تاريخمقالات المركز

كيف كشفت مغامرة ستالين الشتوية ضعف الجيش الأحمر وكلفت مئات الآلاف من الأرواح؟


  • 28 نوفمبر 2025

شارك الموضوع
i مصدر الصورة: warontherocks

دروس حرب الشتاء

مع بزوغ فجر30  نوفمبر (تشرين الثاني) 1939، بدأ الفصل الأول من مأساة تاريخية منسية. اجتازت وحدات الجيش الأحمر السوفيتي حدود فنلندا وسط عواصف الثلوج الكثيفة، متوهمة أنها في نزهة عسكرية سريعة. كان الجنود السوفيت الشباب يتقدمون بجرأة، يملؤهم اليقين بأنهم سيحسمون المعركة خلال أيام قليلة ويعودون منتصرين قبل حلول العام الجديد. في المقابل، كان خصمهم الفنلندي الخفي يترصد لهم بين غابات الصنوبر المكسوّة بالبياض، يتحرك بسرعة على الزلاجات، ويطلق النار بدقة قاتلة من مسافات غير منظورة. وعلى الرغم من الفارق الكبير في العدد والعتاد، وجد الغزاة أنفسهم في مواجهة عدو عنيد تحول الجليد والظلام إلى حليف له.

بهذه المشاهد الدرامية انطلقت ما عُرف لاحقًا بحرب الشتاء بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا. ما كان يُفترض أن يكون استعراضًا سريعًا للقوة تحول إلى طاحونة موتٍ استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، كلفت الطرفين -خاصة الجانب السوفيتي- أثمانًا بشرية فادحة. يبرز هنا السؤال المفصلي: كيف تحولت الحرب التي خطط لها ستالين لتكون خاطفة ومنتصرة إلى واحدة من أكثر الصفحات دمويةً ومهانةً في تاريخ الاتحاد السوفيتي قبيل الحرب العالمية الثانية؟ ولماذا بقيت تلك الحرب “غير مشهورة” في الذاكرة التاريخية، يُتجنب الحديث عنها وكأنها لم تقع؟

أسباب الحرب.. أمن الحدود أم طموحات إمبراطورية؟

روّجت موسكو آنذاك لرواية مفادها أن الغزو جاء بدافع تأمين حدود لينينغراد، المدينة السوفيتية الحيوية القريبة جدًا من فنلندا. طالب الاتحاد السوفيتي بنقل الحدود بعيدًا عن لينينغراد لمسافة آمنة، معتقدًا أن هذا الإجراء ضروري لحماية المدينة من أي هجوم محتمل في ظل التوترات المتصاعدة قبيل الحرب العالمية الثانية. ومن بين المطالب السوفيتية أيضًا كانت استئجار شبه جزيرة هانكو الإستراتيجية على ساحل فنلندا الجنوبي لإقامة قاعدة بحرية هناك. هذه الخطوة اعتبرتها فنلندا تهديدًا مباشرًا لسيادتها، إذ إن السيطرة على هانكو تعني عمليًا تحكمًا سوفيتيًا بمداخل خليج فنلندا وطرق الملاحة الحيوية للبلاد.

لم تكن فنلندا عام 1939 تشكل خطرًا حقيقيًا على الاتحاد السوفيتي؛ فقد أعلنت حيادها عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، ولم تبدِ أي نية عدوانية تجاه جارتها العملاقة، لكن القيادة السوفيتية برئاسة ستالين نظرت بعين الريبة إلى فنلندا الصغيرة، متأثرةً أيضًا بحسابات الميثاق السوفيتي- الألماني “مولوتوف-ريبنتروب”، الذي وُقّع في أغسطس (آب) 1939. في البروتوكولات السرية لذلك الميثاق، قُسمت شرق أوروبا إلى مناطق نفوذ، ووقعت فنلندا ضمن المجال السوفيتي. ومع تقاسم موسكو وبرلين لجيران آخرين (بولندا ودول البلطيق) دون مقاومة تُذكر، شعرت القيادة السوفيتية بأنها تملك ضوءًا أخضر للمطالبة بنصيبها من فنلندا.

فيما يتعلق بالفنلنديين، لم يكن الرفض “عنادًا” كما صورته دعاية موسكو؛ بل كان موقفًا مبدئيًا للدفاع عن سيادة وطنهم وحدوده. رأى صُنّاع القرار في هلسنكي أن التنازل عن أراضٍ، أو تأجير مواقع إستراتيجية لقوة أجنبية توسعية هو انتحار جيوسياسي. كانت مطالب موسكو تعني فعليًا خنق فنلندا وحرمانها من عمقها الدفاعي؛ ولذا رفضت الحكومة الفنلندية التنازل رغم الضغوط، محاولةً تفادي الحرب عبر المفاوضات، ولكن دون جدوى.

حادثة ماينيلا.. استفزاز وذريعة للحرب

في 26  نوفمبر (تشرين الثاني) 1939، وقع حدث مفاجئ وفاصل استغلته موسكو ذريعة لبدء الحرب؛ فقد أعلنت السلطات السوفيتية أن مدفعية مجهولة قصفت قرية حدودية سوفيتية صغيرة تُدعى ماينيلا، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود السوفيت. سارعت موسكو إلى اتهام فنلندا بالمسؤولية، وطالبتها باعتذار رسمي، وسحب قواتها من منطقة الحدود بعمق من 20 إلى 25 كيلومترًا. شكّلت هذه المطالب إنذارًا مهينًا لحكومة فنلندا، التي نفت -نفيًا قاطعًا- أي ضلوع لها في القصف، واقترحت فتح تحقيق مشترك مستقل لكشف الحقيقة. غير أن الاتحاد السوفيتي رفض جميع التوضيحات، مصمّمًا على استخدام الحادثة ذريعة للحرب.

كشفت الوثائق والشهادات التاريخية لاحقًا أن “حادثة ماينيلا” كانت استفزازًا متعمدًا دبّره الجانب السوفيتي نفسه. تشير أدلة إلى أن جهاز الأمن السوفيتي (NKVD) خطط ونفذ إطلاق القذائف على ماينيلا، بل سحب قبله حرس الحدود السوفيتيين من المنطقة ضمانًا لعدم إصابتهم بنيران صديقة. الهدف كان واضحًا: إيجاد مبرر أمام الشعب السوفيتي والعالم لغزو فنلندا تحت ستار الرد على اعتداء فنلندي مزعوم. هكذا، وبكل سخرية، أعلنت موسكو أنها “ترد العدوان” في الوقت الذي كانت فيه جحافلها تحتشد فعليًا على تخوم فنلندا استعدادًا للانقضاض عليها. وفي صباح 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أربعة أيام فقط من حادثة ماينيلا، بدأت المدافع تدوي، والقنابل تتساقط على المدن الفنلندية؛ إيذانًا ببدء الحرب.

حرب الشتاء الصعبة

دخل الجيش الأحمر حرب الشتاء وهو واثق من نصر سهل “بدم قليل”، وفق تعبير شائع آنذاك بين القيادات السوفيتية. غير أن الواقع على الأرض حطّم هذه الأوهام بوحشية؛ فمنذ الهجوم الأول على خط مانرهايم الدفاعي -وهو سلسلة التحصينات الفنلندية القوية على البرزخ الكاريلي- مُنيت القوات السوفيتية بنكسة مذهلة. اندفعت الدبابات والمشاة السوفيت في هجمات أمامية اعتقد مخططوها أنها ستخترق الدفاعات كالسهم، لكنهم اصطدموا بتحصينات منيعة وبجنود فنلنديين يقاتلون ببسالة من أجل وطنهم. فشلت الموجة تلو الأخرى من الهجمات في تحقيق اختراق حاسم، وتكدست جثث المهاجمين على حقول الألغام وأمام الخنادق المموهة. أدرك الجنود السوفيت في الخنادق المتجمدة أن عدوهم الصغير حجمًا ليس ضعيفًا كما قيل لهم؛ فالدفاع الفنلندي كان منظمًا وشرسًا، والخرائط الاستخباراتية السوفيتية كانت قاصرة عن كشف عمق التحصينات الحقيقية.

في غابات الشمال وبلداته النائية، واجهت فرق كاملة من الجيش الأحمر مصيرًا كارثيًا بفعل تكتيكات العدو المرنة والظروف المناخية القاسية. في معركة سوموسالمي الشهيرة، وعلى طريق راتيه المجاور، تمكنت وحدات فنلندية خفيفة الحركة من محاصرة فرقتين سوفييتين وتدميرهما بكاملهما تقريبًا. لقد وقع الآلاف من الجنود السوفيت في شرك يعرف باسم “الموْتّي” (وهو تكتيك فنلندي لتقسيم قوات العدو إلى جيوب معزولة، ثم القضاء عليها الواحدة تلو الأخرى). كان المشاة السوفيت المنهكون يرتجفون من البرد ويجاهدون للهرب عبر الغابات المظلمة، لكنهم وقعوا فرائس سهلة لنيران الفنلنديين الذين كان عددهم أقل بكثير، لكن حافزهم المعنوي أعلى، ومعرفتهم بالأرض أفضل. تكبدت فرقة المشاة السوفيتية الـ163، والفرقة الـ44، خسائر فادحة في تلك المنطقة؛ إذ دُمرت الأرتال بكاملها، وغنمت القوات الفنلندية مئات الدبابات والشاحنات، وترك الجنود وراءهم معداتهم وجرحاهم في مشهد مأساوي.

