أدب

قراءة في كتاب “مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي” (3- 3)


  • 13 يونيو 2024

شارك الموضوع

في هذا المقال الثالث والأخير من عرض الكتاب المهم للدكتورة مكارم الغمري عن المؤثرات العربية والإسلامية في الأدب الروسي، نستعرض مبدعين روسيين آخرين، مثل ميخائيل ليرمانتاف،  وليف تلستوي.

ليرمانتاف على خطى بوشكين

يحتل ميخائيل ليرمانتاف (1814- 1841) المكانة التالية لأكبر شعراء روسيا بعد ألكسندر بوشكين، وتعد قصيدته التي تحمل عنوان “موت شاعر” علامة مهمة في تاريخ الأدب، وجاءت مرثيةً وعلامة استفهام عن مصرع الشاعر بوشكين. ويعد ليرمانتاف هو الوريث الشرعي لتراث بوشكين في نضاله الفني من أجل الحرية.

وقد كانت الحرية هي السبب نفسه الذي أودى بحياة ليرمانتاف في إحدى المبارزات، ولم يكن قد بلغ السابعة والعشرين من عمره، وكان في ذروة مجده، وشهرته، وعطائه. ومع أن فترة إنتاج ليرمانتاف لا تتجاوز الثلاثة عشر عامًا، فإنه- مثل بوشكين- أعطى للأدب إنتاجًا غنيًّا ومتنوعًا، حيث قدم القصيدة الغنائية، والقصة الشعرية الرومانتيكية، والمسرحية، والرواية.

ربما يكون الموضوع الإسلامي العربي قد شغل حجمًا أقل من إنتاج ليرمانتاف مقارنة بكتاباته عن الشرق المتاخم لروسيا. ويظهر تأثر ليرمانتاف بالقرآن في قصيدته “ثلاث نخلات”، التي يربط كثير من النقاد بينها وبين القصيدة التاسعة من أشعار بوشكين “قبسات من القرآن” من حيث التشابه في قالب القصيدتين ووزنيهما، وتأثر ليرمانتاف بمضمون قصيدة بوشكين. ونرى تشابهًا ما في الفكرة بين قصة النخلات الثلاث عند ليرمانتاف وقصة صاحب الجنة التي وردت في سورة الكهف.

كما يستلهم ليرمانتاف مضمون قصيدة “الرسول” من وحي السيرة النبوية، التي سبق أن تناولها بوشكين، وكتبها في فترة أحس فيها بنفسه شخصًا مضطهدًا بسبب أشعاره الوطنية.

ومن وحي القرآن يستلهم صورة إبليس في قصته الشعرية “إبليس”، كما يقتبس وصف الجنة من المناظر الطبيعية من وصف الجنة في القرآن في آيات سورة الرحمن، وفي جزء آخر من القصيدة يستلهم الآيات من سورة الشمس، والقسم الكريم.

اللغة العربية في أدب ليرمانتاف

كما أن ليرمانتاف يسمي القصص بأسمائها العربية نفسها، فقصة “العاشق الغريب” كتب عنوانها بنفس نطقها العربي. كما استخدم فيها كثيرًا من أسماء الأماكن العربية، مثل “حلب”، و”مصر”، واستخدمها ليرمانتاف بالنطق العربي نفسه. كذلك نقابل كلمات: سلام عليكم، والتكبير، والغزالة، وكلمة المولى التي يتبعها ليرمانتاف بترجمة معناها إلى اللغة الروسية. وكثير من تفاصيل القصة مستوحى من القرآن الكريم، وقصة يوسف عليه السلام. كما يذكر النبي الخضر صاحب الحكمة الذي يأتي بالمعجزات، ويكتب اسمه بنطقه العربي.

