مختارات أوراسية

افتتاحية صحيفة الصين اليومية

«العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين يجب أن يتوقف»


  • 15 نوفمبر 2023

شارك الموضوع

تحت عنوان: «العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين يجب أن يتوقف»، شنت هيئة تحرير صحيفة الصين اليومية (China Daily)، في افتتاحيتها، هجومًا حادًّا على ما يسمى “العالم الحر” الغربي، الداعم لحرب الإبادة الجماعية تجاه الشعب العربي الفلسطيني.

لقد طفح الكيل. ما بدأ ردًّا إسرائيليًّا معقولًا على ما يبدو أنها هجمات من حماس على الدولة اليهودية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. لقد أصبح الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة عشوائيًّا، مع قصف مخيمات اللاجئين، ومحاصرة المستشفيات، وتحويل القطاع إلى جحيم حي، مع حدوث مآسٍ إنسانية مروعة يوميًّا.

ووفقًا للتقارير، اضطر مستشفى القدس، ثاني أكبر مستشفى في غزة، إلى التوقف عن العمل بسبب نقص الوقود، والحصار الإسرائيلي المستمر؛ مما أدى إلى صعوبات في تشغيل المنشأة. لقد قُصِفَ مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، وحوصر بالدبابات، بل عُزِلَ مؤقتًا عن العالم الخارجي.

أدانت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الاثنين- بشدة- القصف الإسرائيلي لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وهي اللجنة التي تعمل على “تخفيف معاناة السكان في قطاع غزة المحاصر بسبب الحصار الطويل، والعدوان المستمر”.

وفي يوم الاثنين أيضًا، التزمت مكاتب الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم دقيقةً صمتًا، مع تنكيس علم الأمم المتحدة تكريمًا لأكثر من 100 من عمال الإغاثة وموظفي وكالات الأمم المتحدة الذين قتلوا في أثناء مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في غزة. إن هذا الهجوم المتهور والعشوائي الذي لا يميز بين المدنيين والمسلحين، ويعتبر البنية التحتية الداعمة لحياة المدنيين هدفًا مبررًا للهجوم، ينبغي إدانته دون قيد أو شرط.

ويجب على إسرائيل أن تعلم أن تجاهل قواتها الصارخ للقانون الدولي، والكارثة الإنسانية التي أحدثتها، سرعان ما أدى إلى تآكل التعاطف تجاه الخسائر التي تكبدتها في بداية هذه الجولة من الصراع، فضلًا عن أن انتقامها غير المقيد يهدد أيضًا بإشعال حرب أوسع في الشرق الأوسط.

ولا يقتصر الأمر على إطلاق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية النار بهدف قتل المدنيين الفلسطينيين؛ بل إن إسرائيل تستفز حزب الله على حدودها الشمالية، وتقصف أهدافًا سورية أيضًا. إن توسع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يحدث بالفعل. وإذا استمر القتال، فإنها قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يشارك مزيد من اللاعبين مشاركة مباشرة؛ مما يرسم صورة أكثر قتامة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

تستمر الجولة الحالية من الصراع في شهرها الثاني، ولكن بدلًا من أن تكون هناك نهاية في الأفق، فإن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. ولمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر، يجب على إسرائيل أن ترفع فورًا الحصار عن مستشفيات غزة، وتزيل تمامًا القيود المفروضة على إمدادات سبل العيش إلى القطاع، وخاصة توصيل الوقود إلى المؤسسات الإنسانية، والطبية، ومرافق كسب العيش.

لقد دعت الصين- باستمرار- إلى وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية، وحثت جميع الأطراف، وخاصة اللاعبين ذوي النفوذ، وأصحاب المصلحة في المنطقة، على العمل معًا لإقناع إسرائيل بوضع حد للعقاب الجماعي الذي تفرضه على المدنيين في غزة.

المصدر: صحيفة الصين اليومية (China Daily)


شارك الموضوع