القضايا الاقتصاديةوحدة الدراسات الصينية

معرض شنغهاي الدولي للسيارات يبرز “تأثير الجذب” العالمي المتنامي للصين


  • 26 أبريل 2025

شارك الموضوع
i مصدر الصورة: cgtn

من 23 أبريل (نيسان) إلى 2 مايو (أيار)، تحتضن مدينة شنغهاي النسخة الحادية والعشرين من معرض صناعة السيارات الدولي “أوتو شنغهاي 2025″، في دورة توصف بأنها الأكبر على الإطلاق، إذ يُتوقع أن يشهد المعرض أكثر من 100 عرض أول عالمي، وسط حضور قوي للتقنيات الذكية؛ ما يجعله منصة لعرض الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في صناعة السيارات العالمية، ومؤشرًا على تعاظم “تأثير الجذب” الذي تمارسه الصين على الصعيد العالمي.

ويقام المعرض هذا العام تحت شعار “احتضان الابتكار.. تمكين المستقبل”، ويغطي مساحة تزيد على 360 ألف متر مربع، ويجمع ما يقرب من ألف شركة رائدة، صينية ودولية، تمثل 26 دولة ومنطقة حول العالم.
وفي تصريح لصحيفة غلوبال تايمز، قال تسوي دونغشو، الأمين العام لاتحاد سيارات الركاب الصيني:
“عدد متزايد من شركات السيارات العالمية يختار إطلاق أحدث طرازاته في الصين، ليس فقط لكونها السوق الأكبر في العالم للسيارات؛ بل لأنها الساحة الأكثر ديناميكية وتنافسية للتكنولوجيا المتقدمة”.

وبفضل اتساع سوقها، وسلسلة التصنيع المتكاملة، والنظام البيئي التقني الناضج، توفر الصين بيئة خصبة للابتكار. وفيما تتسارع وتيرة التحول في صناعة السيارات الصينية نحو الطاقة الجديدة والتقنيات الذكية، ينظر كبار المصنعين العالميين إلى السوق الصينية بوصفها ساحة اختبار مثالية لشحذ تنافسيتهم؛ حيث يصقلون تقنياتهم، ويضبطون تكوينات منتجاتهم قبل إطلاقها على المستوى العالمي.

ومن أبرز ملامح المعرض هذا العام، الحضور القوي لتقنيات الطاقة الجديدة والتقنيات الذكية؛ فمن ثورات أنظمة الدفع، إلى تطورات المقصورات الذكية، وصولًا إلى أنظمة القيادة المساعدة، يحقق صانعو السيارات الصينيون قفزة من الكهربة نحو التنقل الذكي.

وقال تسوي:
“صناعة السيارات في الصين انتقلت من مرحلة اللحاق بالركب إلى المواكبة، وها هي اليوم تقود في مجالات رئيسة”.
وقد أصبحت عملية دمج التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في السيارات الذكية، محورًا جديدًا للابتكار العالمي. فمنذ فبراير (شباط) الماضي، بدأت شركات صينية كبرى مثل (BYD وGeely وGreat Wall وChery) في دمج نموذج (DeepSeek) للذكاء الاصطناعي، لتسريع نشر أنظمة القيادة المساعدة المتقدمة.

ويصادف هذا العام الذكرى الأربعين لانطلاق معرض “أوتو شنغهاي”. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تطور المعرض بالتوازي مع نهوض صناعة السيارات في الصين، ليكون شاهدًا على صعودها اللافت، فقد حافظت الصين على موقعها الأول عالميًّا في إنتاج السيارات وبيعها على مدى 16 عامًا متتالية، وتربعت على عرش إنتاج سيارات الطاقة الجديدة وبيعها منذ 10 سنوات متتالية. لم يعد معرض شنغهاي مجرد ساحة تنافس بين شركات السيارات؛ بل أصبح منصة حيوية للصين، بوصفه قوة صناعية كبرى، ولمدينة شنغهاي بوصفه مركزًا صناعيًّا محوريًّا، لمواكبة التوجهات التقنية العالمية وقيادتها.

وقبيل افتتاح المعرض، سجّلت الصين محطة جديدة في مسار انفتاحها في قطاع السيارات؛ إذ وقّعت حكومة شنغهاي اتفاقية تعاون إستراتيجي مع شركة تويوتا اليابانية، تتضمن إنشاء مصنع سيارات كهربائية مملوك بالكامل لتويوتا في المدينة. وبعد دخول شركة تسلا إلى السوق، يمثل هذا الاتفاق مشروعًا عالميًّا آخر في مجال سيارات الطاقة الجديدة يُقام في الصين؛ مما يعكس الجاذبية الكبيرة التي نتمتع بها السوق الصينية، كما يؤكد نجاح جهود الصين في تعزيز الانفتاح العالي المستوى، وتوفير بيئة أعمال عادلة وشفافة، وقابلة للتنبؤ.

وفي وقت تشهد فيه معارض السيارات من الفئة الأولى في أوروبا والولايات المتحدة تقليصًا أو تعليقًا لأنشطتها، تتقدم “أوتو شنغهاي” لقيادة معارض السيارات العالمية، من خلال تعزيز التبادل الدولي، ودعم التعاون المفتوح والمربح للطرفين في القطاع. ومع تحول ثقل صناعة السيارات العالمية نحو الشرق، تواصل الصين استثمار بنيتها الصناعية القوية وابتكاراتها المؤسسية لتتبنى التحول التكنولوجي، وتربط مواردها بالمنظومة العالمية، وتواصل تقدمها نحو مرحلة جديدة من الانفتاح العالي المستوى.

المصدر: افتتاحية صحيفة غلوبال تايمز (Global Times) الصينية


شارك الموضوع