كما عبر ليرمانتاف عن اهتمامه بحضارة الشرق في قصيدته “ساشكا”. ولم يكتف بموهبته الشعرية المتألقة، بل اتجه إلى الدراسة العميقة المتأنية لتراث الشرق الحضاري. وقد انعكست معارف ليرمانتاف الواسعة والمتنوعة عن الشرق العربي في بعض أشعاره، ومنها قصيدة “غصن فلسطين”، حيث ذكر فيها وصفًا صادقًا لجغرافيتها، ومواردها الطبيعية، وسماتها المميزة.

كما تُظهر قصيدته “المركب الهوائي” معرفته بالخصائص الطبيعية لمصر. وأظهرت قصته الشعرية “أسطورة الأطفال” اهتمامه الخاص بالأحداث السياسية في مصر والشرق العربي، حيث أشار إلى أحداث الصراع بين محمد علي والإمبراطورية العثمانية.

ليف تلستوي

يحمل الفصل السادس عنوان “تأثير الشرق العربي في فكر تلستوي وإنتاجه”، ويهتم هذا الفصل بالمقام الأول بتأثير الفكر الديني الإسلامي على تلستوي.

يعد اهتمام تلستوي بالشرق اهتمامًا قديمًا يعود إلى سنوات شبابه المبكر، حين اختار تلستوي اللغتين العربية والتركية ودرسهما عامين، والتحق بجامعة قازان، وحصل على الدرجات النهائية، وسجل فيها طالبًا لدراسة اللغتين العربية والتركية.

وبناء على ذلك، احتل الإسلام مكانة مرموقة من بين الأديان التي أقبل على دراستها. ويتصدر كتابات تلستوي عن الإسلام كتيب بعنوان “أحاديث مأثورة لمحمد”، وهو عبارة عن أحاديث للرسول انتقاها وأشرف بنفسه على ترجمتها، ومراجعتها، والتقديم لها. وتعد المقدمة التي كتبها تلستوي تأكيدًا أن معاني بذاتها استوقفت اهتمام تلستوي في الإسلام، وكانت السبب في إقباله عليه، والدعاية له. وسوف يعود تلستوي إلى اقتباسها في كتاباته الفلسفية الأخيرة، ليؤكد بها صحة أفكاره التي يدعو إليها. وتبلغ أعداد الأحاديث التي جمعها تلستوي في كتابه واحدًا وتسعين حديثًا.

تحتل أحاديث الرسول التي تحث على قيمة العمل في حياة الإنسان مكانة مهمة بين الأحاديث التي يستشهد بها تلستوي في كتاباته؛ فعلى الصعيد الشخصي، كان تلستوي يقدس العمل، وبخاصة العمل اليدوي، ورغم انتمائه إلى الطبقة الأرستقراطية فقد نزل الكونت تلستوي بنفسه إلى الأرض يعمل بيده، جنبًا إلى جنب الفلاحين الذين يعملون في أرضه.

لقد أعلى تلستوي من هذا النموذج، وانبرى مهاجمًا الحضارة والتقدم المادي للإنسانية؛ اعتقادًا منه أن” حركة الحضارة إلى الأمام هي أكبر شر متعسف يتعرض له جزء معروف من الإنسانية”. وكان تلستوي ينظر إلى شعوب العالم بصفتها تجسيدًا لنمطين: نمط شرقي، وآخر غربي. النمط الشرقي، بما في ذلك روسيا، يبحث عن الرخاء في الحياة الروحية، أما النمط الغربي فيبحث عن الرخاء في التقدم المادي.

 ينتقل بنا هذا الفصل إلى عنوان جانبي آخر هو “القناعة والزهد”، حيث يستشهد تلستوي بأحاديث الرسول التي تدعو إلى القناعة والزهد؛ تأكيدًا منه لهذه المعاني التي كان يدعو إليها في كتاباته.

يطلعنا هذا الفصل على عنوان جانبي آخر هو “العدالة”، وقد استشهد تلستوي في كتاباته بالأحاديث النبوية التي تدعو إلى تحقيق العدل، ومقاومة الظلم، وتدعيم العدالة الاجتماعية، ووجدت هذه الأحاديث صدى في فكر تلستوي الذي انشغل بموضوع العدالة الاجتماعية.

كما اجتذبت دعوة الإسلام إلى المحبة والتآزر ومساعدة المحتاج اهتمام تلستوي. ويبدو أن تلستوي نفسه حاول أن يقتدي بفكرة الصدقة في الإسلام حين قرر أن يتنازل عن ثروته وضياعه للفلاحين، وهي الخطوة التي وجد بها حلًا لتحقيق العدالة الاجتماعية، عن طريق المحاولة الشخصية الذاتية.

يُطلعنا هذا الفصل على عنوان جانبي آخر، هو “السماحة في الإسلام”، حيث استوقفت اهتمام تلستوي أحاديث الرسول التي تدعو إلى التسامح والرحمة والمودة بين الناس. أما موضوع التسامح الديني فقد كان من أهم الموضوعات التي انشغل بها تلستوي المفكر، وقد برهن بنفسه على هذه السماحة، وقدم القدوة الحسنة في التسامح الديني، حين انبرى يعرف قومه بالفكر الديني الإسلامي، وبسيرة الرسول، دون أن يمنعه انتماؤه إلى الدين المسيحي من أن يشيد بقيم الديانات الأخرى.

كما وجدت أحاديث الرسول عن المرأة تجاوبًا عند تلستوي، فاستشهد بها بعد أن وجد فيها تعبيرًا عن نظرته إلى المرأة ودورها في الحياة. وتعكس تلك الأحاديث نظرة تبجيل إلى المرأة الصالحة المحتشمة المقدسة لدور الأمومة، والمكملة للرجل، وهي الأدوار نفسها التي خطها تلستوي للمرأة، ودافع عنها.

ولم تكن الأحاديث الإسلامية التي استشهد بها تلستوي في كتاباته تتصل بجانب العبادات في الدين الإسلامي؛ بل تمس الجانب الأخلاقي، وأدب المعاملة.

ومن ملامح التأثير العربي الإسلامي في فكر تلستوي موضوع “التصوف”، حيث اجتذبت آراء الصوفية اهتمام تلستوي، فراح يفتش فيها عما يجده قريبًا إلى فكره. وحين يستشهد تلستوي بآراء الصوفية، لا يشير إلى اسم صاحب الرأي، رغم دقته في الكتابة، بل في معظم الأحوال يذيل الرأي بعنوان جامع: “حكمة صوفية”.

وهو كأنما بذلك يشير ضمنًا إلى التقاء أفكار الصوفية عند المعنى أو الفكرة التي يشير إليها. وكانت الحكمة الصوفية التي يستشهد بها تلستوي نجد أنها تعكس معاني الزهد، وعفة اللسان، والمحبة، والتسامح، والكمال الروحي. وقد تأثر تلستوي بفكرة الحلول الصوفية في مؤلفه “مملكة الله في داخلنا”، وهو المؤلف الذي تتوازى فكرته الرئيسة مع فكرة “الحب الإلهي” الصوفية، التي رأى فيها طريقًا نحو تطهير الناس من الأنانية، ونحو توحدهم.

كما اتجه الأديب الروسي ليف تلستوي إلى الكتابة للطفل، والإبداعات القصصية، وكذلك تأليف الكُتب التعليمية والتربوية التي طبقها في مدرسته، على سبيل المثال: قصة “علي بابا والأربعين حرامي”، و”الأمير قمر الزمان”. كما استلهم القصص الخرافية والأسطورية على لسان الطير والحيوان. وانكب الكاتب الكبير ليف تلستوي على ترجمة أساطير الشرق، وألف ليلة وليلة. كما ألّف كتبًا خاصة لقراءات الطفل، وهي كتب “الأبجدية”، و”كتب القراءة”.

إيڨان بونين الحاصل على نوبل

يحمل الفصل السابع من الكتاب الذي بين أيدينا عنوان “مؤثرات عربية وإسلامية في إنتاج إيڤان بونين”. حصل بونين على جائزة نوبل عام 1933، بعدما هاجر إلى فرنسا فرارًا من ثورة  1917.

وكان بونين قد تأثر بالشرق العربي، وامتزج بالمعايشة والتجربة الذاتية، حيث طاف بونين كثيرًا من البلاد العربية سائحًا متجولًا، وخبر بنفسه حياة الشرق العربي الحية.

ولقد شغل شعر الطبيعة مكانة مرموقة في الإنتاج الشعري لبونين، حيث يجد بونين المخرج من الحزن في الوجود مع الطبيعة التي تقيه من الحزن على المجد الضائع. وتعكس أشعار بونين في بداية القرن العشرين ولعًا خاصًا باستلهام عناصر الفولكلور والعناصر الدينية في قصائده “الخطيبة”، و”صورتان”، و”زوجة الأب”. وتمسك بونين بنظام القصيدة القديمة، مع أنه كان معاصرًا لحركة قوية من التجديد في الشعر الروسي، شملت القافية، والوزن، والتيمات.

وقد اشتهر بونين في النقد الروسي بلقب “منشد الإقطاع المحتضر”، وهذا الوصف قرين الصلة بإنتاجه النثري الذي يجسد- بجلاء- مرحلة غروب شمس الإقطاع الروسي. وإلى جانب الموضوع الرئيس في إنتاج بونين النثري: الإقطاع والقرية، هناك جانب من إنتاجه القصصي يتطرق إلى موضوع الزحف الصناعي والرأسمالي، مثل قصصه “سيد من سان فرانسيسكو”.

 كان لتلستوي وتشيخوف تأثير كبير في بونين؛ فقد أحب بونين في تلستوي الفنان والمفكر، وأخذ عن تشيخوف الإيجاز، واستيعاب الواقع، والقدرة على مشاهدة عيوب الناس ومزاياهم.

ووفقًا لما ذكره الكاتب الكبير مكسيم جوركي، فإن بونين يمتلك انجذابًا موروثًا تجاه الشرق، حيث طاف بونين بوحي من هذه الجاذبية بمصر، وفلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان، والجزائر. كانت موضوعات القصائد المتعلقة بالموضوع الإسلامي ترتبط بتاريخ البلاد العربية، وجغرافيتها، وواقعها.

استلهم بونين الإسلام في كثير من قصائده، وكانت أعمال بونين التي يجد الإسلام بها صداه تدور حول المحاور التالية: سيرة الرسول محمد، وشعائر الحج والصلاة في الإسلام، والمدن العربية التي اختصها القرآن بالتكريم، وعلى رأسها مكة، والمساجد الإسلامية الشهيرة.

ولم يستمد بونين معلوماته الإسلامية من زياراته إلى البلاد العربية فحسب؛ بل درس الإسلام، وقرأ القرآن. وتتناول قصيدة “محمد مطاردًا” المعاناة التي تحملها الرسول في سبيل الدعوة، ويرسم لنا لوحة شعرية لقصة خروج النبي من مكة مهاجرًا إلى المدينة، تحرسه الملائكة، وتشد من أزره.

 كما أن قصة الإسراء استهوت بونين، فأورد وصفًا لها في “الحجر”. كما اهتم بسيرة الأنبياء، واستلهم قصة إيمان سيدنا إبراهيم في قصيدة “إبراهيم”. كما حظيت أركان الإسلام بعناية بونين، ونجده يتوقف عند فريضة الحج في قصيدة “علامات الطريق”. ويشير ذكر اسم السيدة هاجر في القصيدة معرفته بالقصص الإسلامية المرتبطة بالكعبة، وشعائر الحج. كما أن إشارته إلى “مسابح الحجاج” تعكس معرفته بشعائر الحج وماء زمزم. كما تعكس قصيدة “المقام” فهم بونين الصحيح للمكانة التي خص بها القرآن “مقام” إبراهيم. وفي قصيدته “الحاج” يرسم بونين صورة شعرية براقة لصلوات الحاج وملابسه، ولحظات الانقطاع للعبادة، ورغبة الحاج في الثواب، ومكانة الحج. كما رسم صورة شعرية للحجر الأسود في قصيدة “حجر الكعبة الأسود”، وهو ما يعكس معرفته بقصة بناء المسجد الحرام، وارتباطها باسم سيدنا إبرهيم.

كما استخدم بونين كلمة “جنات” بلفظها العربي، وكذلك كلمة الكوثر. كما كتب قصيدة بعنوان “الكوثر”، واستهلها بالآية الكريمة “إنا أعطيناك الكوثر”. كما حاول بونين أن يرسم صورة شعرية أخرى في إحدى قصائده عن الصلاة، وعلى ما يبدو أنها صلاة المغرب ليلة عيد الأضحى؛ فتوقيت الصلاة هو وقت الغروب. كما تطرق إلى وصف المسجد الأقصى في القدس، ورسم صورة شعرية أخرى لليلة القدر، في إطار فهمه للمكانة الكبيرة التي اختص بها القرآن ليلة القدر.

تعكس مؤلفات بونين معرفته بثقافة البلاد العربية وتاريخها، وواقعها، وجغرافيتها، وطبيعتها. وقد رأى تارتكوڨسكي في قصيدة “البدوي” إعلانًا فريدًا عن فهم بونين لمشكلة الطابع القومي لإنسان الشرق… أما في قصيدة “زينب” فيحاول بونين أن يرسم ملامح الفتاة العربية وطابعها. ويعد اختيار الشاعر اسم “زينب” اختيارًا موفقًا؛ لما يحمله من دلالة دينية، فضلًا عن كونه من الأسماء العربية الشائعة. كما تعكس قصيدة بونين “امرؤ القيس” اهتمام بونين بدراسة الشعر العربي، واستلهام رموزه وأخيلته. وتعكس القصيدة سعة ثقافة الأديب بونين، وعمقها، وتنوعها. كما يقارن في قصيدة “معبد الشمس” بين جمال مصر (النيل، والأهرامات، وأبو الهول) وجمال لبنان، بلد الطبيعة الجذابة.

ومن وحي حاضر مصر وماضيها القديم يستلهم بونين موضوعات لقصائده، واستطلاعاته الأدبية (هذا الفن الذي لم يحظَ بالاهتمام من الأدباء الآخرين) كتب قصيدة “القاهرة”، التي يصف فيها الجنود الإنجليز في القلعة، وتنتهي القصيدة بالحديث عن الإله رع في مقبرته.

وهذا الاختيار يكشف عن عمق معرفته بتاريخ مصر القديمة. ورسم بونين في القصيدة صورة للقاهرة وقت الغروب الذهبي، وانعكاسات لحظة الغروب على معالم مهمة في القاهرة (الأهرامات، النيل، النخيل). كما كتب بونين قصيدة بدون عنوان من وحي البيئة النوبية.

كما كتب قصيدة من وحي الأسطورة القديمة عن إيزيس وأوزوريس. كما كتب قصيدة أخرى بعنوان “مقبرة في الصخر”، من وحي انطباعات زيارته لمقبرة من مقابر المصريين القدماء في النوبة. وعبّر إنتاج بونين الذي استلهم الشرق العربي عن المكانة المهمة التي احتلها الشرق العربي في الأدب الروسي في بداية القرن العشرين، وأكد “أن روسيا في مطلع القرن كانت تعيش حركة صعود روحية تتجه بها صوب الشرق”.

يؤكد الكتاب في الخاتمة أن طريق تطور الأدب الروسي في القرن التاسع عشر اتسم بالتفاعل مع آداب الغرب والشرق تأثيرًا وتأثرًا، وحظيت التأثيرات الشرقية في الأدب الروسي بمكانة واضحة. وكان للتأثير العربي والإسلامي حظه بين هذه التأثيرات الشرقية، وقد أسهم في ذلك عوامل كثيرة، منها موقع روسيا المجاور جغرافيًّا للشرق، ووجود شعوب شرقية تحت الحكم الروسي جعلت الشرق موطئًا قريبًا للأدباء الروس.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع