بدأت وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا ولايتها على رأس مؤسسة الدبلوماسية اليابانية بانخراط عريض في أبرز أزمات الشرق الأوسط (الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي)، حيث حضرت قمة متعددة الأطراف عُقدت على عجل في مصر لتُعالج تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تُحاول القاهرة حشد موقف دولي داعم لها لرفض مشروع تهجير الفلسطينيين من القطاع.
ودعت كبيرة الدبلوماسيين اليابانيين إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية “لمنع انتشار الفوضى في المنطقة”، وأعربت عن حرص طوكيو على المساعدة في تهدئة التوترات “في أقرب وقت ممكن”، والتقليل مِن التداعيات من جراء العملية العسكرية الإسرائيلية. وغرق قطاع غزة الذي تحكمه حماس في أزمة إنسانية متفاقمة بعد أيام من الغارات الإسرائيلية ردًا على الهجوم الخاطف الذي شنه مسلحو الحركة عبر حدود غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل أكثر من (1400) شخص في الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة عام 1948.
استخدمت وزيرة الخارجية كلمة ألقتها في القمة لتأكيد ضرورة تقديم المساعدة الضرورية لسكان قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، وإجلاء المواطنين الأجانب الذين ما زالوا هناك، وقالت: “هؤلاء المواطنون الأجانب جميعهم أصدقاء لفلسطين”. وفيما يتعلق بالمساعدات، أعلنت كاميكاوا أن اليابان ستقدم 10 ملايين دولار (1.5 مليار ين) مساعدات إنسانية طارئة لقطاع غزة من خلال المؤسسات الدولية، لكنها ألمحت في كلمتها إلى أنه قد يكون هناك المزيد في المستقبل.
وقالت كاميكاوا: “إنها الطلقة الأولى للمساعدة التي تخطط لها اليابان، وسنواصل النظر في المساعدة على أساس الاحتياجات على الأرض في الوقت المناسب”، وأضافت أن طوكيو رحبت بالأنباء التي تفيد بأن الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية قد وصلت، فيما تجاهلت تمامًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بالتوغل في أراضي قطاع غزة للمرة الأولى منذ اندلاع القتال.
يعد الاستقرار في الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لليابان، التي تعتمد- اعتمادًا كبيرًا- على واردات النفط الخام من المنطقة. وحافظت طوكيو- على مدى عقود- على علاقات ودية مع مختلف دول المنطقة. وأشارت كاميكاوا إلى أن اليابان “أجرت مشاورات وثيقة مع اللاعبين الإقليميين الرئيسين، مثل فلسطين، وإسرائيل، والدول العربية، وإيران”.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت طوكيو تتمتع بالنفوذ الإقليمي للقيام بدور الوسيط في الصراع. وأكدت كاميكاوا أن الصراع المميت لا يعني نهاية عملية السلام في الشرق الأوسط، وقالت: “علينا ألا ندع المأساة التي نشهدها الآن تغلق نافذة الفرصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”. وأضافت: “فقط من خلال الحوار يمكننا حل هذه القضية. إن موقف اليابان الداعم لحل الدولتين لا يتزعزع”.
