ملخص سريع
ناقشت الندوة المشهد السياسي المعقد في سوريا والشرق الأوسط، مع التركيز على السياسة الخارجية التركية المتطورة وأهميتها الإستراتيجية لحلف شمال الأطلسي. كما حلل المشاركون دور إيران في المنطقة، وإمكانات النظام الجديد في سوريا، وتأثير روسيا وإسرائيل في المنطقة. كما تطرق النقاش إلى أهمية تركيا في الاستقرار الإقليمي، ومشروعات الطاقة، فضلًا عن تحسين علاقاتها مع الدول العربية، ودورها في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
أبرز الخلاصات
• على الحكومة التركية مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل القضية الكردية داخليًّا.
• تركيا تحافظ على علاقات متوازنة مع كل من روسيا والولايات المتحدة.
• وزارة الخارجية التركية تستعد لزيارة محتملة للرئيس أردوغان إلى سوريا.
• على تركيا التنسيق مع الدول العربية بشأن تحقيق الاستقرار في سوريا، ومواجهة التوغلات الإسرائيلية.
• مسؤولون أتراك وأمريكيون يخططون لزيارة محتملة للرئيس ترمب إلى تركيا.
• تركيا تواصل الوساطة بين روسيا وأوكرانيا للمساعدة على حل النزاع.
• أن يعمل مسؤولون أتراك وخليجيون على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.
• أن تؤدي تركيا دورًا في تسهيل استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا.
• على الحكومة التركية العمل على دمج قوات المعارضة السورية في هياكل الدولة.
• على تركيا التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن إدارة انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
الملخص العام
المشهد السياسي السوري والنفوذ الإماراتي
خلال الندوة، ناقش الباحثان فرانك مسمار، وفراس الفحام، المشهد السياسي في سوريا والشرق الأوسط. وتطرقا إلى سقوط النظام، والقضية الكردية، ودور الإمارات في المنطقة. كما ناقشا المجتمع الدرزي ومكانته في المنطقة. وأعرب فراس عن اعتقاده أن دور الإمارات في سوريا مهم. كما ناقشا إمكانية إقامة علاقات بين روسيا والنظام الجديد في سوريا. وانتهت المحادثة بمناقشة دور إسرائيل في المنطقة، وإمكانية التطبيع.
تطور العلاقات العربية والروسية في تركيا
ناقش الخبراء العلاقة المعقدة والمتطورة بين تركيا والعالم العربي، وخاصة مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وسلط المتحدثون الضوء على العلاقات التاريخية بين تركيا والعالم العربي، فضلًا عن الأهمية الإستراتيجية لتركيا بالنسبة للناتو. كما ناقشوا تأثير السياسة الخارجية التركية في علاقاتها مع روسيا والولايات المتحدة. وأشار المتحدثون إلى أن علاقة تركيا مع روسيا تطورت تطورًا كبيرًا، حيث يتعاون البلدان في مختلف القضايا، ومنها الصراع السوري. كما ناقشوا تصور السياسة الخارجية التركية في روسيا، حيث ينظر البعض إليها على أنها انتهازية، ويرى آخرون أنها شراكة إستراتيجية. وانتهت المحادثة بمناقشة تأثير القومية التركية في المسلمين الروس.
تطور السياسة الخارجية التركية
ناقش الخبراء تطور السياسة الخارجية التركية، خاصة فيما يتعلق بالعالم العربي، وسلّط المشاركون، ومنهم الباحثان فراس فحام، وطه أغلو، الضوء على براغماتية السياسة التركية التي تحركها مصالح الأمن القومي، والدوافع الاقتصادية، وأشاروا إلى أن نهج تركيا في السياسة الخارجية ليس ثابتًا، ويتأثر بعوامل مختلفة، منها ميزان القوى في المنطقة، وأفعال الدول الأخرى. كما ناقش المشاركون تأثير الأزمة السورية في السياسة التركية، وأهمية الحفاظ على التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، وخلصوا إلى أن السياسة الخارجية التركية لا تقودها أيديولوجيا دينية أو إسلامية؛ بل نهج براغماتي لتحقيق المصالح الوطنية.
دور إيران في فوضى الشرق الأوسط
ناقش فرانك مسمار دور إيران في منطقة الشرق الأوسط، واستخدامها في خلق الفوضى، وانسحابها النهائي. كما تطرق إلى التدخل التركي في سوريا، وتنسيقه مع روسيا وإيران، وتداعياته على المنطقة. وشدد مسمار على الأبعاد الثلاثة للدولة: البعد القطري، والإقليمي، والدولي، وأوضح عملية التنسيق الأمني بين تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، وكيف يرتبط ذلك بمصالحها في سوريا. واختتم الدكتور بالقول إن التنسيق الحالي هو نتيجة لمركز المعلومات الرئيس الذي بدأ منذ بداية الثورة.
مصالح تركيا الإستراتيجية وهويتها
ناقش الخبراء المصالح الإستراتيجية والتنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، مؤكدين أن هذه العلاقات لا تقوم على علاقات شخصية؛ بل على مصالح إستراتيجية. كما تطرقوا إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط، مع خروج إيران، وصعود بُعد سني جديد تمثله تركيا. كما أشار الدكتور فرانك مسمار إلى أهمية العلمانية في تركيا، التي تطورت من نظام استبدادي إلى مرحلة أكثر توازنًا. وأضاف الباحثون أن هوية تركيا كانت موضوعًا للنقاش، مع وجود بعض الأحزاب التي لها آراء مختلفة بشأن انتمائها.
العلاقات المعقدة بين روسيا وتركيا
وناقش ديميتري بريجع العلاقة المعقدة بين روسيا وتركيا، مسلطًا الضوء على وجودهما المتشابك في مناطق مختلفة، منها جنوب القوقاز وحوض الفولغا. وأشار إلى أنه على الرغم من وجود مجالات خلاف، مثل القضية السورية، فإن البلدين لديهما روابط ثقافية وتاريخية مهمة. كما تطرق ديميتري إلى التأثير المحتمل للتغيرات السياسية المستقبلية في كلا البلدين على علاقاتهما. وأضاف الباحثون أن المشاعر القومية المتنامية في روسيا يمكن أن تؤدي إلى صدام محتمل في المستقبل، لا سيما فيما يتعلق بقضية آيا صوفيا، واتفاقية سايكس- بيكو.
علاقة ترمب ونتنياهو
في الندوة، ناقش فراس فحام المحادثة بين الرئيس ترمب ونتنياهو، مسلطًا الضوء على إشادة ترمب بعلاقته مع الرئيس بوتين، واقتراحه بأنه يجب على تركيا وإسرائيل أن تنهيا نزاعهما. كما حلل الباحثون السياسة الخارجية التركية إزاء الوضع الحالي في سوريا، لا سيما التوسع الإسرائيلي، وإمكانية تعزيز تركيا لعلاقاتها مع المعارضة السورية. كما تطرق النقاش إلى الانتشار العسكري التركي في وسط سوريا، وإمكانية حدوث مواجهة تركية إسرائيلية. ومع ذلك، استبعد الباحثون احتمال حدوث مواجهة بين أنقرة وتل أبيب. وانتهى اللقاء بمناقشة مستقبل العلاقات التركية الأمريكية في ضوء التغيرات الدولية والإقليمية.
المشهد الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط
وناقش فرانك مسمار المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي الحالي، مؤكدًا أهمية منطقة الشرق الأوسط؛ لاحتياطياتها من النفط والغاز، وأبرز دور تركيا بوصفها لاعبًا رئيسًا في المستقبل الاقتصادي للمنطقة، مع مرور كثير من خطوط أنابيب الطاقة المقترحة عبرها. كما تطرق الدكتور إلى الصراعات الجارية في المنطقة، مثل الصراع الروسي الأوكراني، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، واقترح أن هذه الصراعات تحركها المصالح الاقتصادية، وليس السياسية. واختتم حديثه بالقول إن الحضارة الحالية مبنية على النفط والغاز، وإن استقرار الشرق الأوسط أمر حاسم للنظام الاقتصادي العالمي.
دور تركيا في الاستقرار الإقليمي
ركز النقاش على أهمية تركيا للاستقرار الإقليمي ومشروعات الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويُوصف أردوغان بأنه زعيم براغماتي قادر على الحفاظ على الاستقرار الذي تراه القوى الغربية أمرًا حاسمًا. وتطرقت المحادثة إلى السياسة التركية الداخلية، بما في ذلك الانتخابات المحلية الأخيرة، والصراعات المحتملة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم. كما ناقش المتحدثون دور تركيا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن تحسين علاقاتها مع الدول العربية، وخاصة في منطقة الخليج. ويُنظر إلى مستقبل العلاقات التركية العربية على أنه واعد، مع التركيز على التعاون الاقتصادي، والمصالح المشتركة.