مختارات أوراسية

الولايات المتحدة تفضل مساعدة إسرائيل على حماية أرواح المدنيين


  • 12 ديسمبر 2023

شارك الموضوع

من المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، بعد ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل يوم الجمعة. وقال الخبراء إنه حتى لو أصدرت الجمعية العامة قرارًا، فإنه غير ملزم، ولن يتوقف الصراع؛ لأن واشنطن، القوة الكبرى الوحيدة القادرة على كبح جماح القوات الإسرائيلية، والحد من تدهور الوضع الإنساني في غزة، تفضل ترك الطريق مفتوحًا أمام إسرائيل لتحقيق أهدافها، بدلًا من حماية أرواح المدنيين.

وبعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، دعت الدول العربية والإسلامية إلى عقد جلسة طارئة للجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا يوم الثلاثاء. وخلافًا لقرارات مجلس الأمن، فإن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونًا. لكن كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين، فإن رسائل الجمعية العامة “مهمة جدًّا أيضًا” وتعكس الرأي العام العالمي، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وفي التصويت الذي جرى يوم الجمعة في مجلس الأمن، من بين الأعضاء الخمسة عشر، صوت 13 منهم لصالح مشروع قرار مقتضب، قدمته الإمارات العربية المتحدة، في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) عليه.

وقال الخبراء الصينيون إن هذا يثبت أن واشنطن لا تهتم بالعزلة الدبلوماسية، أو انتقادات سياساتها من داخل الولايات المتحدة، أو من جميع أنحاء العالم، ومع الأسف، الحقيقة هي أنه بصرف النظر عن النقد وإرسال المساعدات الإنسانية، فإن دور الأمم المتحدة قد وصل إلى أقصى حدوده.

وقال ما شياو لين، عميد معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الثلاثاء إنه: “حتى لو امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وسمحت بتمرير القرار، وإذا رفضت إسرائيل تنفيذه، فلن يتم فرض عقوبات عليها، ما دامت واشنطن تدعمها. ومع استمرارها في دعم إسرائيل العسكري والاقتصادي، فإن قرار الأمم المتحدة وقف إطلاق النار سيظل عديم الفائدة”.

ومع ذلك، فإن الصين، بوصفها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، وقوة كبرى مسؤولة، لا تزال تبذل جهودًا من أجل السلام والقضايا الإنسانية في غزة. قام ممثلون عن أكثر من عشرة أعضاء في مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة وفرنسا، يوم الاثنين، برحلة إلى معبر رفح، المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر.

وذكرت وسائل إعلام أن تشانغ جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، انضم إلى سفراء الدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن في الزيارة التي نظمتها الإمارات العربية المتحدة؛ بهدف تقييم الوضع الإنساني، والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وقال تشانغ إن الصين: “تبذل جهودًا متواصلة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في وقت مبكر، وتقدم مساعدات إنسانية عاجلة للجانب الفلسطيني”.

وستواصل الصين حث مجلس الأمن على الاضطلاع بدور مسؤول في جعل تحقيق وقف إطلاق النار مسألة في غاية الإلحاح من ناحية، وفي الوقت نفسه تعزيز توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية من ناحية أخرى، من أجل تخفيف المعاناة التي تحملها الشعب الفلسطيني، على حد تعبيره.

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، أن عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة تجاوز 18 ألف شخص نتيجة الصراع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وحتى يوم الاثنين، قُتل ما مجموعه 18.205 فلسطينيين، وأصيب 49.645 آخرين في الصراع، بحسب المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة.

وقال الخبراء إنه إذا استمرت العملية الإسرائيلية، مع المزايا العسكرية والدعم الأمريكي الثابت، فقد يكون من الممكن رؤية إسرائيل تدعي “النصر”، وتنهي عمليتها في الأشهر المقبلة، لكن هذا لن يضع نهاية للأزمة.

وقال ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز، يوم الثلاثاء: “مع أنه يبدو أن إسرائيل تسيطر حاليًا على مزيد من مناطق غزة، فإنه إذا كان عليها أن تحتل قطاع غزة بكامله، فسوف تحدث التحديات الحقيقية”.

من أجل تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس في غزة، أو تعطيل حكم حماس تمامًا في المنطقة، يجب على إسرائيل أن تتولى حكم غزة بشكل مباشر، وتعيد بناء المنطقة على أساس تفضيلات إسرائيل، ومن أجل تحقيق هذه الخطة، قال ليو: “يجب أن تجد إسرائيل متعاونين من الفلسطينيين في غزة، وغيرهم من الفلسطينيين في الضفة الغربية، بعد مقتل 18 ألفًا أو أكثر منهم خلال هذه الحرب”. ثم اختتم قائلًا: “تبدو أحلام إسرائيل في تنفيذ هذا السيناريو بعيدة عن الواقع”.

المصدر: صحيفة غلوبال تايمز الصينية

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع