الطاقة والبيئة

اليابان ونفط الشرق الأوسط في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة


  • 5 نوفمبر 2023

شارك الموضوع

يظل اعتماد اليابان على النفط القادم من الشرق الأوسط مرتفعًا، على الرغم من تراكم المخزونات، وتنويع مصادر العرض؛ استنادًا إلى الدروس المستفادة من أزمة النفط الأولى عام 1973، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والمنتجات الأخرى إلى مستويات قياسية.

في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، رفعت المملكة العربية السعودية، ودول الخليج الأخرى، أسعار النفط الخام بنحو 70%، في حين قيدت صادرات النفط إلى الدول التي تدعم إسرائيل.

وأدت هذه التحركات إلى تضاعف أسعار النفط الخام أربع مرات. وردا على ذلك، خزّنت اليابان النفط استعدادًا لحالات الطوارئ، ونوّعت مصادر إمداداتها.

وقد أدى هذا الجهد إلى دفع اعتماد اليابان على الشرق الأوسط إلى أقل من 70% من إجمالي وارداتها النفطية في الثمانينيات. ومع ذلك، ارتفعت النسبة إلى 95.2% في السنة المالية 2022، التي انتهت في مارس (آذار).

قال شوجي هوساكا، مدير مركز (JIME – المعهد الياباني لاقتصادات الشرق الأوسط) المتخصص في شؤون الطاقة في اليابان: “في نهاية المطاف، المصدر الوحيد لإمدادات الطاقة الرخيصة والمستقرة هو نفط الشرق الأوسط”. وقال: “ما لم تقدم الحكومة على إجراءات فعالة، فإن درجة التبعية ستزداد حتمًا إذا تركت الأمور للقطاع الخاص الذي يسعى إلى العقلانية الاقتصادية”.

وقد تأثرت الدول بتقلبات سعر النفط، مثل إندونيسيا التي انخفضت قدرتها على التصدير على الرغم من نموها الاقتصادي؛ لعدم قدرتها على توفير النفط اللازم لمعدلات الاستهلاك المُرتفعة، والأسعار القياسية المُتقلبة، فيما جعلت الحرب الروسية- الأوكرانية من الصعب على اليابان الاعتماد على روسيا.

وقد تضاءلت جهود اليابان للحد من استخدام الوقود الأحفوري بسبب إغلاق محطات الطاقة النووية في أعقاب التسرب الإشعاعي الذي حدث في مارس (آذار) 2011 في محطة فوكوشيما النووية رقم (1).

وقال شونيتشي كيتو، رئيس جمعية النفط اليابانية، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة النفط إديميتسو كوسان، إن “الشرق الأوسط قوي جدًّا، وتنافسي من حيث التكلفة”، بالإضافة إلى أن الإمدادات منه مُستقرة، وهذه أسباب كافية لزيادة اعتماد اليابان على نفط الشرق الأوسط. وأضاف كيتو: “فيما يتعلق بدبلوماسية الموارد، فإن العلاقات مع الشرق الأوسط مهمة جدًّا؛ نظرًا إلى صعوبة تأمين مصادر إمداد بديلة”.

وتسعى إدارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الآن إلى تعميق العلاقات مع دول الشرق الأوسط؛ من خلال دعم جهودها للحد من الكربون، ومساعدتها على تنويع اقتصاداتها.

ويعتقد جغرافيًّا أن منطقة الشرق الأوسط لديها إمكانات لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، كما ينظر إليها على أنها قاعدة إمدادات واعدة للطاقات النظيفة، مثل الهيدروجين، والأمونيا.

وزار كيشيدا ثلاث دول في الشرق الأوسط، منها المملكة العربية السعودية، في يوليو (تموز)، وأكد التزام اليابان بتقديم الدعم الفني لمساعدتها على تقليل انبعاثات الكربون.

ولكن الصراع بين إسرائيل وحماس أظهر- مرة أخرى- الأخطار الجيوسياسية العميقة الجذور في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل تأمين مصادر إمدادات الطاقة المستقرة يشكل تحديًا مستمرًا لليابان.


شارك الموضوع