في تجلٍّ كامل لفاعلية القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، ولمزايا النظام الاشتراكي في الصين، استفاد أبناء جميع القوميات في منطقة شيزانغ الذاتية الحكم من ثمار التنمية أكثر من أي وقت مضى منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني عام 2012، فقد مكّن نهج التنمية الجديد، الذي تم تبنّيه ثم إغناؤه على مدى السنوات اللاحقة، شيزانغ -إلى جانب باقي أنحاء البلاد- من كسب معركة القضاء على الفقر المدقع، وتحقيق مجتمع مزدهر على نحو معتدل في جميع الجوانب في العصر الجديد.
وكان ذلك تتويجًا لعقود من الجهود المتواصلة لدفع مسيرة تنمية المنطقة منذ إنشائها عام 1965؛ ففي الفترة الممتدة من ذلك العام حتى 2024، استثمرت الحكومة المركزية ما مجموعه 2.6 تريليون يوان (362.3 مليار دولار) في شيزانغ. كما ضخت 64.3 مليار يوان إضافية في المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي عن طريق نظام “المساعدة المزدوجة”، الذي تشارك فيه 17 مقاطعة وبلدية، إضافة إلى المؤسسات المركزية والشركات الوطنية والمؤسسات المالية؛ من أجل تقديم دعم موجّه للمقاطعات والأحياء التي كُلفت بها داخل المنطقة الذاتية الحكم. وقد أُوفِد في إطار هذا النظام أكثر من 14,000 موظف مدني مختار وخبير وكادر للعمل في شيزانغ فترات تقارب الثلاث سنوات ضمن 11 دفعة حتى الآن.
ومع ذلك، لا يمكن للمنطقة أن تركن إلى ما تحقق من إنجازات تنموية، إذ يجب أن يبقى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية العالية الجودة في شيزانغ هو محور تركيز السلطات المحلية، مع التطبيق الدقيق لفلسفة التنمية الجديدة القائمة على الابتكار، والتنسيق، والتنمية الخضراء، والانفتاح، والمنافع المشتركة للجميع.
وفي هذا السياق، يتعين على السلطات المحلية أن تنفّذ بدقة جهود مكافحة الانفصال لضمان ترسيخ أمن الحدود واستقرارها، بما يوفر بيئة مستقرة للتنمية، كما شددت عليه السلطات المركزية في التجمع الكبير الذي عُقد يوم الخميس في لاسا، عاصمة المنطقة الذاتية الحكم، لإحياء الذكرى الستين لتأسيسها.
كما يجب على السلطات المحلية أن تواصل -بلا تردد- ترسيخ وحدة القوميات وتطويرها من خلال تعزيز التبادلات والتكامل بين جميع المجموعات القومية، وترسيخ هوية هذه المجموعات مع الوطن الأم، والأمة الصينية، والثقافة الصينية، والحزب، والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، بما يضمن أن يحدد الجميع أنفسهم كأعضاء فاعلين في الأسرة الصينية الكبرى.
وفي هذا المسار، ينبغي أن تلتزم السلطات المحلية بمقاربة تركز على الإنسان، فتواصل تحسين سبل معيشة السكان، وتعزيز الازدهار المشترك، لضمان أن تعود ثمار التنمية العالية الجودة على جميع المجموعات القومية في شيزانغ، وأن يحظى السكان المحليون بمستوى أعلى من المكاسب والشعور بالرضا والأمن. ولمساعدة المنطقة على تعزيز وحدة القوميات والتقدم على جميع الأصعدة، تعهدت السلطات المركزية بمواصلة زيادة استثماراتها، وتعزيز دعمها لتنمية شيزانغ في المستقبل.
إنّ التنمية اللافتة التي شهدتها المنطقة الذاتية الحكم خلال الأعوام الستين الماضية تؤكد -بجلاء- أنّه لا يمكن تحقيق الازدهار والتقدم فيها إلا في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، والتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتكريس نظام الحكم الذاتي القومي الإقليمي، والالتزام بتوجيهات الحزب بشأن حوكمة شيزانغ في العصر الجديد، بما يمكّن أبناء جميع القوميات في شيزانغ من عيش حياة سعيدة.
ومع وصول الصين إلى منعطف حاسم في مسيرتها لبناء دولة اشتراكية حديثة متكاملة الجوانب، تقف مسيرة تحديث شيزانغ عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة.
وينبغي للمنطقة أن تتحلّى بالثقة بأنّه تحت قيادة الحزب، وبدعم الأمة الكامل، سيكون بوسعها إنجاز المهام الأربع المتمثلة في: ضمان الاستقرار، وتعزيز التنمية، وحماية البيئة الإيكولوجية، وتحصين الحدود؛ وبذلك ستفتتح شيزانغ عهدًا جديدًا ومجيدًا من السلام والاستقرار الطويل الأمد، والتنمية العالية الجودة لنفسها.
المصدر: افتتاحية صحيفة غلوبال تايمز (Global Times) الصينية