مختارات أوراسية

العقلانية في السياسة الخارجية الفلبينية


  • 29 يناير 2024

شارك الموضوع

على الرغم من تخفيف التوترات مؤخرًا في بحر الصين الجنوبي، استفزت الفلبين- مرة أخرى- الصين، من خلال إسقاط الإمدادات جوًا لسفينتها الحربية الرابضة- بشكل غير قانوني- في رينآي جياو (المعروفة أيضًا باسم رينآي ريف)، وإثارة التعدي على الصيادين الفلبينيين في هوانغيان داو (المعروفة أيضًا باسم جزيرة هوانغيان).

ووقعت حادثة التعدي على ممتلكات الغير، والضجيج الذي أبداه الجانب الفلبيني في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تشير التقارير إلى أنه في 22 يناير (كانون الثاني)، اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الفلبيني خفر السواحل الصيني بتنفيذ “عمل استفزازي” ضد الصيادين الفلبينيين. ومع ذلك، فالحقيقة هي أنه في 12 يناير (كانون الثاني)، تسللت مجموعة من الصيادين الفلبينيين إلى الشعاب المرجانية في منطقة هوانغيان داو الصينية لاصطياد الأصداف البحرية بشكل غير قانوني. وقد اتخذت القوات الصينية الإجراءات اللازمة لوقف هذه التصرفات وفقًا للقانون، وكانت عملياتها الميدانية مهنية، ومعقولة، ومشروعة، بحسب مصدر موثوق به.

وفي عام 2023، استفزت الفلبين الصين باستمرار في مناطق بحرية متعددة، منها هوانغيان داو، وريناي جياو. وشملت هذه الاستفزازات نقل الإمدادات، والتطفل على مناطق الصيد، لكن التصرفات الاستفزازية التي قامت بها الفلبين في بحر الصين الجنوبي، وسط فجوة القوة بين الصين والفلبين، والتعديلات في إستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، والمنافسة الإستراتيجية مع الصين، أصبحت مثيرة للاهتمام.

فالفلبين هي التي استفزت الصين باستمرار بشأن قضية بحر الصين الجنوبي في المقام الأول. ومع ذلك، صاغت وسائل الإعلام الفلبينية والغربية صورة دولية عن “تسلط” الصين على الفلبين. كلما وقع حادث في بحر الصين الجنوبي، تثير الفلبين المشهد، وتتلاعب بوسائل إعلامها المحلية لتحريض المشاعر المعادية للصين داخل الفلبين.

بالإضافة إلى ذلك، يُضخَّم الضجيج بشأن الفلبين على منصات الإنترنت في جميع أنحاء العالم، من خلال بعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخارجية، ووسائل الإعلام الغربية، وذلك على وجه التحديد لتشويه سمعة حماية الصين للحقوق البحرية، وتحدي سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي. ويرتبط سلوك الفلبين الاستفزازي بالدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، فقد أنشأت الولايات المتحدة مشروع (SeaLight)، وهو مشروع للشفافية البحرية بقيادة العقيد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية ريموند باول، بهدف تشويه سمعة الصين.

وتشكل الاستفزازات المستمرة في البحر، إلى جانب حرب الرأي العام على الإنترنت، فضلًا عن المناورات الدبلوماسية، سمة جديدة للعبة البحرية بين الصين والفلبين في ظل إدارة ماركوس جونيور. فالعمليات الهجومية جدًّا التي تقوم بها الفلبين في بحر الصين الجنوبي هي التي تسبب تحديات خطيرة غير مسبوقة للعلاقات بين الصين والفلبين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. الفلبين هي المسؤولة وليس الصين، ويجب أن تقوم السياسة الخارجية العقلانية على حسابات دقيقة للمصالح والقوة الوطنية. وباعتبارها دولة صغيرة نسبيًّا في هذه المنطقة، يتعين على الفلبين أن تكون حذرة وحكيمة وسط منافسة القوى الكبرى، وإلا فإنها قد تصبح ضحية.

ووفقًا لوزارة الخارجية الصينية، عقد الاجتماع الثامن لآلية التشاور الثنائية بين الصين والفلبين بشأن بحر الصين الجنوبي في شانغهاي يوم 17 يناير (كانون الثاني)، واتفق الجانبان على الالتزام- بثبات- بالتفاهمات المشتركة المهمة التي تم التوصل إليها بين الرئيسين بشأن القضايا البحرية، ومواصلة إدارة النزاعات والخلافات البحرية إدارة صحيحة، من خلال المشاورات الودية، وأكدوا أن الحفاظ على التواصل والحوار أمر ضروري للحفاظ على السلام والاستقرار البحري. كما توصل الجانبان إلى توافق بشأن مواصلة تحسين آلية الاتصال البحري، واتفقا على مواصلة تعزيز التعاون البحري. ونرحب بمزيد من التحركات من جانب الصين والفلبين للالتقاء في منتصف الطريق، ونأمل أيضًا أن تظهر الفلبين حكمة إستراتيجية كافية لتطوير العلاقات الصينية الفلبينية الواعدة.

المصدر: صحيفة غلوبال تايمز الصينية


شارك الموضوع