تقارير

الانتخابات الرئاسية في روسيا.. ما الجديد؟


  • 29 نوفمبر 2023

شارك الموضوع

في أوقات الانتخابات، يسود التوتر والترقب، حيث تنطلق هذه الفعالية السياسية لتشكل لحظة حاسمة في حياة أي دولة. إنها ليست مجرد عملية انتخابية؛ بل هي محطة تاريخية تعكس إرادة الشعب، وتتيح له التعبير عن تطلعاته، واختيار قادته. في هذا السياق، يتنوع الفهم والتفسير، حيث تتلاقى الآراء والرؤى لترسم صورة فسيفساء معقدة تحمل آمالًا وتحديات.

هذه الدراسة تسعى إلى الوقوف عند أبواب العملية الانتخابية في روسيا، وتسلط الضوء على تفاصيل الآليات والقوانين التي تحكم هذا الحدث. وسنسلط الضوء كذلك على كيفية ترشيح المرشحين، ودور المواطنين في هذه اللحظة الفارقة، مع التركيز على الجوانب الأساسية التي تشكل هيكل هذه التجربة الديمقراطية. من خلال هذا الاستكشاف، سنتسلح بالفهم العلمي لمفاهيم العلوم السياسية لفهم هذا الحدث المهم، وتأثيره في المشهد السياسي في روسيا.

مفهوم الديمقراطية في سياق الانتخابات

تتسم الانتخابات بأنها عملية حاسمة في مسار الديمقراطية، حيث تمثل وسيلة لتحديد إرادة الشعب وتشكيلها، والمشاركة الفعّالة في اختيار الحكومة. تتوجه الأضواء نحو روسيا لفهم كيفية تجسيد مفهوم الديمقراطية في سياقها الخاص.

تاريخ الديمقراطية في روسيا

تعود جذور الديمقراطية في روسيا إلى الفترة التي كانت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي في حقبة ميخائيل غورباتشوف في أواخر القرن العشرين، حيث شهدت البلاد تحولًا مهمًّا نحو نظام سياسي يستند إلى مفاهيم الحرية والتنوع. من خلال الاطلاع على التاريخ، يمكن فهم كيف تشكلت قاعدة الديمقراطية في روسيا، وكيف تأثرت بالتطورات السياسية والاقتصادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر القرن العشرين في التسعينيات في حقبة بوريس يلتسن، حيث شهدت روسيا تحولًا مهمًّا نحو نظام ديمقراطي، إذ شهدت تشكيل هيئات حكومية تتيح للمواطنين المشاركة في اختيار قادتهم، وتحديد مسار السياسة. ورغم تحديات الفساد والاقتصاد، تعد هذه التجربة فرصة لتشكيل هوية وطنية جديدة، مع الحاجة المستمرة إلى التوازن بين الحفاظ على التراث وتحقيق التطور. يتطلع المستقبل إلى تجاوز التحديات بتحسين الأوضاع الاقتصادية، ومكافحة الفساد لضمان استمرارية تطوير الديمقراطية، وتحقيق المشاركة والحقوق الفردية.  تجسد تجربة الديمقراطية في روسيا مسارًا حاسمًا في تاريخها، حيث يتسنى للمواطنين التأثير في مستقبل بلادهم. رغم تحدياتها، تعد هذه التجربة نموذجًا لاستكشاف طبيعة الديمقراطية وتأثيرها الجوهري في حياة المجتمع. مع استمرار السعي نحو التحسينات الاقتصادية ومكافحة الفساد، يتجه المستقبل نحو بناء مجتمع يتمتع بالتعددية، ويحترم حقوق الفرد؛ مما يعزز دور الديمقراطية في تشكيل مستقبل روسيا بشكل أكثر إشراقًا واستدامة.

القوانين والآليات في نظام الانتخابات الروسية

تحكم القوانين والآليات عملية الانتخابات في روسيا، حيث تعمل على تنظيم عملية الترشيح والتصويت. يجب على المرشحين الفرديين جمع عدد معين من التوقيعات لدعم ترشيحهم، ويتعين على الأحزاب السياسية المؤهلة أيضًا جمع تأييد من الناخبين، وتُعد هذه القوانين والآليات جزءًا أساسيًّا من بنية الديمقراطية الروسية؛ فمثلًا، المرشح الذي يحصل على دعم حزب معين، يحتاج إلى جمع ١٠٠ ألف توقيع لصالحه من كل مناطق روسيا، أما المرشح المستقبل فيحتاج إلى ٣٠٠ ألف توقيع.

التحديات التي تواجه المرشحين:

يتعرض المرشحون في روسيا لتحديات متنوعة في أثناء عملية الترشيح، حيث يتعين عليهم الفوز بتأييد كبير من الناخبين، وتحقيق توازن بين الرؤية الشخصية والمطالب الجماعية، ويتعين عليهم أيضًا الالتزام بقوانين الشفافية المالية، وتقديم معلومات دقيقة عن أصولهم، وإيراداتهم.

تأثير الانتخابات في المشهد السياسي

تشكل نتائج الانتخابات عاملًا حيويًّا في تحديد مسار الحياة السياسية في روسيا. تحدث هذه النتائج تحولات مهمة في هيكل السلطة، حيث يمكن للأحزاب الفائزة تشكيل الحكومة، وتوجيه السياسة العامة. إلى جانب ذلك، تؤثر نتائج الانتخابات في علاقة الحكومة بالشعب، حيث يمكن للدعم القوي من الناخبين تعزيز شرعية الحكومة. كما يمكن أن تلقي النتائج بظلالها على القرارات الاقتصادية، حيث يمكن للأحزاب الفائزة تشكيل نهج جديد في السياسة الاقتصادية. في السياق الخارجي، قد تؤدي النتائج إلى تغيير في العلاقات الدولية، حيث يأتي القادة الجدد بآراء وتوجهات مختلفة. في المجمل، تكون الانتخابات لحظة حاسمة تعكس إرادة الناخبين، وتحدد مسار المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد.

إن أهمية الانتخابات الرئاسية تكمن في أثرها الفعّال في التنمية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في روسيا. يتساءل الكثيرون عن دور الرئيس، وصلاحياته، وكيفية انتخابه، وكيف تطوّرت هذه العملية عبر الزمن، وخاصة في مقارنة بانتخابات سابقة، مثل تلك التي جرت عام 1991، أو عام 2008.

لنلقِ نظرة على دور رئيس الاتحاد الروسي، وفقًا للدستور الروسي. يشغل رئيس الاتحاد دور رئيس الدولة، ويكون ضامنًا لحقوق الإنسان والحريات المدنية. كما يتحمل مسؤولية ضمان سيادة الاتحاد الروسي واستقلاله، ويضمن التنسيق والتفاعل بين سلطات الدولة. ووفقًا للتشريعات الروسية، يحدد الرئيس الاتجاهات الرئيسة للسياسة الداخلية والخارجية للدولة، ويمثل الاتحاد الروسي داخليًّا، وعلى الساحة الدولية.

ينتخب المواطنون بصفة مباشرة، من خلال اقتراع سري، رئيس الاتحاد الروسي، مدةً تبلغ 6 سنوات. يشترط في المرشح أن يكون مواطنًا روسيًّا يبلغ من العمر 35 عامًا على الأقل، ويقيم في روسيا مدة لا تقل عن 10 سنوات. ومن المهم أيضًا تأكيد أن الشخص نفسه لا يستطيع تولي المنصب أكثر من فترتين متتاليتين.

تشير القوانين الاتحادية إلى إجراءات انتخاب رئيس الاتحاد الروسي، ومنها متطلبات الترشيح، حيث يجب على المرشح أن يتقدم بترشيحه في مؤتمر حزب سياسي، أو بشكل مستقل، ويجب عليه الامتثال للمعايير التشريعية، مثل جمع العدد اللازم من التوقيعات لدعمه.

تاريخ الانتخابات الرئاسية في روسيا يظهر تطورًا طويل الأمد. أُجريت أول انتخابات رئاسية في عام 1991، وكان لها دور مهم في تحديد مسار البلاد. ثم تغيرت مدة ولاية الرئيس عبر السنوات، حيث كانت خمس سنوات عام 1991، وتم تقليلها إلى ثلاث سنوات عام 1993، وزيادتها إلى ست سنوات عام 2008.

في انتخابات عام 2012، شهدت روسيا تحولات ملحوظة، حيث انتُخِبَ الرئيس ست سنوات لأول مرة، واستُخدِمَت تقنيات المعلومات بشكل فعّال. كما كانت الانتخابات مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، حيث كان بإمكان الجميع مراقبة العملية الانتخابية من خلال كاميرات الويب في مراكز الاقتراع.

تتابع روسيا تطوير عملية الانتخابات الرئاسية، حيث كانت الانتخابات الأخيرة في عام 2018 تظهر ثقة المواطنين الروس بالرئيس فلاديمير بوتين الذي فاز بنسبة كبيرة. يعكس ذلك استمرار التفاعل الديمقراطي في البلاد، حيث يحق للمواطنين التعبير عن آرائهم من خلال الإدلاء بأصواتهم، أو عدم التصويت.

من اللافت للانتباه أن انتخابات عام 1996 كانت استثناءً نادرًا في تاريخ روسيا، حيث جرت في جولتين، وانتهت بفوز بوريس يلتسين بعد عدم تحقيق أي مرشح للأغلبية في الجولة الأولى. هذه التجربة أظهرت مدى تعقيد عمليات الانتخابات في بعض الأحيان، ولكنها لم تمنع استمرار تطوير العملية الديمقراطية؛

ومن هنا يبرز أن تاريخ الانتخابات الرئاسية في روسيا يعكس تحولات البلاد السياسية والاجتماعية. من خلال السماح بالمشاركة الواسعة، واستخدام التكنولوجيا في عمليات الانتخابات، تُظهر روسيا التزامها بتعزيز الشفافية والشرعية في العملية الديمقراطية.

يظهر التاريخ الانتخابي لروسيا أن هذه العملية ليست ثابتة؛ بل تخضع للتطور والتحسين المستمرين؛ مما يعكس استعداد البلاد لتلبية تحديات المستقبل، وضمان مشاركة المواطنين في تشكيل مستقبلهم السياسي.

مع بمضي الزمن، أصبحت الانتخابات الرئاسية في روسيا فرصة لتحقيق التغيير، وتحديد الاتجاهات المستقبلية للبلاد. الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا، والتشديد على الشفافية في العملية الانتخابية يؤديان دورًا محوريًّا في تعزيز ثقة المواطنين، وتعزيز المشاركة الفعّالة في الحياة الديمقراطية.

في ظل التحولات السياسية والاقتصادية العالمية، يتعين على روسيا النظر إلى المستقبل بتفاؤل، والعمل على تعزيز الديمقراطية، وتحسين العملية الانتخابية. يُظهر التاريخ السياسي أن البلاد تتعلم من تجاربها السابقة، وتسعى دومًا إلى تحسين آليات الحكم والمشاركة المدنية.

من المهم أيضًا النظر إلى التحديات والفرص التي قد تواجه عملية الانتخابات في المستقبل، مثل التكنولوجيا الجديدة، وتطورات الاتصالات، وكيف يمكن استغلالها لتحسين الشفافية والمشاركة الواسعة في القرارات الوطنية.

في النهاية، يبقى الهدف الرئيس هو تعزيز الديمقراطية، وضمان تمثيل شامل وفعّال لإرادة الشعب في تحديد مستقبل البلاد. يستمر التطوير المستمر لعملية الانتخابات في روسيا في تعزيز مكانة الشعب بوصفه شريكًا في بناء مستقبل البلاد.

مع استمرار التطورات السياسية والاقتصادية العالمية، يظل تعزيز الديمقراطية في روسيا أمرًا حاسمًا لضمان استمرار تحقيق التقدم، وتلبية تطلعات المواطنين. يعزز الحوار المستمر والتفاعل بين الحكومة والشعب مستوى الثقة، ويسهم في تعزيز الشفافية والمشاركة الفعّالة في صنع القرارات الوطنية.

في سياق تطورات العصر الحديث، تؤدي التكنولوجيا دورًا أساسيًّا في تحسين عمليات الانتخابات. يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات البث المباشر لتوعية المواطنين بالمرشحين وبرامجهم، وتشجيع المناقشات العامة بشأن القضايا الرئيسة التي تمس حياتهم.

على صعيد آخر، يجدر النظر أيضًا إلى تعزيز الحوكمة، ومكافحة الفساد، حيث يسهم ذلك في بناء نظام سياسي قائم على النزاهة والمساءلة. يتطلب تعزيز الديمقراطية أيضًا تعزيز مفهوم المواطنة، ودور المواطن في المشاركة الفعّالة في إدارة الشؤون العامة.

مَن المرشحون المعروفون للانتخابات الرئاسة حتى الآن؟

إيغور جيركين

من قدامى المحاربين في مدفعية الجيش الروسي، أدّى دورًا رئيسًا في ضم الاتحاد الروسي شبه جزيرة القرم، ولاحقًا في الحرب في دونباس بوصفه منظمًا للجماعات المسلحة لجمهورية دونيتسك الشعبية. اتهمت السلطات الأوكرانية جيركين، الذي يصف نفسه بأنه قومي روسي، بالإرهاب. ويعاقبه حاليًا الاتحاد الأوروبي؛ لدوره القيادي في النزاع المسلح في شرق أوكرانيا. وصفته السلطات الأوكرانية بأنه كولونيل متقاعد من مديرية المخابرات الرئيسة.

يعتبر ستريلكوف ترشيحه “فرصة للوحدة في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية”.

دعا وزير الدفاع السابق لجمهورية دونيتسك الشعبية إيغور ستريلكوف (جيركين)، الذي اعتقل في يوليو (تموز) في قضية تطرف، في رسالة من مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة، أنصاره إلى تشكيل مقر لترشيحه للانتخابات الرئاسية في ربيع عام 2024، بوصفه مرشحًا مستقلًا. وقد تلا زميله أوليغ نيلزين، الوزير السابق لجمهورية دونيتسك الشعبية، بيانه في اجتماع للحركة الروسية لصالح ستريلكوف.

“أقدم اقتراحًا لبدء العمل على ترشيحي كمرشح رئاسي وفقًا للتشريعات الحالية لروسيا، وتشكيل مجموعة مبادرة لدعم ترشيح مرشح رئاسي، وجمع التوقيعات للمشاركة في الانتخابات كمرشح ذاتي وفقًا للإجراء الذي حدده التشريع الحالي لروسيا” (نقل نيلزين عن بيان ستريلكوف).

ترشيح إيغور ستريلكوف، للانتخابات الرئاسية الروسية يتسم بنتائج سلبية، حيث يُتَّهم باتهامات الإرهاب، ويتعرض لعقوبات من الاتحاد الأوروبي. تصريحاته عن الوحدة تظهر رغبته في مواجهة التهديدات، ولكن يمكن أن تُفسر أيضًا بأنها محاولة للتقليل من التأثير السلبي لاتهاماته. بوصفه مستقلًا، يُظهر ترشيحه رغبته في التميز عن التيارات السياسية التقليدية، وهو أمر قد يزيد عدم استقرار الساحة السياسية. الدعم الداخلي قد يكون ضئيلًا بسبب سجله العسكري المثير للجدل. بشكل عام، يعكس ترشيحه وضعًا سياسيًّا معقدًا وقد يثير تساؤلات عن قدرته على الفوز، وتحقيق الوحدة المزعومة في وجه التحديات الراهنة.

بوريس ناديجدين

وُلد بوريس ناديجدين في طشقند، أوزبكستان السوفيتية، وهو من أصول روسية وأوكرانية وبولندية ورومانية يهودية. تجاوز زلزال طشقند الذي وقع في عيد ميلاده الثالث، وفي عام 1969، انتقلت عائلته به إلى مدينة دولجوبرودني، حيث كان والده يدرس في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا (ميبت)، في حين كانت والدته طالبة في معهد موسكو الموسيقي. وتعتبر تلك العائلة أن جميع الرجال في العائلة يحملون اسم بوريس لمدة خمسة أجيال، حيث كان جده ملحنًا أوزبكيًّا سوفيتيًّا، وأستاذًا مشاركًا في معهد طشقند الموسيقي.

في عام 1979، نال بوريس الجائزة الثانية في أولمبياد عموم الاتحاد الرياضي بين طلاب المدارس الثانوية، وفي العام نفسه تخرج في المدرسة الداخلية المتخصصة رقم 18 للفيزياء والرياضيات في جامعة لومونوسوف موسكو الحكومية. وفي عام 1985، حصل على شهادة الشرف من (ميبت). عمل بوريس مهندسًا وباحثًا في مركز أبحاث عموم الاتحاد لدراسة خصائص السطح والفراغ منذ عام 1985 حتى عام 1990.

في 27 مايو (أيار) 2023، دعا بوريس ناديجدين إلى انتخاب حكومة جديدة في روسيا بهدف وقف الحرب على أوكرانيا، وبناء علاقات مع أوروبا.

وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أعلن ديمتري كيسييف، مؤسس مقر المرشحين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مشاركة بوريس ناديجدين في الانتخابات الرئاسية عام 2024. وفي 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أعلن ناديجدين رسميًّا ترشيحه من خلال حزب المبادرة المدنية.

إيكاترينا دونتسوفا

تبلغ إيكاترينا دونتسوفا من العمر 40 عامًا. تعيش في منطقة تفير، وتعمل صحفية، ولديها شهادتان عاليتان في القانون، والصحافة.

شاركت في قناتها على تليغرام الرسالة التي تخص ترشحها: (اليوم أشارككم قرارًا مهمًّا كان ينضج في قلبي منذ مدة طويلة. سوف أترشح لمنصب رئيس روسيا.

لماذا يُتخذ هذا القرار؟ لأنني أحب بلدنا، أريد أن تكون روسيا دولة ديمقراطية، ومزدهرة، وسلمية. والآن تتحرك بلادنا في اتجاه مختلف تمامًا، بعيدًا عن الحقوق والحريات، عن الحب والسلام، عن المستقبل الرائع.

سألني الأصدقاء الذين ناقشت قراري معهم: “هل تعتقدين أنه يمكن تغيير شيء ما في روسيا الحديثة من خلال هذه الانتخابات؟ هل تعتقدين أنك سوف تُقبَلين وتُسجَلين كمرشحة؟ ألا تخشين أن تُسجني؟”.. بالطبع، ليس لديّ أوهام بشأن هذه “الانتخابات”، وأخشى، مثل أي شخص عادي، لكنَّ لدي أملًا في أن تتغير روسيا ديمقراطيًّا. أنا متأكدة من أن الأمر يستحق المحاولة، وأي محاولة ستكون أفضل من التقاعس!

قادني إلغاء الانتخاب المباشر لرئيس بلدية بلدي الأصلي رزيف إلى السياسة، وأنشأت مجموعة مبادرة لتنفيذ مبادرة تشريعية بشأن هذه القضية. بالطبع، رُفض النظر فيها، وأُبطِلَت التوقيعات التي جُمعت، لكن الدعم الصادق من الناس لم يسمح لي بالاستسلام. بصفتي صحفية، صوّرت تقارير عن موضوعات اجتماعية حادة، وشاركت في المبادرات العامة والمدنية. في عام 2019، انتُخبت نائبة لدوما مدينة رزيف. ساعدني تعليمي القانوني في عملي البرلماني، جنبًا إلى جنب مع السكان، الذين هزموا البيروقراطية مرارًا وتكرارًا. ولكن في عام 2022، كجزء من حملة تدمير الحكم الذاتي المحلي، تم تصفية دوما، ودُمِجَت المدينة مع المنطقة.

قضايا الحكم الذاتي المحلي، والحقوق، والحريات، وأولويات الميزانية، والحرب والسلام، ومستقبلنا، كلها قضايا تهم كل واحد منا. أنا أربي ثلاثة أطفال، ومن المهم لي أن أتساءل: أي بلد سنتركه لهم؟ أفهم أن كثيرًا من الناس يريدون الآن الانتظار والاستلقاء والجلوس، لكننا بحاجة إلى التصرف اليوم، فقد يكون الأوان قد فات. من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا! دعونا نحاول على الأقل! دعونا نحاول الفوز في هذه “الانتخابات”!.

للتسجيل كمرشحة، أحتاج إلى عقد اجتماع لمجموعة مبادرة من 500 شخص، وجمع 300 ألف توقيع. إذا كنت على استعداد لدعم ترشيحي والتوقيع، يرجى ملء النموذج على الموقع:

https://t.me/Duntsova/4

رغم مخاوفها من التسجيل، والمضايقات القانونية المحتملة، تظل دونتسوفا مصممة على تحقيق التغيير، وتحفيز المواطنين على المشاركة والدعم. وتحديثات المعلومات عن استجابة الناس لدعوتها للتوقيعات، وتطور الحملة الانتخابية، ستكون مهمة لفهم قوة حملتها الانتخابية وجدواها.

ووفق المعلومات، فقد تتحالف إيكاترينا مع بوريس ناديجدين في جمع في الانتخابات، ولكن حتى وقتنا الحالي، يواجه المرشحان مشكلات في جمع التوقيعات لأنهما مرشحان من أحزاب غير برلمانية.

فلاديمير بوتين

بالرغم من عدم إعلان الرئيس فلاديمير بوتين رغبته في الترشح مجددًا، يُشير بعض المحللين إلى احتمال ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة. في بداية عام 2023، كشفت تقارير نشرتها “ميدوزا” أن إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بدأت استعداداتها للمشاركة في هذه الانتخابات. ووفقًا لمصادر غير معلنة، يتوقع أن تتسم حملة بوتين بـ”أيديولوجيا المحافظة”، حيث يُقدم المرشح بوصفه حارسًا للقيم التقليدية، مع التركيز على التقاليد و”التفوق الأخلاقي” لروسيا على الغرب. حُدّدت هذه الإستراتيجية بناءً على مفهوم المحافظة الانعزالية الذي اعتُمد في نهاية عام 2021، لكنه عُدِّل بسبب الأحداث الأخيرة، ومنها ذلك الغزو الشامل لأراضي أوكرانيا.

وفقًا للمصادر الداخلية، يُعد تأجيل إعلان ترشح بوتين من تكتيكاته في الانتخابات؛ بهدف خلق جو من عدم اليقين؛ لمنع توحيد المعارضة، أو تشكيل تحالف قوي ضده. وتكمن التحديات الرئيسة لحملته الانتخابية- وفقًا لشبكة إن بي سي- في تراجع دعم الناخبين الرئيسين له، وهم المتقاعدون، وكبار السن، بالإضافة إلى نمو الدعم للمعارضة بين الشباب، الذي يزداد سنويًّا نتيجة لتجديد الأجيال.

ليونيد سلوتسكي

ليونيد إدواردوفيتش سلوتسكي هو سياسي روسي، وُلد في 4 يناير (كانون الثاني) 1968 في موسكو. يترأس الحزب الليبرالي الديمقراطي لروسيا منذ 27 مايو (أيار) 2022، ويتولى أيضًا رئاسة فصيل الحزب في مجلس الدوما بالجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي منذ 18 مايو (أيار) 2022. إلى جانب ذلك، يتولى رئاسة لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية منذ 5 أكتوبر (تشرين الأول) 2016.

يمتلك سلوتسكي خبرة طويلة في الساحة السياسية، حيث شغل منصب نائب في مجلس الدوما في الفترات الثالثة (2000- 2003) والرابعة (2003- 2007) والخامسة (2007- 2011) والسادسة (2011- 2016)، وانتُخِبَ في الفترات اللاحقة. وقد أكمل دراسته بنجاح ليحصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد.

يشغل سلوتسكي أيضًا منصب رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة لومونوسوف موسكو الحكومية، وقسم العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية للاقتصاد والإحصاء والمعلوماتية. في مارس (آذار) 2020، تولى رئاسة كلية السياسة العالمية بجامعة لومونوسوف موسكو الحكومية. كما أنه شغل منصب سفير فوق العادة ومفوض في عام 2022.

منذ عام 2002، يشغل سلوتسكي منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة الدولية (مؤسسة السلام الروسية). ومنذ عام 2014، جاء اسمه في قوائم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأخرى؛ بسبب دعمه ضم شبه جزيرة القرم، ودعمه الغزو الروسي لأوكرانيا.

في عام 2018، أصبح سلوتسكي محط أضواء الإعلام بعد تورطه في فضيحة جنسية، ما أدى إلى “مقاطعة” تضامنية لعدد من وسائل الإعلام ضده. وفي عام 2022، شارك بوصفه ممثلًا روسيًّا في المفاوضات الروسية الأوكرانية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

يُفترض أن يُتخَذ القرار النهائي بشأن مرشح حزبه في الانتخابات الرئاسية في روسيا خلال مؤتمر الحزب المقبل، حيث قال سلوتسكي إن القرار سيُعلن في مؤتمر الحزب، الذي يُعقد عادة في ديسمبر (كانون الأول).

ما الجديد المنتظر في انتخابات عام 2024؟

الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا عام 2024، تظهر تعقيدات كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين، حيث تأثر الوضع الداخلي كثيرًا بسبب الأحداث في أوكرانيا. وفقًا لنتائج استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا في مارس (آذار) 2022، يظهر أن 83% من المشاركين يؤيدون إجراءات بوتين كرئيس، وهو ارتفاع بنسبة 12% عن استطلاع الفترة السابقة، وهذا يعكس أيضًا زيادة في مستوى التأييد العام لروسيا.

تتسم الأوضاع بعدم الشفافية نتيجة للضغوط التي يمارسها الكرملين على وسائل الإعلام ومراكز البحث المستقلة. يعكس هذا الاستطلاع واقعًا يعيشه الشعب الروسي بعد أحداث فبراير (شباط) 2022.

يعد نجاح بوتين في العمليات العسكرية في أوكرانيا ركيزة مهمة لمستقبله السياسي، واستمرار النظام الذي أسسه بعد خلافة يلتسين. بوتين، الذي استغل ضعف الديمقراطيين والليبراليين في التسعينيات، بنى نفسه في مدرسة المخابرات السوفيتية، وسعى إلى التحكم في الأمور السياسية من خلال وضع أنصاره في المناصب الحكومية، والسيطرة على وسائل الإعلام.

تشير بعض التحليلات إلى أن عدم نجاح بوتين في الملف السياسي قد يؤدي إلى تقسيم روسيا وفقًا لمشروع الاستعمار؛ مما يخلق تحديات خطيرة، وتأثيرات سلبية في المنطقة بأسرها. يشير الحديث في الداخل الروسي إلى إمكانية وضع بوتين شخصية بديلة له، ولكن هذا قد يفتح الباب أمام فترة غامضة في السياسة الروسية.

تمرير بوتين للتعديلات الدستورية عام 2020، يسمح له بالترشح في الانتخابات المقبلة، وهو ما يعزز فرصه في البقاء في السلطة. تظهر خططه المستقبلية بغموض، ويُرجح أنه يسعى إلى الحفاظ على السيطرة، والاستفادة من الوضع الحالي لتعزيز نفوذه. في حملته الانتخابية المتوقعة لعام 2024، سيسعى بوتين إلى استغلال موضوع الوحدة الوطنية لتعزيز صورته بوصفه زعيمًا يضم الشعب، ويحمي الدولة.

من المتوقع أن يستمر بوتين في تكتيكه القديمة؛ في جعل الرأي العام ينظر إليه على أنه الزعيم الذي يحقق الوحدة والاستقرار في روسيا. في حملته السابقة عام 2018، ركز على شعار “رئيس قوي لروسيا قوية”، ومن الممكن أن يُعاد استخدام الإستراتيجية نفسها في عام 2024، مع التركيز على فكرة “دولة واحدة، شعب واحد، زعيم واحد”؛ لتعزيز الوحدة الوطنية في وجه التحديات الخارجية.

يُشير الحديث في الدوائر الروسية إلى إمكانية ترشيح جنود من العمليات العسكرية الخاصة في الانتخابات المحلية؛ مما يعكس استفادة بوتين من التأثير الإيجابي للعمليات العسكرية في أوكرانيا في الدعم الشعبي. يمكن أن يكون هذا التوجه إستراتيجية لتعزيز التأييد للقوات نفسها في الساحة السياسية.

بينما يظل مستقبل بوتين غير واضح تمامًا، يبدو أنه يسعى إلى التحكم في الساحة السياسية الروسية تحكمًا دائمًا. القوانين التي مُرِّرَت لتأمين فترة رئاسته الطويلة تشير إلى تفضيله للثبات السياسي، وتقوية سيطرته.

مع التحولات المستمرة في المشهد السياسي الروسي، والضغوط الدولية المتزايدة، يظل توجيه بوتين في المستقبل محل متابعة دقيقة، حيث يعد الحفاظ على الدعم الشعبي، والاستمرار في التأثير في القرارات السياسية في روسيا، هدفًا رئيسًا له.

الاستنتاجات

الظروف الراهنة للنزاع الذي تشهده روسيا تتجلى في فرض كثير من العقوبات والضغوط الدولية على البلاد ومواطنيها في الخارج. يعتقد البعض أن هذه الضغوط والعقوبات ستكون في صالح الرئيس فلاديمير بوتين؛ وذلك بسبب اهتمام بوتين بقضايا الأمن، وتطوير القطاع العسكري بوصفه أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في جذب الدعم الشعبي، وتحسين صورة روسيا على الساحة الدولية.

من جهة أخرى، تسهم قرارات الغرب منع مواطني روسيا من السفر إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي في تعزيز موقف بوتين داخليًّا. ومع ذلك، تظهر هذه الخطوة لبوتين أيضًا أن الغرب يراقب بانتباه تحركات روسيا، ويمارس ضغوطًا لضبط سلوكها.

فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024 في روسيا، والولايات المتحدة، وأوكرانيا، يرى بعض الخبراء السياسيين أنها قد تكون حاسمة في حل الصراع الروسي الأوكراني؛ وقد يكون لديها تأثير مباشر في تصاعد الأوضاع أو تهدئتها. بينما يتوقع بعض الخبراء أن يسعى بوتين إلى إيجاد حل للملف الأوكراني في نهاية عام 2023، يعتقد آخرون أن التصعيد الحالي قد يخدم مصلحة بوتين في الفوز بدعم شعبي أكبر خلال حملته الانتخابية.

على الرغم من وجود ضعف في الوعي السياسي في المجتمع الروسي، فإنه يبدو أن بوتين يستفيد من هذا الوضع من خلال توجيه اهتمامه نحو القضايا العسكرية، والأمن الوطني. يعد هذا التحول في التركيز جزءًا من إستراتيجية بوتين لتعزيز دعمه الشعبي، وتحقيق أهدافه السياسية.

من ناحية أخرى، تُظهر العقوبات الدولية، ومنع الغرب سفر المواطنين الروس، تأثيرًا إيجابيًّا على بوتين داخليًّا. يُعزز ذلك الشعور بالوحدة الوطنية، والتصدي للتحديات الخارجية، مما يمكن بوتين من تعزيز صورته بوصفه زعيمًا قويًّا.

فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، قد يكون لها تأثير كبير في تطور الأحداث. يعتقد بعض الخبراء أن بوتين قد يسعى إلى البحث عن حل للصراع الأوكراني في نهاية عام 2023، وهو ما قد يلقى ترحيبًا من الجماهير الروسية. في المقابل، يرى آخرون أن استمرار التصعيد الحالي يمكن أن يكون لصالح بوتين، حيث يعزز موقفه، ويحقق دعمًا أوسع خلال الحملة الانتخابية بمنعطف محتمل في عام 2024.

في سياق التحديات والفرص التي تواجه بوتين، يعزز التصعيد الحالي في العلاقات مع الغرب، وخاصةً العقوبات، دور بوتين بوصفه زعيمًا يقف ضد المؤامرات الخارجية، ويحمي مصالح روسيا. يركز بوتين على تعزيز الوحدة الوطنية، والهوية الروسية، مستغلًا الأزمات الدولية لتعزيز التضامن الداخلي، وتوجيه الانتباه بعيدًا عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

قد يحاول بوتين أيضًا الاستفادة من الانتخابات المقبلة لتعزيز دور روسيا على الساحة الدولية، وتحسين العلاقات مع بعض الدول بناءً على قوة الصوت الشعبي، والدعم الداخلي. يمكن أن تكون هذه الإستراتيجية جزءًا من محاولة لإظهار بوتين على أنه زعيم يمتلك القدرة على التعامل بفاعلية مع التحديات الدولية، وتحقيق المكاسب للمواطنين الروس.

من جهة أخرى، قد يكون هناك تحرك دبلوماسي مستقبلي يستهدف تحسين العلاقات مع الغرب بعد الانتخابات، خاصةً إذا كان ذلك يخدم مصلحة بوتين في تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية. يمكن أن تكون هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية طويلة الأمد لتحقيق التوازن بين الرغبات الداخلية والضغوط الدولية.

ما ورد في التقرير يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع