مقدمة
أثار الهجوم الدامي في جمهورية داغستان الروسية في الثالث والعشرين من يونيو الجاري، تساؤلات كثيرة عن خصوصية الجمهورية المسلمة التي تعد واحدة من أكثر من 22 جمهورية في الاتحاد الروسي، والتي تتمتع جميعها بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي، حيث تقع داغستان- التي تعني “البلد الجبلي”- على الشاطئ الأوروبي لبحر قزوين، في الجزء الجنوبي الأوروبي من روسيا الاتحادية، وتغطي مساحة تقارب 50 ألف كيلومتر مربع؛ لذا يمثل موقعها أهمية إستراتيجية؛ لكونها حلقة وصل بين روسيا وآسيا الوسطى وتركيا وإيران.
ومن ثم، بدت الأحداث الأخيرة في داغستان، التي استهدفت كنيسة مسيحية أرثوذكسية، ومعبدًا يهوديًا في ديربنت، بالإضافة إلى كنيسة ومركز للشرطة في العاصمة محج قلعة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا- حتى الآن- معظمهم من ضباط الشرطة، أحدث هفوة أمنية من جانب الكرملين المشتت بشأن حربه في أوكرانيا، بحيث لم يتمكن من رؤية التهديدات المتطرفة الناشئة في الداخل، حيث وقعت الهجمات بعد أقل من ثلاثة أشهر من اقتحام مسلحين من جماعة منشقة عن تنظيم الدولة الإسلامية قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو، ما يلقي الضوء على الصعوبات المتزايدة التي تواجهها روسيا في إدارة موجة الإرهاب الإسلامي في الداخل، والتنبؤات بشأن نشأة جيل جديد من المتمردين في منطقة شمال القوقاز.
خلال القرنين الرابع والخامس، كانت داغستان جزءًا من الدولة الألبانية القوقازية، وكانت المنطقة تعرف بانتشار المسيحية في مناطقها الساحلية والجبلية، لكن داغستان امتلكت تاريخًا طويلًا من التأثيرات الثقافية والدينية التي بدأت منذ المحاولات العربية لفتح داغستان في القرن السابع. وخلال حكم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، أُنشئت قاعدة في ميناء ديربنت في النصف الأول من القرن الثامن، وعندما وصل العرب إلى هذه المنطقة، اعتنق عدد من القبائل الإسلام، واستمرت عملية تحول باقي القبائل إلى الإسلام حتى القرن السادس عشر وما بعده، وأقام العرب المسلمون تحصينات في ديربنت للحماية من هجمات البيزنطيين الخزر، وأسهمت الهجرات الواسعة من المشرق العربي في وجود ثقافة عربية دائمة في المنطقة.
وفي هذا السياق، استقر عدد كبير من العائلات العربية في داغستان، ونُشرت اللغة العربية وثقافتها بفضل انتشار الإسلام منذ القرن السابع حتى القرن السادس عشر. ومنذ القرون المبكرة، استقرت عشرات الآلاف من العائلات القادمة من العراق، وسوريا، والجزيرة العربية، ومناطق أخرى في ديربنت، وجنوب داغستان، حيث كانت هذه المنطقة تجذب المهاجرين العرب.
كما شهدت داغستان نشرًا كبيرًا للإسلام واللغة العربية، وتأسيس مدارس ومكاتب لتعليم اللغة العربية كلغة دينية وعلمية؛ ونتيجة لهذا، تطورت اللغة العربية بوصفها وسيلة اتصال رئيسة في داغستان، ووصلت المخطوطات من المشرق العربي، وشارك الداغستانيون في نسخها وتأليفها. ومنذ القرن العاشر، كان الداغستانيون يكتبون مخطوطات باللغة العربية؛ ما جعلها لغة وسيطة مهمة بين شعوب داغستان المتعددة، ولغاتهم المختلفة.
لكن في بداية القرن الثامن عشر، شدد الروس سيطرتهم على المنطقة، عندما ضم بطرس الأكبر داغستان البحرية في سياق الحرب الروسية الفارسية الأولى (1722- 1723)، وعلى الرغم من إعادة الأراضي إلى بلاد فارس عام 1735، فإن الحملة الفارسية عام 1796 أدت إلى استيلاء الروس على ديربنت عام 1796، وفي حروب القوقاز (1718– 1864)، ومن خلال سلسلة من الأعمال العسكرية التي شنتها الإمبراطورية الروسية على عدد من المناطق والمجموعات القبلية في القوقاز، منها الشيشان وداغستان، سعت روسيا إلى التوسع جنوبًا، لكن الغزو الروسي قوبل بمقاومة شرسة، واستغلت المقاومة تشتت الإمبراطورية الروسية بسبب حرب القرم.
وفي الحرب الروسية التركية (1877- 1878)، سعت روسيا إلى الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط من خلال الاستيلاء على شبه جزيرة البلقان من الإمبراطورية العثمانية، واستفادت داغستان والشيشان من هذا للثورة على الإمبراطورية الروسية للمرة الأخيرة. وخلال الحرب الأهلية الروسية عام 1917، أصبحت المنطقة جزءًا من جمهورية متسلقي الجبال في شمال القوقاز، وهي دولة قصيرة العمر، وقعت في شمال القوقاز، وشكلت فيما بعد جمهوريتي الشيشان وداغستان في الاتحاد الروسي.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال مع الحركة البيضاء والقوميين المحليين، أُعلنت جمهورية داغستان الاشتراكية السوفيتية ذات الحكم الذاتي في 20 يناير (كانون الثاني) 1921. وعلى عكس الجمهوريات الاتحادية، لم يكن للجمهوريات المتمتعة بالحكم الذاتي الحق في الانفصال عن الاتحاد، وكان الحكم السوفيتي بطيئًا في إرساء معالم حكمه، فحتى عام 1938، كانت الممرات الجبلية هي السبيل الوحيد للخروج، وكان هناك حاجز لغوي، واستمرت أساليب الحياة القديمة في الجبال، وظلت حركة المقاومة الوطنية نشطة حتى ثلاثينيات القرن العشرين، لكن الحركة القومية سُحقت في منتصف عام 1930.
واستمر قمع سكان داغستان بعد الحرب العالمية الثانية من خلال النظام التعليمي والسياسة الثقافية السوفيتية، ويشهد على هذا النهج المجزرة الكبرى عام 1937، حيث جمع النظام الحاكم آنذاك العلماء المسلمين والفقهاء من جميع المناطق في داغستان إلى مدينة بوناكسك، وكانت في ذلك الوقت عاصمة لداغستان، فأبادوهم جميعًا بطرق وحشية، واستمر العنف ضد شعب داغستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث ازداد الفساد، وازدهرت مافيا النفط والكافيار، وأصبحت عمليات الاختطاف والعنف شائعة، وكانت الأسلحة النارية في كل مكان، وأصبحت الاغتيالات منتظمة، وألقت موسكو باللوم على القوات الانفصالية المتمركزة في الشيشان.
على عكس معظم الأجزاء الأخرى من روسيا، شهدت داغستان، التي يبلغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة- وفق إحصاءات بداية عام 2024- طفرة سكانية متنامية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك لا تزال الجمهورية الأقل تحضرًا في القوقاز، ولأن تضاريسها الجبلية تعوق السفر والاتصالات، ولا تزال قبلية إلى حد كبير، ولا يزال عدد كبير من السكان يعيشون في قرى جبلية نائية يصعب الوصول إليها في كثير من الأحيان.
ونتيجة لتلك الطبيعة المميزة، تتمتع داغستان بتنوع عرقي استثنائي، فهناك أكثر من 30 مجموعة عرقية معترفًا بها، و81 جنسية، أكبر هذه المجموعات العرقية هي الآفار القوقازي، بنسبة بلغت 29.4 %، ويعيشون في جنوب البلاد وغربها، يأتي بعدها عرقية الدارجين بـ 16.5 % في المنطقة الوسطى، ثم الليزجين في الجنوب بنسبة 13.1 %، وهناك نحو 4.7 % روسيًّا، يعيش معظمهم في العاصمة محج قلعة والمدن الكبرى الأخرى، في حين أن أصغر مجموعة عرقية بـ 0.9 % هي الراتول، التي انتشرت في أربع قرى في جبال الألب في الجنوب.
ومع هذا التنوع العرقي، فإن ما يقرب من 95 % من السكان ينتمون إلى الدين الإسلامي السني، ويعتنقون المذهب الشافعي، بالطريقة الصوفية، مع وجود أقليات مسيحية ويهودية. وفي هذا الإطار تعد داغستان منارة الإسلام في روسيا الاتحادية، ومنها انتشر الإسلام إلى روسيا وما حولها، حيث يوجد في داغستان 40 قبرًا من قبور الصحابة، بالإضافة إلى الآثار الإسلامية من عهد الخلافة العباسية من المساجد الأثرية، والمدارس التاريخية التي بنيت منذ ما يقرب من ألف سنة، مع احتفاظ البلاد بالكنائس المسيحية، والمعابد اليهودية التاريخية.
ومع أن الإسلام انتشر شمالًا إلى القوقاز وآسيا الوسطى خلال الغزوات العربية في القرنين السابع والثامن، فإن الصوفية اخترقت آسيا الوسطى في القرن الثاني عشر، وإلى شمال القوقاز في أوائل القرن الثامن عشر، ويعود نجاح انتشارها إلى قدرتها على تكييف بعض المعتقدات أو العادات المحلية مع الإسلام بين أبناء شعب داغستان.
ولعل أبرز ما يميز الإسلام الصوفي الداغستاني في بداية انتشاره أنه ذو توجه فكري، وغير عدواني، ويعد مفهوم الجهاد بمنزلة صراع شخصي من أجل تحسين الذات، لكن في أواخر ثمانينات القرن الماضي ظهر الإسلام الأصولي في داغستان عبر الوهابيين متبنيًا هيكلًا أكثر رسمية، ويعرف باسم الجماعة الإسلامية، وكان الزعيم الروحي له هو باجودين محمد، وقد تمثلت معتقدات الجماعة الإسلامية في اعتبار ما بعد الشيوعية حالة من الوثنية. وفي الفترة من عام 1997 إلى عام 1999، اجتذبت الجماعة كثيرًا من الأتباع من شعب داغستان، وتزامن مع هذا عملية إعادة البناء المركزة التي انتهجتها داغستان، خاصة أن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي لم يبق في داغستان كلها سوى 27 مسجدًا، ووصل عدد المساجد حاليًا في البلاد إلى 3442 مسجدًا لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مسلم.
الجدير بالاهتمام في داغستان- بلد التعددية العرقية واللغوية- أن كل مجموعة عرقية لها لغتها المميزة، فبينما تعد المجموعات اللغوية الرئيسة الثلاث هي التركية، والفارسية، والقوقازية الأصلية، هناك 13 لغة محلية مُنحت وضعًا خاصًا في داغستان إلى جانب اللغة الروسية. ولأكثر من ألف عام، كانت اللغة العربية الوسيلة الرئيسة للتواصل بين الأعراق في داغستان، حيث قُدِّمَ الأدب العربي في جنوب داغستان خلال موجة الفتح الإسلامي التي قام بها العرب في أواخر القرن السابع، وازدهر الأدب العربي في داغستان خلال فترة العصور الوسطى، ومرت اللغة العربية والأدب العربي بفترة جديدة من الازدهار خلال حركة الجهاد المناهضة للاستعمار بين عامي 1828 و1859.
وفي أوائل القرن العشرين، بدأ المحدثون الداغستانيون مناقشات بشأن كيفية إصلاح تدريس اللغة العربية، وما إذا كان ينبغي استبدال اللغة العربية بالتركية أو الروسية وسيلةً للتواصل بين الأعراق في شمال القوقاز. في الوقت نفسه، بدأ هؤلاء الإصلاحيون الجدد في النشر الجماعي للكتب باللغات العامية التركية والقوقازية في المنطقة، لكن في عشرينيات القرن العشرين، فرض السوفيت انتشار اللغة الروسية للتواصل الرسمي بين الأعراق في داغستان بدلًا من اللغة العربية، وشهدت الثلاثينيات هجومًا شاملًا على الإسلام في القوقاز، وتم القضاء على كل ما يتعلق باللغة العربية، ومع ذلك، استمرت دراسة اللغة العربية على انفراد، وبذل بعض المؤلفين الداغستانيين جهودًا كبيرة لإنقاذ الأدب الإسلامي الداغستاني باللغة العربية من الانقراض. وبعد الحرب العالمية الثانية، استمرت المؤسسات في محاولات إنقاذ التراث الغني للمخطوطات العربية والإسلامية في داغستان، ومع الطفرة الإسلامية في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، استعادت اللغة العربية مكانتها العالية، وعادت إلى الظهور كلغة للتعليم الديني، لكن التقاليد السوفيتية كانت قوية جدًّا إلى درجة أن اللغة الروسية أصبحت اللغة الرئيسة للإسلام في داغستان.
في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، أسهمت عوامل كثيرة، منها التوترات الطويلة الأمد بين المجموعات العرقية المختلفة في الجمهورية، والجريمة المنظمة الراسخة، وتنامي التشدد الإسلامي الذي شجعه جزئيًّا الانفصاليون من الشيشان المجاورة، في إثارة الفوضى والعنف في الجمهورية المسلمة. وخلال أواخر القرن العشرين، اكتسبت عناصر أكثر تطرًفا وتشددًا مرتبطة بالوهابية، نفوذًا أكبر في البلاد، حيث قاد أمراء الحرب في الشيشان عمليات مسلحة في داغستان، في عامي 1995 و1996، عندما عبر شامل باساييف وسلمان رادوييف الحدود، واحتجزا مئات الرهائن في المستشفيات في مدينتي بودينوفسك وكيزليار الداغستانيين.
وكان هناك توتر أهم في عام 1998، عندما سعت قريتان جبليتان بالقرب من الحدود الشيشانية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بالقو. وفي عام 1999، أعلن الأصوليون المسلمون بقيادة باساييف إقامة دولة مستقلة في أجزاء من داغستان والشيشان، ودعوا المسلمين إلى حمل السلاح ضد روسيا في حرب مقدسة، ولقي المئات من المقاتلين والمدنيين حتفهم بسبب تلك الحرب.
لقد ابتليت داغستان بموجة أشرس من العنف منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما دُفِعَ المتمردون المسلحون إلى المشاركة في الحروب الانفصالية في الشيشان المجاورة نتيجة لضغوط من قوات الأمن الروسية، والزعيم الشيشاني ذي القبضة الحديدية رمضان قديروف. ومنذ عام 2000، تعرضت الجمهورية لكثير من التفجيرات التي استهدفت الجيش الروسي، وقُتل العشرات في عام 2002، عندما استهدف انتحاريون عرضًا عسكريًّا روسيًّا في كاسبيسك، وأصبحت القوات الروسية منذ ذلك الحين هدفًا لكثير من الهجمات الأصغر حجمًا، فقُتل- على سبيل المثال- ما لا يقل عن 10 أشخاص في انفجار قنبلة في العاصمة محج قلعة في يوليو (تموز) 2005.
واستمر العنف في البلاد، حيث قُتل عدة أشخاص في عدة انفجارات وإطلاق نار خلال عام 2006، وكان دافع الهجوم هو تفشي الفساد والفقر والبطالة في البلاد، وتنامت التفجيرات والهجمات وعمليات الاختطاف التي كانت شائعة في المنطقة في تلك السنوات على يد عصابات الجريمة والمسلحين الإسلاميين الذين استهدفوا الشخصيات السياسية، والشرطة، والقوات الخاصة الروسية، والزعماء الدينيين أحيانًا، وكانت أبرز تلك العمليات هي اغتيال وزير داخلية جمهورية داغستان عام 2009.
لكن حدة إراقة الدماء تراجعت مع فرض إجراءات أمنية أكثر صرامة قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، فضلًا عن أن آلاف المسلحين من الشيشان وداغستان غادروا إلى سوريا والعراق للقتال إلى جانب متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية هناك، كما كان لجائحة كوفيد- 19، والغزو الروسي لأوكرانيا، دور ملحوظ في انخفاض وتيرة العنف في داغستان.
غير أن تلك العوامل لم تكن كافية للقضاء على أعمال العنف تمامًا في الجمهورية المسلمة، والسيطرة على المشاعر المتطرفة، حيث قامت مجموعة من المسلحين بأعمال شغب في مطار محج قلعة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مستهدفةً رحلة جوية قادمة من إسرائيل، واندفع مئات المسلحين، وطاردوا الركاب، ورشقوا الشرطة بالحجارة، والآن فتحت الهجمات الأخيرة في داغستان الباب أمام موجة جديدة من العنف في البلاد، خاصة بعد أن ألقى حاكم داغستان سيرغي مليكوف اللوم على الخلايا النائمة الإسلامية الموجهة من الخارج، دون أن يتهم جهة معينة بالوقوف وراء الهجوم؛ ما يثير التكهنات عن مستقبل تلك الجماعات وداعميها في ظل البيئة الإقليمية والدولية المضطربة الحالية.
بفضل تقاليدها العربية القوية والمرنة، تعد داغستان المتعددة الأعراق واللغات أبرز جمهوريات الروسية، وتحظى بمكانة خاصة ليس فقط في منطقة القوقاز؛ ولكن أيضًا بين جميع المناطق الإسلامية الأخرى في الاتحاد السوفيتي السابق، لكنها لا تزال واحدة من أفقر المناطق في روسيا، فعلى الرغم من الإمكانات الاقتصادية العالية للجمهورية، فضلًا عن الفرص المتاحة لتحقيق مستويات معيشة مرتفعة، فإن الخدمات العامة الأساسية لا تزال محدودة في أغلب الأحيان.
ومن ثم يمكن القول إن جمهورية داغستان ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز، مع أنها تتميز بتنوع سكانها، فإنها تعاني مستويات عالية من البطالة والتطرف الإسلامي، فشهدت رحلة طويلة مع العنف جعلها من أكثر المناطق اضطرابًا في روسيا، حيث كانت واحدة من أكثر المناطق تضررًا في روسيا خلال أزمة كوفيد- 19 عام 2020، وكانت موقعًا للاحتجاجات ضد التعبئة للحرب في أوكرانيا عام 2022 . فضلًا عن هذا، يمكن أن تشير الاضطرابات الاجتماعية والعنف المتزايد هناك، خاصة بعد الهجمات الأخيرة، إلى أن الكرملين سيكافح من أجل الحفاظ على النظام في الداخل، وسط تركيز فلاديمير بوتين على صراعه مع الغرب؛ ما يضع روسيا أمام تحدٍّ أمني جديد في منطقة القوقاز، عنوانه “داغستان”.
ما ورد في الدراسة يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.