ملخص لما ورد في ندوة افتراضية على تطبيق زووم (Zoom)، حاور فيها رئيس تحرير مركز الدراسات العربية الأوراسية، الخبير في الشؤون الروسية د. سعد خلف، عن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الروسية موسكو، ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ناقش د. سعد خلف الوضع التاريخي والحالي للعلاقات الروسية القطرية، مع التركيز على زيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى موسكو، واجتماعه بالرئيس بوتين، وأبرز أوجه التعاون والتنسيق القوي بين البلدين، لا سيما في سوق الغاز، وتراجع العلاقات بسبب الأزمة السورية. كما تطرقت المحادثة إلى النهج البراغماتي لدولة قطر في التعامل مع الوضع، والحفاظ على علاقتها القوية بالغرب، وعدم خرق اتفاقها غير المكتوب مع موسكو بشأن أسواق الغاز. وصف د. سعد خلف الزيارة بأنها زيارة إستراتيجية، تمثل انتقالًا من التنافس إلى البراغماتية في علاقتهما.
ركز النقاش على العلاقة المعقدة بين روسيا وقطر وسوريا بعد سقوط نظام الأسد. كما سُلط الضوء على دعم قطر للثورة السورية ودعمها الحالي للإدارة السورية الجديدة. بحث النقاش مصالح روسيا في سوريا، بما في ذلك الجوانب الجيوسياسية والعسكرية والاقتصادية، وكيف يمكن لقطر أن تؤدي دور الوسيط بين روسيا والحكومة السورية الجديدة، وإمكانية التعاون بين روسيا وقطر في إعادة إعمار سوريا، وكذلك أهمية الحفاظ على الوجود الروسي في سوريا بشروط جديدة. كما تطرق الحديث إلى العلاقات التاريخية لسوريا مع روسيا، وتحديات الانتقال بعيدًا عن الأنظمة والنفوذ الروسيين. ناقش د. سعد خلف الدوافع وراء مشاركة قطر في سوريا، وعلاقتها مع روسيا، آخذين في الحسبان النهج البراغماتي للسياسة الخارجية والمصالح المشتركة.
ناقش د. سعد خلف نظرية رفض بشار الأسد مشروع خط أنابيب الغاز القطري، الذي لم يكن بسبب معارضة روسيا؛ بل رفض إيران له؛ لأنها كانت تُعد لمشروع بديل. وأوضح د. سعد خلف أن الرفض كان قرار الأسد وليس روسيا، وأن المشروع مجدٍ اقتصاديًّا، لكنه يواجه صعوبات جيولوجية. كما ذكر التنافس بين روسيا والولايات المتحدة على الغاز، وكيف يمكن لمشروع خط الأنابيب أن يقلل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. وانتهى الحديث بذكر موجز للأسباب الجيوسياسية وراء دخول روسيا إلى سوريا.
ناقش د. سعد خلف العلاقة الجيوسياسية والاقتصادية بين روسيا وقطر، وأشار إلى أن إستراتيجية الأمن القومي لروسيا تحولت من الاعتماد على موارد الطاقة إلى تنويع اقتصادها، بما في ذلك زيادة الإنتاج الزراعي وصادرات الأسلحة. كما ذكر أن لدى قطر استثمارات كبيرة في روسيا، لا سيما في قطاع النفط، وأن هذه الاستثمارات لم تتأثر بتباين المواقف في سوريا، وإنشاء منصة استثمارية بقيمة ملياري دولار بين البلدين.
اختتمت الندوة بالحديث عن تطور العلاقات بين روسيا ودول الخليج العربية، لا سيما في ضوء الأزمة الأوكرانية، وكيف تحولت روسيا من نهج أيديولوجي إلى نهج براغماتي، وبحثها عن شركاء جدد في الجنوب العالمي، بما في ذلك منطقة الخليج، مقابل ترحيب دول الخليج بالانفتاح على روسيا، وعدم تدخلها في شؤونها. كما سلط النقاش الضوء على إمكانات التعاون الاقتصادي ودور دول الخليج في التوسط في القضايا الدولية، مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا. يُنظر إلى دول الخليج، ومنها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، على أنهم شركاء مهمون لروسيا، وهناك إمكانية لإجراء مفاوضات رئيسة بين روسيا والولايات المتحدة في دولة خليجية.