تقارير

أخيرًا خرج حسن نصر الله


  • 3 نوفمبر 2023

شارك الموضوع

لقد خرج حسن نصر الله، أخيرًا، ولم يعلن الحرب على إسرائيل؛ بل أدلى بثلاثة تصريحات مبدئية؛ أولًا: يتصرف حزب الله بشكل مستقل تمامًا عن إيران التي تدعمه، لكنه لا يشارك على الإطلاق في التخطيط لسياسة هذه المنظمة الشيعية. ثانيًا: حزب الله يشارك بالفعل في الحرب مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول). ثالثًا: سترتكب الدولة اليهودية خطأً فادحًا إذا غزت لبنان.

ماذا تعني هذه التصريحات عند ترجمتها من اللغة السياسية إلى اللغة العادية؟ أولًا: تعتزم إيران شن حرب هجينة تمامًا مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتبذل قصارى جهدها لتجنب المواجهة المباشرة معهما. ثانيًا: سيستمر القتال المتوسط ​​الشدة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. سيواصل حزب الله شن هجماته المدفعية على الأراضي الإسرائيلية، لكنه لن يجتاح أراضيها.

وأخيرًا، حزب الله مستعد لخوض حرب حقيقية مع إسرائيل فقط في حالة غزو جيش الدفاع الإسرائيلي للبنان. ومن الممكن أن نفهم هذا المنطق؛ لأن حزب الله نجح مرتين في العمل بشكل دفاعي ضد الجيش الإسرائيلي. إن الضربة في عمق الأراضي الإسرائيلية تشكل خطرًا.

لكن حزب الله يستطيع أن يتصرف كما يشاء إذا تلقى إشارة. ومع ذلك، فإن طهران تنتظر الوقت المناسب، مع الأخذ في الحسبان مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية الضاربة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وربما لا يريد أن يكون في طليعة الهجوم الأمريكي (وليس الإسرائيلي)، ويعتمد على أقصى تأرجح للرأي العام في الدول الإسلامية.

وإذا استمرت إسرائيل بالروح نفسها في قطاع غزة، فإن لدى إيران فرصة لتشكيل ائتلاف واسع، تؤدي فيه دورًا ثانيًا. هناك مرشحان هنا (مصر وتركيا)، وهما أيضًا ما زالا يفكران في الإجراءات الإضافية وعواقبها. بشكل عام، حماس أدّت دور المحرض وهي تتلقى الضربة، لكنَّ مزيدًا من التطوير للأحداث يفتح الباب أمام خيارات مختلفة.

ما ورد في التقرير يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع