في عام 2016، زرت متحف بوشكين في موسكو، فاستوقفني الجناح الخاص بمصر، الذي أسهم فيه عالم المصريات الروسي فلاديمير غالينيشيف، الذي كتبنا قصته في مقال سابق.
تعد القطع الأثرية المصرية في روسيا من أهم القطع في العالم، سواء الموجودة في متحف بوشكين في موسكو، أو الموجودة في متحف الإرميتاج في سانت بطرسبورغ. ومع ذلك، هناك هيمنة للمدرسة الفرانكفونية والأنجلوفونية على دراسات علم الآثار حول العالم، وفي مصر ذاتها، مع أن عالم الآثار الروسي غالينيشيف كان من أول من عملوا في تأسيس كلية الآثار في جامعة القاهرة، وله تمثال غير معروف في المتحف المصري بالقاهرة.
وقد جاءت الآثار المصرية إلى روسيا من 3 مصادر:
– إهداء من محمد علي باشا.
– في فترة شراء الآثار والاتجار فيها بعلم الحكومة الخديوية في نهاية القرن الـ 19.
– في فترة تهريب الآثار بعد تجريم بيعها في النصف الأول من القرن العشرين.
في هذا المقال قائمة بأهم القطع الأثرية في روسيا، مع صور توضيحية لها، التقطها المؤلف بنفسه، أو جمعها من كتالوج بعثة الآثار الروسية، أو من موقع المتحف على الإنترنت.
سفنكس المصري في مدينة سان بطرسبورغ في أقصى شمال روسيا، حيث الدائرة شبه القطبية، وبحر البلطيق، ومشارف فنلندا وبقية الدول الإسكندنافية. كُتب على قاعدة التمثال “سفنكس المصري جاء من الأقصر إلى مدينة القديس بطرس في عام 1832″، وذلك خلال الفترة التي أراد محمد علي التقرب فيها إلى حكومة القيصر الروسي.
من أشهر الآثار المصرية في موسكو، تلك التي تمثلها قطعة من الحلي من حضارة مصر القديمة، لا تزيد أبعادها على 20 سم، تمثل فتاة تسبح في البحر تحمل قوقعة تحوي مواد تجميل. ويقدر علماء الآثار عمر هذه القطعة بنحو 3500 سنة مضت. الصورة المرفقة أخذتها من زيارتي لمتحف بوشكين في موسكو، قسم الحضارة المصرية القديمة، خلال عملي هناك عام 2016. والمادة المصنوعة منها قطعة الحلي هذه جاءت من سن الفيل، الذي كان يأتي إلى أسوان في جنوب مصر قبل آلاف السنين، أي إننا هنا في برودة موسكو نشاهد عملًا فنيًّا من مادة جاءت من بلاد الأفيال الإفريقية الحارة، صاغها الفنان المصري في حضارة مصر القديمة.
الصورتان المرفقتان لاثنتين من قطع الحُلي من مقتنيات غالينيشيف في متحف بوشكين، الأولى (بارتفاع 7 سم، وعرض 4 سم) تجسد فيلًا، والثانية (بارتفاع 18 سم، وعرض 11 سم ) تجسد نعامة. يعود عمر قطعتي الحُلي إلى فترة ما قبل الأسرات، أي إلى 6 آلاف سنة مضت.
مجموعة من الأواني الفخارية مرسوم عليها مراكب وطيور وبيئة مائية، ويعود عمرها إلى الألف الرابعة قبل الميلاد- حضارة نقادة الثانية. الأبعاد: 18- 15- 7 سم.
آنية فخارية مرسوم عليها تماسيح النيل، الألف الرابعة قبل الميلاد- حضارة نقادة الأولى. الأبعاد: 19- 7- 8 سم.
مجسم لمركب نقل في النيل، نحو الألف الثانية قبل الميلاد. الأبعاد: 22- 102- 16 سم.
ستيلا من الألف الثاني قبل الميلاد- الأبعاد: 120- 80 سم.
تمثال للفرعون أمنمحات الثالث- الأسرة الثانية عشرة، نحو ألفي سنة قبل الميلاد، الأبعاد: 29- 16- 20 سم.
آنية فخارية من فترة نقادة الأولى، نحو 4000 إلى 4500 سنة ق. م، مزينة برسوم للإنسان والصيد في المناطق البرية، وفي الآنية تصوير لأربعة كلاب مستأنسة، وغالبًا ما تستخدم في الصيد.
عمل فني يصور طائرين منحوتين في صخر من الحجر الرملي (17- 7 سم).
ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.