الهزيمة الصعبة

لم تكن تلك الهزائم نتيجة تقصير من الجندي الفرد بقدر ما كانت فشلًا لمنظومة القيادة والإعداد في الجيش الأحمر، فقد دخلت القوات السوفيتية الحرب وهي مثقلة بأخطاء إستراتيجية ولوجستية قاتلة: نقص التدريب، وضعف الكفاءة القيادية نتيجة حملة التطهير الستالينية قبل سنوات قليلة التي أزاحت خيرة الضباط، وانعدام الاستطلاع الجيد عن تحصينات العدو وظروف أرضه، وثقة عمياء بقوة ضخمة غير مجرّبة أمام عدو صغير لكنه محترف. إلى جانب ذلك، عانت الإمدادات فوضى وسوء تخطيط، فلم تكن هناك ملابس بيضاء للتمويه في الثلج القارس، ووجد الجنود أنفسهم يرتدون ستراتهم الخضراء الداكنة التي جعلتهم أهدافًا واضحة. تعرضت المعدات لعطب غير متوقع؛ إذ تجمدت زيوت تشحيم البنادق والمدافع بسبب درجة الحرارة التي انخفضت إلى40  درجة تحت الصفر، فتوقفت الأسلحة عن العمل في أحرج اللحظات، وانقطعت خطوط التموين عن الوحدات المتوغلة في عمق الغابات، فواجه الجنود الجوع ونقص الذخيرة في مواجهة عدو يعرف كيف يضرب ويختفي. بإيجاز، وقع الجيش الأحمر ضحية غطرسته وضعف تحضيره لحرب شتوية حقيقية على أرض غريبة.

انتهت حرب الشتاء في مارس (آذار) 1940 بتوقيع معاهدة موسكو للسلام. حصل الاتحاد السوفيتي على ما أراده ظاهريًا؛ شريط حدودي واسع من الأراضي الفنلندية يبعد حدود فنلندا عن لينينغراد، بالإضافة إلى مناطق أخرى مهمة مثل مدينة فيبورغ الإستراتيجية، فضلًا عن تأجير شبه جزيرة هانكو. لكن هذه المكاسب الإقليمية جاءت بثمن كبير، أصبح مثالًا يضرب للنصر البيروسي؛ ذلك النصر الذي يكلف أكثر مما يستحق.

دفع الجيش الأحمر فاتورة دموية مروعة في تلك الأشهر الثلاثة. تشير الإحصاءات إلى أرقام صادمة في خسائر الأرواح: اعترف الاتحاد السوفيتي رسميًا بنحو126  ألف جندي بين قتيل ومفقود، لكن الدراسات الحديثة تقدّر العدد الحقيقي بنحو150  إلى 170 ألف ضحية، عدا مئات الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض البرد والصدمة. في المقابل، تكبدت فنلندا نحو25  ألف قتيل فقط، وقرابة 45 ألف جريح، وهي أرقام كبيرة مقارنة بدولة صغيرة، لكنها ضئيلة مقارنة بما نزفه العملاق السوفيتي. هذا الفارق الشاسع في الخسائر رسم صورة واضحة أن الثمن قد فاق بكثير ما جنته موسكو من الحرب.

على المستوى الإنساني، خلفت الحرب مآسي لا تحصى لعائلات سوفيتية فقدت أبناءها دون أن تفهم لماذا أُرسلوا إلى الموت في أدغال فنلندا المتجمدة. سادت حالة من التعتيم الإعلامي داخل الاتحاد السوفيتي؛ فلم تنشر الصحف سوى بيانات مقتضبة وزائفة عن انتصارات هنا أو هناك، في حين كانت رسائل الجنود من الجبهة تخضع للرقابة الشديدة. كثيرون لم يعلموا حقيقة ما جرى لأبنائهم إلا بعد سنوات، وغابت قصص بطولات الجنود العاديين وتضحياتهم عن السردية الرسمية؛ لذا سُميت هذه الحرب -عن حق- “الحرب المنسية”، أو غير المشهورة؛ لأنها لم تحظَ بتمجيد أو إضاءة في الذاكرة السوفيتية كما حظيت غيرها من الحروب، خصوصًا بعد أن طغت عليها أحداث الحرب العالمية الثانية الأعظم حجمًا.

سياسيًّا واستراتيجيًّا، يمكن القول إن الاتحاد السوفيتي ربح الأرض وخسر ما هو أكثر؛ فعلى الرغم من دفع الحدود بعيدًا عن لينينغراد، وتحصيل بعض المنافع التكتيكية، تسببت الحرب في إلحاق ضرر بالغ بسمعة موسكو الدولية؛ فقد رأت دول العالم في سلوك ستالين اعتداءً سافرًا على جار صغير ومسالم، وهو ما دفع عصبة الأمم إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة بطرد الاتحاد السوفيتي من المنظمة في ديسمبر (كانون الأول) 1939، ووصمه بالدولة المعتدية. وجدت الدعاية السوفيتية نفسها في ورطة تبرير ما لا يبرر، وانعزلت موسكو سياسيًّا في الشهور السابقة لاندلاع الحرب العالمية مع ألمانيا النازية.

أما فنلندا نفسها، ورغم مرارة التنازل عن أرضها، فخرجت من حرب الشتاء بكرامتها وصورتها الدولية معززة. الأهم أنها استخلصت درسًا مريرًا: جارتها السوفيتية لن تتورع عن محاولة ابتلاعها إذا سنحت لها الفرصة. وهكذا، وبسبب حرب الشتاء، اندفعت فنلندا -مضطرةً- إلى أحضان هتلر بحثًا عن حماية وموازنة للقوة السوفيتية. تلقف الألمان الفرصة، فتوثقت العلاقات سرًا خلال عام 1940، وسمح الفنلنديون للقوات الألمانية باستخدام أراضيهم استعدادًا للهجوم المرتقب على الاتحاد السوفيتي. وعندما شنت ألمانيا عملية بارباروسا ضد السوفيت في يونيو 1941، انضمت فنلندا إليها فيما سُمي “حرب الاستمرار” (1941- 1944)؛ سعيًا إلى استعادة ما خسرته، وإلى مزيد من الأراضي. وهكذا كان ستالين، بسياسته القصيرة النظر عام 1939، قد دفع عدوًا محتملًا في أحضان عدو أشد خطورة.

أما الأثر الأخطر والأكثر عالميةً لحرب الشتاء، فتمثل في الدرس الذي تلقاه أدولف هتلر وجنرالاته وهم يراقبون الأداء السوفيتي الضعيف. لقد استنتج قادة الرايخ الثالث من إخفاقات الجيش الأحمر أمام فنلندا أن هذا الجيش ضخمٌ في شعاراته، ضعيفٌ في حقيقة أمره. رسخ في يقين هتلر أن غزو الاتحاد السوفيتي سيكون حملة سهلة نسبيًّا، وأن النظام الشمولي هناك عبارة عن “هيكل متداعٍ” سينهار بضربة واحدة. وبالفعل، يقول المؤرخون إن قرار هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي في 1941 تأثر مباشرة بما رآه في فنلندا؛ حيث اعتقد أن بضعة أشهر في الصيف كفيلة بسحق الجيش الذي عجز عن دحر دولة أصغر منه بعشرات المرات في الشتاء. وهكذا أسهمت حرب الشتاء، دون قصد، في تمهيد الطريق لأكبر حرب غزو شهدها التاريخ المعاصر على الجبهة الشرقية، بما جلبته من ويلاتٍ لاحقة على الشعوب.

الاستنتاجات

تكشف حرب الشتاء بكل تفاصيلها المأساوية عن حقيقة مرة مفادها أن الحرب التي أُريد لها أن تكون استعراض قوةٍ خاطف، تحولت إلى مرآة أظهرت مواطن الضعف العميقة في جسد النظام السوفيتي الستاليني. لقد عرت الثلوج الفنلندية في شتاء 1939- 1940 جيشًا يقوم على الخوف والأوامر العمياء، وقيادة عليا صدقت دعايتها عن سهولة النصر، فاستصغرت خصمها الصغير. والنتيجة كانت كارثية: عشرات الآلاف من الجنود دفعوا أرواحهم ثمنًا لقرارات اتخذت في صمت بمكاتب الكرملين، قرارات حركتها حسابات سياسية وطموحات إمبراطورية لا تراعي الواقع، ولا تحسب عواقب الأمور.

إن حرب الشتاء التي بقيت طويلًا في الظل صفحة غير ممجدة، تحمل في طياتها درسًا تاريخيًّا بالغ القسوة لمن أراد أن يعتبر، درسًا يقول إن الغرور السياسي والطموح غير المستند إلى قدرة فعلية وإدارة رشيدة يقود صاحبه إلى الهاوية، ويدفع الشعوب الثمن أفدح. وما لم تُستوعب هذه الدروس جيدًا، فإن التاريخ قد يعيد نفسه بصورة أو بأخرى؛ لذا فإن إحياء ذكرى تلك الحرب “غير المشهورة”، والتأمل في وقائعها المؤلمة، هما أقل ما يمكن فعله تكريمًا لمن سقطوا فيها، وتحذيرًا للأجيال المقبلة حتى لا تتكرر المأساة بأسماء جديدة، وفي أراضٍ مختلفة.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير


شارك الموضوع