يُناقش. هذا ضد دستورنا”. ويذكر أن دستور أوكرانيا ينص كذلك على التزام الدولة بالعمل من أجل الانضمام إلى الناتو. لكن ترمب أشار في رده إلى أن الوثيقة الأمريكية لا تطلب من أوكرانيا الاعتراف بسيادة روسيا على القرم؛ بل فقط تُثبت اعتراف الولايات المتحدة بذلك.

ما يدور في الأخبار: وصف ترمب بيان زيلينسكي بأنه “ضار جدًّا بمفاوضات السلام مع روسيا”، وذلك في منشور مطول على منصته “تروث سوشيال”، مدعيًا أن أوكرانيا لا تقاتل فعليًّا من أجل القرم، وأنها “فُقدت منذ سنوات”.

وأضاف ترمب: “إن التصريحات التحريضية، مثل تلك التي أدلى بها زيلينسكي، تجعل من الصعب جدًّا التوصل إلى تسوية لهذه الحرب. ليس لديه ما يفتخر به! الوضع في أوكرانيا بائس. أمامه خياران: السلام، أو القتال ثلاث سنوات أخرى قبل أن يخسر البلد بكامله”. وتابع: “لا علاقة لي بروسيا، ولكن لديّ رغبة كبيرة في إنقاذ حياة ما يقرب من خمسة آلاف جندي روسي وأوكراني يموتون أسبوعيًّا بلا سبب”.

وقال أيضًا: “البيان الذي أدلى به زيلينسكي اليوم لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد ساحة القتل، ولا أحد يريد ذلك! نحن قريبون جدًّا من اتفاق، لكن الرجل الذي لا يملك أوراقًا للعب، يجب عليه الآن أن يُنجز الأمر أخيرًا”. كما صرّح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس -في وقت سابق من يوم الأربعاء- أن العرض الأمريكي سيعمل على “تجميد” النزاع على طول خطوط التماس الحالية، داعيًا الطرفين إلى “الموافقة، أو السماح للولايات المتحدة بالانسحاب”.

الواقع: لا توجد مؤشرات فعلية على اقتراب التوصل إلى اتفاق، لا سيما أن أوكرانيا رفضت خطة ترمب، في حين تغيّب كبار المسؤولين الأمريكيين عن اجتماعات لندن يوم الأربعاء، التي كان من المفترض أن تُناقش خلالها الخطة مع الأوكرانيين.

ما بين السطور: قال مصدر مقرّب من الحكومة الأوكرانية لموقع آكسيوس (Axios)‏ إن كييف ترى أن خطة ترمب منحازة بشدة إلى روسيا؛ حيث تحصل موسكو على مكاسب ملموسة، في حين تحصل كييف على وعود غامضة، وغير محددة. كما أفاد مصدر آخر أن وزير الخارجية ماركو روبيو انسحب من محادثات لندن بعد أن تبيّن أن أوكرانيا ترغب في مناقشة اقتراح سابق لترمب بخصوص وقف إطلاق النار 30 يومًا، بدلًا من إطار السلام الجديد.

يُذكر أن بوتين سبق أن أعرب عن استعداده لتجميد خطوط التماس الحالية من أجل التوصل إلى اتفاق، رغم رفضه السابق عناصر أخرى من الخطة الأمريكية، كوجود قوة حفظ سلام على الأراضي الأوكرانية. ويواصل المسؤولون الأوروبيون التشكيك في جدية بوتين بشأن السلام.

الوضع الراهن: التقى أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس زيلينسكي -يوم الأربعاء في لندن- بدبلوماسيين كبار من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا؛ لمناقشة خطة السلام الأمريكية. الولايات المتحدة لم تشارك في الاجتماع، وبعده قال يرماك إن أوكرانيا لا تزال ملتزمة بمساعي السلام التي يقودها ترمب، مؤكدًا أن “روسيا تواصل رفض وقف إطلاق النار غير المشروط؛ مما يطيل أمد العملية، وتحاول التلاعب بالمفاوضات”.

آخر التطورات: عقد يرماك اجتماعًا منفصلًا في لندن مع المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوغ، وأبلغه أن أوكرانيا لن تقدم أي تنازل يتعلق بسيادتها وسلامة أراضيها، وأن وقف إطلاق النار غير المشروط يجب أن يكون الخطوة الأولى في أي اتفاق سلام، بحسب ما نشره على حسابه في منصة (X). وصف كيلوغ هذا الاجتماع بأنه “إيجابي”، وقال: “لقد حان الوقت للمضي قدمًا في توجيهات الرئيس ترمب بشأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا: أوقفوا القتل، حققوا السلام، وضعوا أمريكا أولًا”.

المصدر: موقع آكسيوس (Axios)‏ الإخباري الأمريكي

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع