هذا كتاب مهم في بابه، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2020، من تأليف الدكتورة مكارم الغمري، أستاذة الأدب الروسي المقارن بكلية الألسن بجامعة عين شمس.
تضم مقدمة الكتاب تعريف القارئ بالظروف التي أحاطت بالأدب الروسي في مطلع القرن العشرين، حيث تعد تلك الفترة تاريخًا فاصلًا، وبداية لأحداث جسام شهدتها روسيا، منها: الحرب الروسية اليابانية، والحرب العالمية الأولى، وثلاث ثورات متعاقبة بدأت عام 1905، وانتهت بثورة أكتوبر عام 1917، ثم أعقبتها حرب أهلية دموية، راح ضحيتها الملايين من بين (البيض) المدافعين عن النظام القيصري، والثوار البلاشفة (الحمر).
شهدت تلك الفترة تنوعًا في التيارات الأدبية، وسُميت اصطلاحًا بالعصر الفضي. كما شهدت ازدهارًا غير مسبوق في التيارات الشعرية الحداثية، التي بدأ ظهورها في الأدب الروسي منذ العقد الأخير من القرن التاسع عشر، غير أن الأدب الروسي بعد ثورة أكتوبر دخل في مرحلة جديدة من تطوره، تميزت بالرقابة المشددة على الكلمة الأدبية، وبالمنهج الأدبي المفروض على الأدباء والحياة الثقافية بشكل عام، الذي تتعين الكتابة تبعًا لأطره المحددة.
اضطلع الأدب الروسي، تاريخيًّا، بدور مؤثر في الواقع الاجتماعي في روسيا، وكان بمنزلة قوة مناهضة للظلم الاجتماعي، وليس مجرد فن للبديع من الصور والأخيلة. وحظي الأدباء بمكانة كبيرة ومؤثرة، إذ لجأ القراء إلى الأدب بحثًا عن الحقيقة، وعن شهادة موثوق بها عن الواقع والحياة. ونظرًا إلى هذه المكانة المؤثرة للأدب، عانى الأدباء الروس- عقودًا طويلة- ظروف المطاردة والحظر على إنتاجهم.
ونظرًا إلى القيود الصارمة التي فرضت على الأدب، والتصفيات الجسدية، وعمليات الملاحقة والتنكيل والزج في السجون التي طالت كثيرًا من الأدباء المعارضين الذين لم يذعنوا للمنهج الأدبي المفروض، هاجر كثير من الأدباء إلى الخارج. وانقسم التيار الأدبي إلى مسارين: مسار في الداخل موجه سياسيًّا، يتطور الجانب الأكبر منه في أطر الواقعية الاشتراكية، وآخر في المهجر، منفي ومحظور عقودًا في وطنه، يضم الأدباء المعارضين الذين رفضوا ثورة أكتوبر، ولم يستطيعوا التكيف مع المناخ الأدبي الجديد واختاروا المنفى، وهنا تجدر الإشارة إلى أن ثلاثة من أدباء المهجر حصلوا على جائزة نوبل للآداب.
على الطرف الآخر، كان هناك أدباء لم يرحلوا، ولم يتكيفوا مع النظام، ولم ينصاعوا للمنهج المفروض؛ لذا اضطر بعضهم إما إلى الصمت الإجباري، وإما طباعة أعمالهم بأنفسهم من دون الحاجة إلى دور نشر، وهو ما يعرف باسم “النشر الذاتي”، أو التحايل للنشر في الخارج.
مع ذلك، قدم الأدب الروسي في الفترة السوفيتية أعمالًا مهمة، منها بعض أعمال الكاتب الكبير مكسيم غوركي، وأديب الواقعية الاشتراكية الحاصل على جائزة نوبل ميخائيل شولوخوف، وإنتاج الأدباء بلاتوناف، وبولغاكاف، وزوشينكو، وغيرهم.
بدأت المؤلفات التي ارتبطت بالأيديولوجيا تذهب إلى عالم النسيان وتتوارى، مع زوال الأيديولوجيا المرتبطة بها. وفي هذا السياق بدأت عملية إعادة كتابة التواريخ الأدبية في الفترة التي حلت مع انهيار الاتحاد السوفيتي (1991)، وسقطت أسماء كتاب استندت كتاباتهم إلى تمجيد الواقع الاشتراكي وتحولاته.
من الجدير بالذكر، أنه بدأ التخفيف من قيود الواقعية الاشتراكية بعد موت ستالين، في الفترة التي أُطلق عليها “ذوبان الجليد”، والتي حلت في الخمسينيات بعد تجربة الحرب العالمية الثانية (الحرب الوطنية العظمى)، حيث عاد الأدب إلى الموضوعات المرتبطة بالإنسان الفرد، وإلى القضايا الإنسانية العامة. كما ظهر في كتابات شعراء القرية، و”نثر القرية” في الخمسينيات والستينيات، تيار ناقد للحال التي آلت إليها القرية الروسية بعد إعادة هيكلة القرية الروسية، وإرساء نظام المزارع التعاونية الحكومية.
تعد لغة “إيسوب” تقليدًا قديمًا للكتابة الأدبية، اعتمد عليه بعض الأدباء الروس في القرن التاسع عشر، ويتمثل هذا التقليد في الكتابة بالاعتماد على نظام الشفرة، واللجوء إلى الرمز والتعتيم والتلميح وسيلة للتواصل بين الأديب والمجتمع.
ولغة “إيسوب” وسيلة مجازية للتعبير عن الأفكار بمساعدة الإيماءات والإشارات والاستعارات وغير ذلك، وصارت فيما بعد، في الفترة السوفيتية، حلًا لبعض الأدباء للخروج من مأزق المنهج الفني المفروض، فاتجه إليها أدباء مختلفون يمثلون اتجاهات أدبية متنوعة.
وفي إطار التعريف بالواقعية الاشتراكية، أُبرزت بعض النماذج الأدبية بوصفها قدوة، مثل رواية غوركي “الأم”، ورواية فورمانوف “تشابايف”، والتيار الحديدي لسيرافيموفيتش، ورواية “الأسمنت” لجلادكوف، وغيرها.
وقد أثار الإعلان عن الواقعية الاشتراكية جدلًا في وقته، ورفض البعض “الفهم المدرسي للواقعية الاشتراكية، وتحويلها إلى عقيدة جامدة ميتة”، ولم تفلح الأصوات المعارضة في مواجهة الموقف، وبدأت منذ التأسيس الرسمي للواقعية الاشتراكية المرحلة التي صارت تلقب بفترة “الهجوم الأعظم للرقابة”.
تعد رواية “المعلم ومارغريتا” أهم أعمال بولغاكاف التي كُتبت بلغة “إيسوب”. استغرق وقت كتابة الرواية اثني عشر عامًا (1929- 1940)، وقد أحرق أول مسودة للرواية عام 1930 في لحظة يأس، ثم أعاد من جديد كتابتها، ونشرت بعد وفاة مؤلفها بنحو ربع قرن.
تبدو الرواية مقسمة إلى قسمين: القسم الأكبر من فصولها يرتبط بالواقع، والقسم الثاني- وهو أربعة فصول- يرتبط بالماضي التاريخي. يؤمن الفنان في الرواية برسالته في المجتمع، لكنه لا يستطيع أن يرى نتائج عمله؛ لأن مؤلفاته لا يُسمح بنشرها، والنقاد يهاجمونه دون حق، ويصف بولغاكاف في روايته حملة النقد العنيفة التي سُلطت على أعماله.
كما تحمل صورة “مارغريتا” ملامح السيرة الذاتية “لمارينا”؛ زوجة بولغاكاف الأخيرة، التي وقفت إلى جانبه في السنوات الصعبة من عمره حين اشتد عليه المرض والحصار، وكان لها الفضل في الحفاظ على مخطوطات مؤلفاته من الضياع. لقد كانت “مارغريتا” هي الشخص الوحيد الذي أدخل السرور إلى قلب الفنان في وقت ضاع منه كل شىء، وهي شخصية يتكشف لها عالم ما وراء الطبيعة، وتكتسب صفات الفانتازي، وتتمكن من الطيران والتحليق فوق موسكو، وتستعد للتضحية بالروح من أجل إنقاذ الشخص الذي أحبته.
يعد “الشيطان” من “الموتيفات” المحببة في مؤلفات بولغاكاف، وهو هنا يقدم صورة جديدة له بالمقارنة بالصور التي رسمها من قبل بوشكين، وليرمانتاف، وغوغول، ودستويفسكي، حيث لا يظهر الشيطان في الرواية في صورة الواشي، ولا يلوح تجسيدًا لروح “الشك” و”التمرد”؛ بل يتجسد في هيئة إنسان، ويشارك في الأحداث، ويرتدي ملابس عصرية، وله ملامح غريبة، ويتمثل في شخصيات مختلفة (البروفيسور، والمترجم، والفنان، وإلخ…)، وهو شيطان من طراز فريد، خفيف الظل، مضحك، يتعاطف مع الخيرين، ويتعقب الأشرار والمفسدين. وتكشف الحيل التي يقوم بها الشيطان في الرواية عن صور متعددة للفساد والمفسدين الذين انتشروا في المجتمع السوفيتي بعد ثورة أكتوبر، وهو الفساد الذي تُرك بلا مواجهة، أو مكاشفة، أو نقد، إلى أن استشرى في المجتمع، وتحول إلى مرض فتاك.
تعد عناصر الفانتازيا في الرواية وسيلة فنية للتمويه على الخط الناقد للواقع، في وقت كان من الصعب التعرض بالنقد للواقع في النص الأدبي، وهي البديل الحديث لعالم الحيوان، والطير المجازي الذي شيده “إيسوب” في أمثولاته للتعبير عن الواقع.
يعد موضوع “الفلاح والأرض” من الموضوعات القديمة في الآداب الجديدة، وقد شغل هذا الموضوع مكانة خاصة في الأدب الروسي؛ نظرًا إلى خاصية التطور التاريخي لروسيا التي كان الفلاح فيها يشكل السواد الأعظم من شعبها حتى ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1917.
الإنسان والأرض، الفلاح والقرية، سلطان الأرض، حياة الطبيعة والفطرة في القرية، القرية والمدينة، القرية والحضارة المادية، كل هذه الموضوعات تتقاطع وتلتقي مع موضوع “الفلاح والأرض”، وقد انعكس في إنتاج كثير من الأدباء الروس الكلاسيكيين، وقد تعاطفوا مع الظروف القاسية التي كان الفلاح يعيش فيها (حتى عام 1861 كان يحكم الفلاح الروسي قانون القنانة)، وكان الأديب الروسي البارز ليف تولستوي يرى في الفلاحين وحدهم الصفاء، والأخلاق الحقيقية، والبساطة، وحب العمل.
جاءت ثورة أكتوبر (تشرين الأول) الاشتراكية، ولم تظهر القرية تضامنًا مع طبقة العمال، ولم تساندها في النضال الثوري العام. ودخلت القرية الروسية في الفترة السوفيتية مرحلة جديدة من تاريخيها، وحل وقت إرساء نظام المزارع التعاونية في القرية الروسية، وهو النظام المعروف باسم “الكلخزة”.
أرسلت السلطة السوفيتية الجديدة الدعاة إلى القرى؛ لإرساء نظام “الكلخزة”، وكانت المهمة صعبة على عمال المصانع، حيث كان عليهم التعامل مع الفوضى، والتناقضات، والغموض الذي يكتنف نفسية الفلاح، والبدء بإمداد الاقتصاد الزراعي بالتجهيزات التكنولوجية، وهذا يعني تقريب القرية إلى المدينة، ومساعدة المحتاجين والمعدمين.
وظهرت الأعمال الأدبية التي تصور التغييرات الجديدة في القرية، بوصفها رد فعل على متطلبات الواقع التاريخي الجديد، وأخذت تبشر بإرساء النظام التعاوني الجديد (الكلخزة)، واتحاد الفلاح والعامل، واتجه إلى موضوع القرية الجديدة كثير من الكتاب، منهم: شولوخوف، وإيفانوف، وليوناف، وغلادكوف، وغيرهم.
وميخائيل شولوخوف (1905- 1981) واحد من أهم الأدباء الروس في الفترة السوفيتية الماضية، وقد حصل على جائزة نوبل عن روايته الشهيرة “الدون الهادئ”. وقد ارتبطت مؤلفاته بوصف عالم الروس القوزاق الذين ينتمي إليهم شولوخوف نفسه، وتتيح قراءة مؤلفاته الاقتراب من حياتهم.
أما رواية “الأرض البكر” لميخائيل شولوخوف، فتعد أهم الروايات السوفيتية عن الفلاح والأرض، في إطار التغييرات الجديدة في القرية الروسية بعد الثورة السوفيتية. وتعد كذلك أحد أهم النماذج المعبرة عن سمات رواية “الواقعية الاشتراكية”.
تتناول الرواية وصف البناء الاشتراكي في القرية الروسية بعد الثورة، في إطار نظام التجميع الزراعي التعاوني الذي كان يستهدف القضاء على الملكية الزراعية، وإرساء نظام المزارع التعاونية (الكلخوزات) التي يتقاسم فيها الفلاحون العمل والإنتاج.
يرتكز تطور الأحداث في الرواية على فكرة الصراع الطبقي، فنجد شخصيات الرواية تنقسم إلى فريقين متصارعين: فريق يدافع عن نظام ملكية الأرض القديم في القرية، وفريق يحارب من أجل إرساء نظام “الكلخزة” الجديد. ويقوم إرساء نظام “الكلخزة” من خلال صراع مرير يدور حول الأرض والملكية، حول الأفكار الجديدة والأفكار القديمة.
انتصار الأفكار الجديدة لا يتحقق في الرواية عن طريق العنف فحسب؛ بل من خلال بلوغ درجة عالية من الارتقاء بالوعي، بمعنى أنه إذا أمكن التحكم في الجانب “التلقائي” في الإنسان بغية الوصول به إلى أعلى درجة من الوعي، فيمكن- حينئذ- بلوغ التغييرات المطلوبة في المجتمع من خلال توجيه هذا الوعي نحو الأهداف.
إن هذه الفكرة تتحقق في الرواية من خلال تصوير العملية المعقدة من إعادة تشكيل وعي الفلاحين القوزاق، التي تصل بهم في النهاية إلى الاقتناع بالأفكار الجديدة، والانضمام إلى السلطة السوفيتية. إن هذه العملية تحدث عبر الدعاية المكثفة، وتدريجيًّا ينتاقص عدد المعارضين للسلطة السوفيتية.
يقدم شولوخوف في الجزء الأول من رواية “الأرض البكر” نموذجًا لرواية “دياليكتيك الحدث”، وهو أحد الاتجاهات الغالبة للرواية السوفيتية في الفترة المبكرة بعد الثورة السوفيتية؛ لأن البناء الفني للجزء الأول ينهض على الحدث التاريخي المرتبط بإرساء نظام “الكلخزة” الاشتراكي، ونجده نادرًا ما يهتم ببسط الشخصية أمام القارئ؛ فهي لا تعنيه إلا في إطار علاقتها بالأحداث، وأهم مقياس لتقييم الشخصية في الرواية هو قدرتها على الإسهام الفعال في الأحداث.
في رواية الواقعية الاشتراكية تسقط الحدود بين الأزمنة، ويتقاطع الماضي والحاضر والمستقبل. إن شولاخاف يصور في “الأرض البكر” الحاضر على أنه امتداد طبيعي لأحداث الماضي؛ الثورة الاشتراكية، والحرب الأهلية التي أدت إلى حتمية البدء في بناء حاضر جديد.
أسهم “نثر القرية” في بلورة الاتجاه الجديد في الأدب الذي أظهر انعطافًا خاصًا نحو التبصر، والبساطة، والديمقراطية، والحرية، كما أذن ببدء مرحلة جديدة في تطور الفكر الروائي. وقد اتسم النثر الجديد بالخط الاجتماعي التحليلي للواقع، فظهرت في مؤلفات “نثر القرية” الصورة التي آلت إليها القرية الروسية بعد إرساء نظام “الكلخزة” الاشتراكي، والحال التي آل إليها الفلاح.
ماذا حدث للفلاح والقرية الروسية بعد “الكلخزة”؟ لقد أدى الاتجاه إلى التصنيع، وانتزاع الأرض من الفلاح، إلى انصراف جزء من سكان القرية إلى المدينة، وانسلاخهم عن طبقتهم وعشيرتهم، والانخراط في طبقة العمال الصناعيين.
وقد انعكس في “نثر القرية” الجديد “موتيفات” زوال القرية القديمة، وانهيار نمط الحياة الريفية التقليدية، وتجسدت صورة الفلاح الذي انسلخ عن عشيرته، وبات في مفترق الطرق، وذلك كما في أعمال الأدباء إبراموف، وتيندرياكوف، وأنتونوف، وشوكشين، وراسبوتين، وغيرهم.
العمل الأدبي حين يصبح بوقًا للأيديولوجيا مآله الانهيار حال انهيار الأيديولوجيا المرتبط بها، وهذا ما حدث مع رواية “الأرض البكر” التي وجه إليها النقد سهامه في التسعينيات بعد سقوط الواقعية الاشتراكية، وطالب النقاد بوقف تدريس “الأرض البكر” في المدارس.
في أعقاب فترة حكم ستالين، ظهرت في أدب هذه الفترة موضوعات وصور اختفت من أدب العقود السابقة، منها صورة الفلاح، التي توارت في أدب العشرينيات والثلاثينيات بعد أن اضطر الفلاح- في ذلك الوقت- إلى هجرة قريته، والانضمام إلى كتائب الكادحين للمشاركة في بناء صرح الصناعة، وتوارت خلف “الآلة” قريته وأعرافه. ومع عودة صورة الفلاح والقرية إلى الأدب الروسي، تبلور في “نثر القرية” خط ناقد يصور مأساة اقتلاع الفلاح عن الجذور والحالة التي آلت إليها القرية، ويعبر عن الحنين إلى عالم القرية بوصفه رمزًا للأصالة الروسية الحق.
انسحب مذهب الواقعية الاشتراكية من مركز الحياة الأدبية والثقافية، وظهرت بعض المتغيرات في الصورة الأدبية العامة، منها إعادة الاعتبار إلى شخصيات أدبية كانت منفية من الحياة الثقافية من قبل، والسماح بنشر أعمال الأدباء المنشقين، وغيرها من الأعمال المحظور نشرها، وعادت إلى الحياة الثقافية آلاف الكتب التي اختفت عن أنظار القراء في الفترة السوفيتية، وكان بعضها قد سُحبت من المكتبات، مع أنه بعيدة كل البعد عن السياسة، لكن مؤلفي هذه الكتب رحلوا إلى الخارج، فحذفت أسماؤهم من الحاضر والماضي.
في رأي الكثيرين لم يقدم جديدًا، فيما عدا بعض الانتعاش الذي حدث مع نشر الكتب المستبعدة من قبل دخول الأدب مرحلة العقم المزمن، فلا توجد روايات جديدة ناصعة، ولا أسماء جديدة على لسان الجميع. لقد تراجعت الإبداعات الجديدة، وتركت الساحة للمؤلفات المحظور نشرها من قبل، ولسيل الذكريات والوثائق الخاصة بالمنشقين والمعتقلين.
ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.