تقدير موقف

الانتخابات الأمريكية ومستقبل العلاقات بين أنقرة وواشنطن


  • 14 نوفمبر 2024

شارك الموضوع

تتجه الأنظار نحو مستقبل العلاقات التركية الأمريكية في السنوات الأربع المقبلة بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والإستراتيجية التي سيتبناها في التعامل مع تركيا. تأمل الحكومة التركية تجاوز الصعوبات والخلافات التي وترت العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الماضية.

هنّأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “صديقه” دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث كتب على منصة إكس (X): “نأمل أن تتعزز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وأن تنتهي الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، خاصة القضية الفلسطينية، والحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

وفي قراءة للموقف التركي من نتائج الانتخابات الأمريكية، تفضل أنقرة التعامل مع ترمب على التعامل مع بايدن، الذي أظهر مواقف عدائية تجاه تركيا مؤخرًا. ورغم التباينات في العلاقات التركية الأمريكية في السنوات الماضية، حافظ الرئيس ترمب خلال ولايته السابقة على مسار جيد مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، رغم تعارض مصالحهما في السياسة الخارجية في ملفات عدة، لا سيما في سوريا.

في عام 2018، تصاعد التوتر بين البلدين إلى ذروته بسبب قضية القس الأمريكي أندرو برانسون، ونتج عنه عقوبات متبادلة. وتكرر الخلاف في عام 2019 بسبب العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ضد الوحدات الكردية المسلحة. كما شكل شراء تركيا منظومة إس-400 (S-400) الروسية إحدى أهم الأزمات في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مما دفع الكونغرس الأمريكي إلى المطالبة بفرض عقوبات على تركيا، وكان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ في أغسطس (آب) 2017. ومع ذلك، حرص ترمب على الحفاظ على العلاقات مع تركيا، وأعاق فرض عقوبات “كاتسا” وعقوبات أخرى، مفضلًا الحوار مع أردوغان لتجاوز التحديات.

ماذا تريد تركيا من ترمب؟

بحسب التصريحات والتعليقات التركية، فإن أهم ما تريده تركيا من ترمب وإدارته الجديدة هو عدم التعامل معها بالنهج الفوضوي نفسه الذي اتبعته إدارة بايدن، دون أن يكون النهج مشابهًا للتجاهل الذي اتبعته إدارة أوباما، مما أدى إلى توسيع الفجوة في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.

تبرز قضية الدعم الأمريكي للوحدات الكردية المسلحة في شمال سوريا كإحدى القضايا الرئيسة في أجندة العلاقات بين واشنطن وأنقرة خلال المرحلة المقبلة. أرسلت تركيا عدة رسائل للولايات المتحدة، خاصة بعد صعود ترمب، بأنها لن تتراجع عن جهودها لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، معتبرة إياها جزءًا من منظمة العمال الكردستاني “الإرهابية”، ومؤكدة أنها لن تقبل بمواصلة الدعم الأمريكي لها. كما قد تكون قضية الملف الإيراني مجالًا محتملًا للتعاون بين الطرفين.

الخاتمة

إن تطور العلاقات الأمريكية التركية في المرحلة المقبلة يمكن أن يكون مرتبطًا بالتغيرات العالمية. إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على هيمنتها الدولية، فإن تركيا تسعى إلى دور إقليمي يتناسب مع حجمها، إضافة إلى دور دولي يستند إلى موقعها الإستراتيجي، وامتداداتها في الأطلسي وأوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط.

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع