الندوات وورش العمل

مقابلة خاصة مع د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن


  • 10 أبريل 2024

شارك الموضوع

أجرى مدير مركز الدراسات العربية الأوراسية، عمرو عبد الحميد، يوم الأربعاء 27 مارس (آذار) في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حوار خاص مع د. رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وقد جرى نشر المقابلة كاملة. وإليكم نص الحوار الكامل.

عمرو عبد الحميد

أهلا بكم.. منذ ما بات يعرف بالربيع العربي، الذي اشتعلت أحداثه في العام 2011، تتواصل فصول الأزمة اليمنية حتى يومنا هذا.. أين وصلت هذه الأزمة؟ هل توارت خلف أزمات إقليمية ودولية أخرى؟ هذا السؤال وغيره أطرحه على فخامة الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية.. أهلا بكم فخامة الرئيس في هذا الحوار الذي نجريه في العاصمة المؤقتة عدن.

رشاد العليمي

أهلًا بك أستاذ عمرو، نحن سعداء بأن تكون معنا في عدن، وسعداء أيضًا أن يكون لنا حوار مع حضرتك طبعًا، لأن الحوار معك له أبعاد وشكل مختلف، فأهلًا وسهلًا بك في العاصمة المؤقتة عدن.

عمرو عبد الحميد

شكرًا جزيلًا.. فخامة الرئيس، في ظل الأزمات المشتعلة على المستويين الإقليمي والدولي، هل تشعرون أنتم في القيادة اليمنية بأن الاهتمام الدولي بأزمتكم قد توارى في الآونة الأخيرة؟

رشاد العليمي

شكرًا كثيرًا الأخ العزيز عمرو، في الواقع فعلًا نتيجة لطول فترة القضية اليمنية، والأزمة اليمنية والحرب التي أشعلتها الميليشيات الإرهابية الحوثية منذ 2015، لا شك أن المجتمع الإقليمي والدولي شعر بنوع من.. لست أقول من اليأس، ولكن شعر بنوع من التفكير بمقاربات مختلفة فيما يتعلق بإيقاف الحرب وتحقيق السلام في اليمن.

وحصل فتور للأسف بين الحكومة الشرعية وبين المجتمع الإقليمي والدولي، وكان من آثار ذلك هو إعادة النظر في هذه المسألة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022، وهذا الأمر يبدو لي أنه أدى إلى تراجع الأزمة اليمنية، مع نشوء أزمات أخرى في العالم من أوكرانيا إلى السودان إلى أحداث كثيرة حصلت في العالم، ورغم ذلك استمرت القضية اليمنية تأخذ الصدارة.

تذكر الرئيس بايدن، كان ضمن خطابه الرئيس، بعد انتخابه، كان الحديث عن القضية اليمنية

وإيقاف الحرب، ولكن رغم ذلك كله، كان هناك فعلًا ضجر من القضية اليمنية، نسميه بهذا المعنى، كانت هناك رؤية دولية أنه لا بد من مقاربات سياسية للخروج من هذا المأزق، ولكن

الهجمات الإرهابية الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر أعادت الوضع اليمني إلى المشهد الرئيس، لأن هذه الهجمات في الحقيقة لم تخدم غزة، ولم تخدم الفلسطينيين، ولا أضرت بإسرائيل

على الإطلاق، هي أضرت بالمنطقة العربية بدرجة رئيسة، وبالعالم، تدركون أن هذا الممر من أهم الممرات الدولية للعبور التجاري بين الشرق والغرب، وبالتالي عادت القضية اليمنية إلى الواجهة.

تساءل حتى المواطن العادي في أوروبا وفي أمريكا مَن هم الذين يهاجمون هذه الملاحة الدولية؟ وما أهدافهم؟ ومن الذي يدفعهم إلى هذا؟ وهل لهم علاقة فعلًا بغزة؟ أم هم يخدمون الأجندة الإيرانية لتحقيق أهداف إيران؟

نحن دفعنا ثمنًا للأسف في اليمن لهذا الموضوع، عسكرة البحر الأحمر، وارتفاع معيشة اليمنيين، وغلاء المعيشة، بسبب رفع التأمينات إلى خمسة أضعاف، ورفع الشحن الدولي إلى ستة أو إلى ثمانية أضعاف، وهذا ضاعف من معاناة اليمنيين، وبالتالي عادت القضية اليمنية إلى الواجهة بسبب هذا الوضع.

عمرو عبد الحميد

عادت القضية اليمنية إلى الواجهة كما تفضلتم، ما المأمول من المجتمع الدولي في الوقت الراهن بعد أن عاد الزخم إلى القضية؟

رشاد العليمي

في الواقع، نحن في ظل الصراع الدولي القائم، نحن ركزنا في علاقتنا الدولية على مسألة ألا ندخل طرفًا في أي صراعات دولية، نحن لدينا قضية، لدينا مشكلة، لدينا اختطاف للدولة ومواردها من قبل الميليشيات بدعم النظام الإيراني، وبالتالي همنا الكبير اليوم هو استعادة الدولة.

نحن نريد مساعدة المجتمع الدولي في استعادة الدولة، وفعلا نحن حاولنا أن نحافظ على وحدة المجتمع الدولي في مواجهة الميليشيات الإرهابية، والمشروع الإيراني، وصدر القرار 2722 من مجلس الأمن، وكان بالإجماع، والذي كان لصالح الحكومة الشرعية اليمنية، وأكد على القرار 2216، ونعتبره خارطة طريق لحل القضية اليمنية، وأكد على دعم خفر السواحل اليمنية لكي يقوم بحماية السواحل اليمنية والملاحة في البحر الأحمر، وأكد على كثير من القضايا، وبالتالي نحن حريصون على تعزيز علاقتنا مع كل الأطراف، وفي المقدمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

علاقتنا جيدة مع روسيا، رئيس الوزراء كان في زيارة إلى موسكو والتقى مع القيادات الروسية، ولدينا علاقات حميمة وطيبة مع روسيا.. تدرك أن روسيا كانت موجودة معنا طوال الفترات الماضية على مستوى اليمن، كانت موجودة في صنعاء، وموجودة في عدن حتى قبل أن تتوحد الجمهوريتان في 1990 إلى جمهورية واحدة، وبالتالي نحن حريصون على تعزيز هذه العلاقات مع روسيا، ومع الصين، وعلاقتنا جيدة مع الولايات المتحدة، ومع فرنسا، ومع بريطانيا.. يهمنا بشكل كبير جدًا استمرار دعم المجتمع الدولي ووحدته في مواجهة القضية اليمنية، وألا تخضع للصراعات والتحالفات الدولية.

عمرو عبد الحميد

حضرتك أشرت إلى عسكرة البحر الأحمر، وهي مسألة خطيرة جدًا؛ لأن الجميع يعلم ما هي تداعياتها، لكن هل انعكست هذه الهجمات بشكل مباشر على قضيتكم الأساسية؟

رشاد العليمي

الانعكاس الرئيس على قضيتنا الأساسية أولًا كان انعكاسًا اقتصاديًا ومعيشيًا بالنسبة لليمنيين، هذا رقم واحد، الثاني هو أنَّ تواجد هذه الأساطيل العسكرية من كل الدول في البحر الأحمر ليس في صالح اليمن، وليس في صالح المنطقة، حماية البحر الأحمر وشواطئ البحر الأحمر هي مسؤولية الدول المطلة على البحر الأحمر، نحن نعرف أن الملاحة الدولية والمياه الدولية هي أيضًا مسؤولية دولية، ولكن بالتنسيق مع دول المنطقة، ينبغي أن يكون بالتنسيق مع دول المنطقة.

والدليل على ذلك، عندما بدأت القرصنة في الصومال، وتشكل التحالف الدولي لمكافحة هذه القرصنة، وحتى تم القضاء عليها تدريجيًا، ولكن القضاء عليها نهائيًا، متى تم؟ عندما استعادت الدولة الصومالية عافيتها، وبالتالي استطاعت أن تسيطر على البر، وتمنع هذه القرصنة، وبالتالي نحن نؤكد للمجتمع الدولي والدول التي تحالفت الآن ومتواجدة في البحر الأحمر أن الحل الوحيد لإيقاف التهديدات وتأمين البحر الأحمر هو بدعم الحكومة الشرعية اليمنية وقدراتها، لكي تستعيد المناطق تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، التي تهاجم اليوم الملاحة الدولية، وهذا هو الضمان الوحيد لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

عمرو عبد الحميد

هل هذا هو سبب عدم مشاركة اليمن في تحالف حماية الازدهار؟

رشاد العليمي

صحيح، نحن لم نشارك رغم أنه طلب منا ذلك، ولكننا لم نشارك لأننا ندرك أن الحل لإيقاف هذه التهديدات وحماية الملاحة الدولية لا بد أن تكون أيضًا مسؤولية وطنية، مسؤولية وطنية تتحمل مسؤوليتها الحكومة الشرعية، لأنها هي المسؤولة عن حماية السيادة اليمنية، الشيء الثاني أنه لا بد أن يكون هناك دعم لقدرات الحكومة اليمنية لكي تقوم- كما قلت- بحماية الشواطئ اليمنية، والسيطرة على المناطق التي تنطلق منها هذه الصواريخ والمسيرات من قبل الميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرتها، هذا هو الضمان الوحيد لأن الخطر لا يأتي من البحر، الخطر يأتي من البر، وبالتالي الضمان الوحيد هو السيطرة على البر لكي نوقف انطلاق هذه الصواريخ، وهذه الطائرات المسيرة.

عمرو عبد الحميد

هذه نقطة محورية، ونقطة واضحة، لكن ألا يتفهم المجتمع الدولي هذه النقطة؟

رشاد العليمي

في الواقع، المجتمع الدولي، كما أكرر دائمًا، أن الدول ليست جمعيات خيرية، وإنما لها مصالحها الإستراتيجية، والمصالح الإستراتيجية أيضًا ليست موجودة فقط في المنطقة، ولكن موجودة في أماكن أخرى، مثلًا إيران على سبيل المثال، لها مصالح إستراتيجية وهي توظف هذه الميليشيات

في اليمن، وفي العراق، وفي سوريا، وفي لبنان لخدمة مصالحها على حساب مصالح هذه الشعوب، اليوم لبنان.. الدولار يعادل مئة ألف ليرة لبنانية، إذن أين مصلحة اللبنانيين في عدم الاستقرار في لبنان، لبنان كان درة الشرق، سويسرا الشرق، كيف تحول خلال 30 سنة من سيطرة حزب الله على لبنان إلى مقبرة، إلى مزبلة، حتى القمامة لا تنظف من الشوارع، والاغتيالات للمعارضين من الحريري إلى ما لا نهاية، وبالتالي أنا أعتقد أن هذه هي المصالح التي تحكم الشعوب.

عمرو عبد الحميد

لكن مصالح الدول الغربية تهددت، مصالح تجارتها الدولية في البحر الأحمر، ألا تدرك ذلك؟

رشاد العليمي

صحيح، اليوم الحوثي أعلن الحرب على العالم، وهي إيران التي أعلنت حربها على العالم، وليس الحوثيين، وهناك خبراء إيرانيون وخبراء من حزب الله موجودون يديرون هذه العمليات، هناك غرفة عمليات مشتركة في الحرس الثوري الإيراني هي التي تدير كل العمليات في المنطقة، من الحشد الشعبي في العراق إلى سوريا، إلى حزب الله في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، هي غرفة عمليات واحدة، متناغمة وتعمل على تنفيذ أجندة إيران.

إيران تتفاوض مع الغرب سرًا، وتحاول من خلال هذا تحقيق مصالح خاصة إستراتيجية لها، من رفع العقوبات، والسماح لها بالحصول على السلاح النووي، واعتراف بدورها الإقليمي في المنطقة والسيطرة، للأسف هذه الميليشيات لا أدري إذا كانت تدرك أن إيران اليوم تساوم الغرب على قضاياها الإستراتيجية ومصالحها الإستراتيجية على حساب هذه الشعوب.

عمرو عبد الحميد

هل هذا يعطل أو يجعل إرادة الغرب في مساعدة الشرعية اليمنية إرادة غير مكتملة، أو دعنا نقُل رغبة غير قوية في مساعدتكم للتصدي للحوثيين؟

رشاد العليمي

نحن نأمل من المجتمع الدولي كله أن يدعم الحكومة الشرعية، وهذا هو الخيار، أنا أعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد للمجتمع الدولي، وبغض النظر عن العلاقات الإستراتيجية والصراعات الدولية، ولكن الحكومة الوطنية أو الحكومة الشرعية اليوم ليست مع أحد، نحن لسنا طرفًا في الصراعات الدولية القائمة، نحن علاقاتنا مع الدول كلها متوازنة، نريد أن نستعيد الدولة اليمنية لكي نحقق مصالحنا، وفي نفس الوقت نحافظ على مصالح هذه الدول في المنطقة، سواء الدول الشقيقة في المنطقة، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر، هذه لها مصالح إستراتيجية في المنطقة، وأيضًا نحافظ على مصالح المجتمع الدولي كله، ونحن دائمًا متوازنون في علاقاتنا الدولية عبر التاريخ، وبالتالي أنا أعتقد أن المجتمع الدولي ليس لديه خيار إلا أن يدعم الحكومة الشرعية لكي تستعيد الدولة، وبالتالي تحقق المصالح الوطنية كدولة وطنية، وتحتفظ أيضًا بمصالح الدول، سواء الدول الشقيقة، أو الدول الصديقة في المنطقة.

المجتمعات الغربية أو المجتمع الدولي يقيس أحيانًا مواقفه على مصالحه في المنطقة، وفي مناطق أخرى، ولكن أنا أعتقد أني متفائل، نحن نحافظ على وحدة المجتمع الدولي، هذا مهم بالنسبة لنا، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ثانيًا القرار الأخير الذي صدر من مجلس الأمن بالإجماع، كان رائعًا، وطالب بدعم الحكومة اليمنية في مجال خفر السواحل، وهذه أنا أعتقد أنها خطوة للانتقال إلى مرحلة دعم الجيش اليمني إن شاء الله.

عمرو عبد الحميد

أعود إلى مسألة أمن الملاحة في البحر الأحمر، وهي المسألة التي تقلق كثيرين في العالم في المجتمع الدولي كما يسمى، الحوثي يقول إنه يفعل ذلك دعمًا للفلسطينيين في غزة، يربط بين الأمرين، كيف تنظرون إلى هذا الربط؟

رشاد العليمي

هذا الأمر هو يخاطب فيه العامة للأسف، والعامة لا يدركون الأبعاد السياسية لمسألة العلاقة بين الهجمات التي يقوم بها الحوثيون أو الميليشيات الإيرانية خدمة لأهداف إيران في المنطقة، والكل يدرك- أو ربما الناس لا يعرفون في المنطقة العربية- أن الحوثي كان يهاجم البحر الأحمر

قبل غزة، اختطف سفنًا، وزرع ألغامًا بحرية في البحر الأحمر، اختطف السفينة العائمة صافر التي كان فيها أكثر من مليون برميل نفط، وهدد بتفجيرها لكي يلوث البحر الأحمر، عمل أشياء كثيرة جدًا قبل هذا، ولكن اختار التوقيت، إيران اختارت التوقيت، لكي تربط بين أوضاع غزة وبين الهجمات على البحر الأحمر، ولكن هي تريد أن تثبت للغرب أن البحر الأحمر أصبح بحيرة إيرانية، وهذا الكلام أعلن من قبل الإيرانيين، أن البحر الأحمر أصبح بحيرة إيرانية، الحرس الثوري الإيراني أعلن أن 7 أكتوبر هي رد على مقتل قاسم سليماني، وهذا الكلام أعلن من قبل القيادات الإيرانية، يجب أن تصل هذه الصورة إلى كل إخوتنا العرب في كل مكان.

إذا كانت الميليشيات الإيرانية حريصة على رفع الحصار عن غزة، طيب ارفعوا الحصار عن اليمنيين في الداخل، ضربوا منشآت النفط، وأوقفوا تصدير النفط، وقطعوا الطرقات بين المدن، محاصرون تعز لأكثر من ثماني سنوات الآن، ويرفضون فك الحصار عنها، وبها أكثر من أربعة ملايين، محاصرون لهم من كل الاتجاهات، ويمنعون حتى دخول المواد الغذائية إليها، وليس لهم إلا منفذ واحد، الذي يأتي إلى عدن إلى المناطق الشرعية، فإذا كانوا صادقين برفع الحصار عن البعيد فليبدؤوا هم برفع الحصار عن القريب، عن إخوانهم.. والذي لا يكون لأهله لن يكون للبعيد.

عمرو عبد الحميد

فخامة الرئيس، هل خلافكم مع الحوثيين خلاف سياسي؟

رشاد العليمي

على الإطلاق، خلافنا مع الحوثي ليس خلافًا سياسيًا، والدليل أننا اتفقنا معه اتفاقات سياسية متعددة، من اتفاقيات الحروب الست التي تمت بوساطة قطرية في 2007، إلى مشاركتهم في مؤتمر الحوار، إلى اتفاق السلم والشراكة، إلى اللقاءات في جينيف، وفي بيرن، وفي الكويت، إلى اتفاقيات استوكهولم، إلى اتفاقيات الهدنة، كل هذه الاتفاقيات لم يلتزم الحوثي بأي بند من بنودها على الإطلاق، كان يأخذ ما يحقق مصالحه، ولا ينفذ ما يخص اليمنيين الآخرين، فهو لا يريد شراكة، هو يعتقد أنه اصطفاه الله لحكم البشر، وبالتالي لا يريد أن يشاركه أحد لأنه مصطفى من الله- كما يقول- لحكم اليمنيين، وليس فقط لحكم اليمنيين، فهم يقولون في ملازمهم إنهم اصطفاهم الله لحكم البشر، لحكم البشر، وبالتالي فإن الحكام العرب هؤلاء أو المسلمين هم مغتصبون لهذه السلطات في مناطقهم، ويجب أن تتحرر هذه المناطق لكي يحكمها من يعتقدون أنهم منتسبون لآل البيت.

عمرو عبد الحميد

لكن هذا الواقع الحالي الآن، والحوثيون موجودون في صنعاء، يحكمون صنعاء، يعني كما تفضلت ربما في لقاء سابق قلت إنهم ربما يسيطرون على 20 % فقط من الأراضي اليمنية، أليس كذلك؟

رشاد العليمي

صحيح، هم يسيطرون على 20 % من الأراضي اليمنية، وبقية المناطق نحن نسيطر عليها تقريبًا إجمالًا، ولكن عندهم كثافة سكانية في المناطق تحت سيطرتهم، وبالتالي يقومون بحشد الناس بالقوة، الآن يجندونهم لصالح الأقصى، كما يقولون، يجندون الناس لصالح الأقصى، ويأخذون هؤلاء ويدفعون بهم إلى الجبهات لمواجهة الحكومة الشرعية، أمس لدينا اثنا عشر شهيدًا وأحد عشر جريحًا في كرج، إذن أين القدس؟ هل القدس في كرج؟ في محافظة لحج؟ هل القدس في شبوة؟ هل القدس في تعز؟ هل القدس في المخا؟ في الحديدة؟ في صعدة؟ في مأرب؟

هجمات متكررة يوميًا، ولدينا شهداء، ولدينا جرحى بشكل يومي من قبل الميليشيات وهجماتها اليومية.

عمرو عبد الحميد

تحت أي ظرف، أو تحت أي ظروف، يمكن أن يفعل المجتمع الدولي دوره لإنهاء الأزمة اليمنية؟

رشاد العليمي

أنا أعتقد أن المجتمع الدولي أولًا معترف بالشرعية تمامًا أنها الممثل الوحيد لليمنيين، وهذا شيء رائع، الشيء الثاني أن اليمنيين مستفيدون من هذا الاعتراف، لأن اليوم.. اليمني لديه جواز سفر، اليوم اليمني لديه عاصمة مؤقتة، اليوم اليمني لديه سفارات في الخارج، اليوم اليمني يشعر أن هناك دولة ولها علاقات خارجية ودولية، اليوم هناك دولة تحمي مصالح اليمنيين، هذا في حد ذاته بدعم من المجتمع الدولي، وفي المقدمة تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبالتالي نحن نريد أن ينتقل المجتمع الدولي إلى خطوة متقدمة، وهي فرض تمثيل قرار مجلس الأمن 2216، نحن لا نطلب من المجتمع الدولي إلا تنفيذ هذا القرار.

عمرو عبد الحميد

كيف تنظرون إلى الصراع المشتعل بين روسيا والغرب منذ أكثر من عامين في أوكرانيا؟ هل تعتقدون أن هذا الصراع ربما أعاد أجواء الحرب الباردة إلى العالم؛ ومن ثم هناك تداعيات على دول مثل اليمن، وغير اليمن؟

رشاد العليمي

منذ اليوم الأول، وقفنا موقفًا متوازنًا داخل الحكومة الشرعية، نحن نعتقد أن أوكرانيا دولة، عضو في الأمم المتحدة، وبالتالي كان لا بد أن تحل هذه المسألة سلميًا، بين الحكومة الروسية وبين أوكرانيا، وانعكست سلبًا فعلًا على كل الأوضاع في المنطقة، الاستقطاب السياسي في المنطقة أو على مستوى العالم، الصراعات التي بدأت تنشأ في إفريقيا، والاستقطاب السياسي والتحالفات والانقلابات، أثرت أيضًا على المنطقة العربية فيما يتعلق بالغذاء، فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، أيضًا أثرت على العلاقة بين الدول العربية وبين المجتمع الدولي في مرحلة الاستقطاب، هل أنت مع روسيا؟ هل أنت مع أمريكا في هذا الجانب؟ هل أنت مع الاتحاد الأوروبي؟

نحن كان موقفنا مع الإجماع العربي، نحن مع حل سلمي أولًا في أوكرانيا، والحل السلمي ينبغي أن يقوم على أساس حفظ مصالح كل الأطراف، مصالح روسيا ومصالح الاتحاد الأوروبي، ومصالح أوكرانيا بالدرجة الأولى، وبالتالي وقفنا هذا الموقف مع الدول العربية التي حاولت- سواء المملكة العربية السعودية، أو مصر، أو الإمارات- حاولت كلها أن تتدخل لوضع حلول سلمية لهذه المسألة.

عمرو عبد الحميد

لطالما ارتبط اليمن بعلاقات وثيقة مع روسيا الاتحادية، سنوات طويلة في تاريخ هذه العلاقة، ما مستوى العلاقات في الوقت الحالي، وما طموحكم أنتم في القيادة لهذه العلاقات؟

رشاد العليمي

أولًا أنا أريد أن أؤكد على قوة العلاقة الروسية منذ الستينيات، الاتحاد السوفيتي وقف معنا موقفًا مبدئيًا وثابتًا، مع الجمهورية، وكان هناك مساعدات وجسر جوي- أثناء حصار السبعين يومًا- من الاتحاد السوفيتي، بالذخائر والأسلحة، هذا الموقف تاريخي. من المواقف الأخرى، الصين مثلًا أنشأت مصنع الغزل والنسيج في صنعاء، الاتحاد السوفيتي بنى مستشفى الثورة في صنعاء، أول مستشفى أقيم بعد قيام الجمهورية كان مستشفى روسيًا، وما زال لليوم يسمى المستشفى الروسي، كان له أول سفارة تبنى في صنعاء بعد قيام الجمهورية، وكان السفير الروسي هو السفير الوحيد الذي صمد أثناء حصار السبعين يومًا، كانت صنعاء محاصرة، وكان سفير الاتحاد السوفيتي موجودًا، لم يغادر.

البعثات الطبية كانت في الستينيات والسبعينيات إلى الثمانينيات موجودة في كل أنحاء المحافظات، في الشمال والجنوب، والاتحاد السوفيتي كان له دور هنا في عدن، له مشاريع ضخمة، وبالتالي فإن علاقتنا بروسيا علاقة تاريخية، ومتينة، وإلى اليوم مستمرون فيها.

رئيس الوزراء اليمني كان عنده دعوة لزيارة روسيا، حينما كان وزيرًا للخارجية، ثم عُين رئيسًا للوزراء، فقررنا أن روسيا تستحق أن يذهب إليها رئيس الوزراء، وذهب رئيس الوزراء وقابل القيادات الروسية هناك، واتفقنا على لقاءات، وتفعيل اللجنة اليمنية الروسية المشتركة، واتفقنا على زيارة لوزراء من الحكومة الشرعية إلى روسيا، والعمل على إحياء العلاقات الاقتصادية التي كانت بين الاتحاد السوفيتي وبين اليمن، هناك مشاريع كثيرة هنا، بعضها توقف، وبعضها تآكل، وبالتالي طلبنا منهم المجيء وإعادة إحيائها.

علاقتنا بروسيا علاقة متينة، ونعتقد أن ما قدم لنا من روسيا لا ينسى، كما نتكلم عن الدور المصري، وهو دور شقيق، ولكن أيضًا نتكلم عن الدور الروسي وما قدموه، كما نتكلم اليوم عن دور تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، وعاصفة الحزم التي حافظت على الحكومة وعلى الدولة قائمة حتى اليوم، وحررنا بالتعاون مع الإخوة في السعودية والإمارات 80 % من الأراضي اليمنية.


شارك الموضوع