من المؤكد أن الصناعة العسكرية هي التي يجب أن تجتذب معها الاقتصاد، والعلوم، والتعليم برمته اليوم. في مقابلة للبروفيسور سيرغي كاراغانوف مع وكالة أنباء ريا نوفوستي، تحدث عن الأوهام التي تتخلص منها روسيا في هذه الأيام، والتي بدونها تصبح كل التحولات الكبرى التي تنتظر البلاد في المستقبل مستحيلة، وما الخطأ الذي لا ينبغي لموسكو أن ترتكبه تحت أي ظرف من الظروف. أجرى المقابلة الصحفي سيرغو كوخيانيدزي.
سيرغي ألكساندروفيتش، كل الأسئلة التي أريد أن أطرحها عليك تتلخص في شيء واحد: إلى أين تتجه روسيا اليوم؟ وهل هي في حالة ركض أم هرولة نحو تحقيق أهدافها؟
إنها تعدو، ويا له من عدو. فبفضل الصراع العسكري مع الغرب في أوكرانيا، لم توقف روسيا توسعها الذي لم يؤد إلى ما يشبه الحرب العالمية الثالثة فحسب، بل عمل بقوة على التعجيل بإحيائها الأخلاقي، والروحي، والسياسي، والاقتصادي.
اقتصادنا يعمل أخيرًا. قبل بدء هذا الصراع، لم نكن مستعدين لتغيير نموذجنا الاقتصادي إلى نموذج فعّال وقادر على المنافسة في العالم الحديث. صحيح أن هذه العملية اليوم في طور التشكيل، ونحن نقوم بها لأهداف ذاتية إلى حد كبير، ولا يوجد فهم واضح للهدف الذي نسير نحوه حتى الآن، لكن الانتعاش الاقتصادي ليس هو الأمر الأكثر أهمية.
صحيح أنه في الظروف الطبيعية لم نسعَ نحو هذا التطور، وقد دفعنا إليه التحدي الحالي؛ لذلك، ومن أجل المضي قدمًا، نحتاج إلى حالة من التوتر العالي الشدة. في الوقت نفسه، وبفضل الصراع، طردنا، بشكل تقريبي، ما كان يُطلق عليهم في اللغة الروسية القديمة “اللقطاء”، أو الطابور الخامس. حدث ذلك دون أي أعمال انتقامية، وهو أمر يبعث على السرور لبلد عانى شعبه بشدة منهم في وقت من الأوقات.
ومَن هؤلاء الخونة الذين تقصدهم؟
أولئك الذين غادروا المشهد، أولئك الذين ركزوا منذ البداية على الخدمة الأيديولوجية للغرب. بالإضافة إلى ذلك، نحن الآن نتخلص من البرجوازية الكمبرادورية. اسمحوا لي أن أذكركم بأن الكومبرادوريين هم تجار محليون يخدمون المستعمرين الأجانب. ومن خلال إطلاق النار على أنفسنا، فإننا نتخلص منهم، ومن خدامهم الأيديولوجيين بمساعدة الغرب. أخيرًا تتخلص روسيا من الأوهام التي سيطرت على البلاد فترة طويلة، تلك النظرية التي شاعت منذ زمن الاتحاد السوفيتي: “دعونا ننضم إلى الغرب لأنه السبيل الوحيد لكي ننقذ أنفسنا”.
الآن نحن نبتعد عن المركزية الأوروبية، ونبدأ بالاعتماد على أنفسنا، وندرك أنه لن يساعدنا أحد غير عملنا. في الواقع، نحن اليوم نعود إلى أنفسنا، وهويتنا، وجذورنا.
إن العودة إلى أنفسنا تعني أيضًا نقل مركز تطورنا الروحي والاقتصادي إلى جبال الأورال وسيبيريا. ويبقى أن نفهم أنه في عالم الحاضر والمستقبل، تعد المركزية والنزعة الغربية علامة على البؤس الفكري، وهذا أمر واضح، ولكن ليس من السهل الاعتراف به.
الشيء الرئيس الآن هو أن تؤمن بنقاط قوتك، وأن تشارك بجدية في تطوير نفسك والحفاظ على الإنسان وتنميته، تنمية الإنسان الروسي عبر أفضل ما فيه، وعلى رأسه الجزء الإلهي الكامن داخل شخصيته. لقد أصبح الأمر الآن أكثر وضوحًا: “الروس، وبغض النظر عن عرقهم، هم الأشخاص الذين اختارهم الله لخلاص البشرية”.
الحضارة الحديثة تدمر الإنسان؛ لذا علينا أن نتطور لكي ننتصر في عالم المستقبل. إن التغييرات التي أتحدث عنها تحدث بالفعل في المجتمع، سواء على مستوى كل شخص أو معظم الناس، أو على مستوى الدولة، مع أن هذه التطورات لم يُضفَ الطابع الرسمي عليها بعد في شكل إستراتيجية محددة طويلة المدى. وعلى الرغم من النهضة التي بدأت، فمن غير الواضح تمامًا نوع المجتمع الذي نبنيه. في السابق، كان هدفنا هو الشيوعية، ولكن ما الهدف لروسيا الحديثة؟
بالمناسبة، بما أنك كنت مديرًا للجلسة العامة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الأخير، فقد مارست قدرًا لا بأس به من الضغط على الرئيس في هذا الشأن.
لم أضغط على الرئيس، بل طرحت عليه أسئلة أعتقد أن البلاد بحاجة إلى إجابات عليها. وتلقينا كثيرًا من الإجابات.
من وجهة نظري، يجب أن يكون هدفنا بناء مجتمع رأسمالي اجتماعي لكن تسيطر عليه الدولة، وينبغي أن تكون الحكومة سلطوية، ولكن مع عناصر ديمقراطية، وخاصة على المستوى الشعبي. والعنصر الثالث في المجتمع المستقبلي يجب أن يكون الوحدة، والشعور بأننا شعب واحد، وسأقولها مرة أخرى “شعب الله المختار”، وهو ما كنا عليه دائمًا، وهو ما عرفنا أنفسنا به أحيانًا، وأحيانًا أخرى تنكرنا له، مع أن المفكرين والفلاسفة الأرثوذكس الروس القدماء لم يكن لديهم أدنى شك في أن روسيا هي “القدس الثانية”.
واليوم، تحتاج السلطات، جنبًا إلى جنب مع النخبة المثقفة في البلاد، إلى تطوير ما نسميه بالفكرة الروسية، أو الحلم الروسي، أو كيف نريد أن نرى أنفسنا وروسيا. لكن هذه الرؤية يجب أن تقوم على فهم العالم، وفهم أين تتحرك البشرية، وما يحدث حولنا وداخلنا.
السؤال هنا: لماذا لم تشغل كل هذه الأفكار أحدًا في روسيا حتى الآن؟!
لأننا إلى حد كبير تحركنا تحركًا عفويًّا، أو حتى على الطريق الخاطئ. في مرحلة ما، وبسبب حقيقة ضعف الفكرة الشيوعية، فإن الاقتصاد الذي بني عليها قدم مستوى ضعيفًا من الاستهلاك للجماهير؛ لذا فقدنا بوصلتنا تمامًا. لقد سلكنا الطريق الخطأ من خلال تبني ما يسمى بالإصلاحات الديمقراطية الليبرالية، التي قادت البلاد إلى الانهيار المطلق.
لقد اتجهنا إلى طريق مسدود في تطور الحضارة الإنسانية، دون أن نفهم مزايانا التنافسية، واحتياجاتنا الخاصة. والآن، وبفضل التفاقم الناجم عن الأعمال العسكرية والعملية الخاصة في أوكرانيا، فقد بدأنا، كما آمل، بالتعامل ليس فقط مع الاقتصاد، بل مع الروح أيضًا.
ما الذي تعنيه بالروح؟
بالطبع الشأن الروحي الذي نسيناه تمامًا. لقد نسينا أن قوة المجتمع تتكون من أربعة أجزاء: الاقتصاد، والمال، والقوة العسكرية، وثبات مواطنيه ونخبته. العنصران الأخيران لا يقلان أهمية عن الأول. إن تلك التحولات العظيمة التي تنتظر روسيا في المستقبل لا يمكن تنفيذها إلا على يد أشخاص ملهمين وذوي إرادة قوية؛ ولهذا يحتاج الناس إلى التسلح بفكرة مناسبة تمنحهم القوة، والطاقة، والصبر.
وقد بدأت هذه العملية في البلاد، ولكن لا بد من تسريعها. وإذا اكتسبنا نتيجة لذلك الثقة بالنفس، فإن مستقبلًا باهرًا ينتظرنا، لكن هذا يتطلب جهودًا داخلية وإرادة من الدولة. ما زلت عند رأيي أنه لا ينبغي لأي بلد أن يكون لديه أيديولوجية توحد الأفكار، على الأقل لأولئك الذين يريدون أن يكونوا من النخبة.
دعنا ننتقل من الأسئلة الفلسفية إلى أسئلة أكثر تحديدًا: ألا تشعر أنه بسبب “العملية العسكرية الخاصة”، يتحول الاقتصاد الروسي إلى ما يسمى “اقتصاد الكلاشينكوف”، عندما يُنفَق مزيد من الأموال لأغراض عسكرية؟
حتى الآن ليس لدي هذا الشعور، ولكن بطبيعة الحال، يجب أن يوضع هذا الخطر في الحسبان. ومع ذلك، لا ينبغي المبالغة فيه أيضًا. مع أن الإنفاق على الأغراض العسكرية في الاتحاد السوفيتي كان يتم دائمًا في حالة من السرية التامة، فإنني أعلم أنه في بعض الأحيان وصل الإنفاق على مشروعات السياسة الخارجية إلى ثلث الناتج المحلي الإجمالي على الأقل. وتبلغ الآن ميزانية الدفاع الروسية من 6 إلى 7 % من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، هذا أيضًا كثير. لا يمكنك تمزيق الشعب مرة أخرى، كما فعل الاتحاد السوفيتي.
ولا ينبغي لنا تحت أي ظرف من الظروف أن نكرر تلك التجربة السوفيتية. بالتأكيد، اليوم هذا الأمر مستحيل؛ لأن المجتمع الروسي الحديث، والحمد لله، أكثر انفتاحًا؛ ولذلك، فأنا بطبيعة الحال لا أؤيد زيادة لا نهاية لها في الإنفاق العسكري. ولكن في ظل الوضع الحالي، فإن هذا الأمر مبرر وضروري؛ لأنه يدفع روسيا إلى الأمام.
هل تعتقد أن التطور السريع للصناعة العسكرية الجارية حاليًا قادر على إرهاق الاقتصاد الروسي؟ وهل تعتقد أن البلاد قادرة على تحمل تكاليف الأسلحة والزبدة؟
نعم، روسيا تستطيع، بل ينبغي لها أن تتحمل تكاليف الأسلحة والزبدة، لكن بشرط أن تضع روحها في المقدمة، وهذا هو الشرط الرئيس والأولي. دعني أكن واضحًا معك، أنا على يقين أن الصناعة العسكرية هي التي يجب أن تسحب معها اليوم الاقتصاد، والعلوم، والتعليم برمته. الوضع الحالي يدفع نحو هذه التغييرات العميقة في المجتمع عندما يصبح المهندسون والعمال المهرة النخبة مرة أخرى، وليس علماء السياسة والأوليغارشية وخدمهم، لقد كانت هذه هي الحال دائمًا في زمن انتصارات روسيا: “سواء في زمن الانتصارات الكبرى للاتحاد السوفيتي، أو في الإمبراطورية الروسية”. في بلدنا، لم تعمل المحركات الأخرى قط. دعني أذكر الجميع أن إصلاحات بطرس الأكبر كانت تهدف، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء صناعة عسكرية في روسيا.
أعرف وجهة نظرك القائلة بأن هيمنة الغرب على العالم تقترب من نهايتها. إذا كان الأمر كذلك، ما البديل؟
إن النظام الغربي لتنظيم العلاقات الاقتصادية الدولية، الذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ينهار بالفعل. وفي الواقع، لم تعد هناك منظمة التجارة العالمية، ولا البنك الدولي. كلتا المؤسستين باتت جثة ميتة، أو تحتضر.
لقد فقد الغرب أخيرًا القدرة على السيطرة على الاقتصاد العالمي، وضخ الثروة إلى جيوبه الخاصة، وبات يُنظر إلى الدولار بحذر، إن لم يكن باشمئزاز. إن أغلب الدول اليوم تربط التحرر من الهيمنة الغربية بروسيا، وتنظر إليها بعين الأمل؛ وهو ما يلقي مسؤولية خاصة على موسكو وأصدقائها. ولا بد بطبيعة الحال من ملء الفراغ الناتج عن ذلك بهياكل دولية جديدة ذات ثقل حقيقي. هذه هي المهمة الأكثر صعوبة، وكلما أسرعنا في تنفيذها قلت التضحيات التي سنقدمها ونحن نسير على طريق إعادة الهيكلة الجذرية للعالم، التي سوف تستغرق من 20 إلى 25 سنة.
هل يمكنك أن توضح عن أي ضحايا تتحدث؟
تلك التي ستسبب حروبًا كثيرة في أجزاء مختلفة من الكوكب. والحقيقة أنه بالتزامن مع انهيار الغرب، بدأت مراكز عالمية جديدة تنشأ في آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية. بعض الدول تتراجع، وبعضها الآخر آخذة في الارتفاع. إن الاحتكاك بينهما أمر لا مفر منه؛ لأن البلدان سوف تتصارع من أجل مناطق نفوذها، ومن أجل مناطق مصالحها المميزة. هذا عملية طبيعية جدًّا في مثل هذا التحول.
وفي الوقت نفسه، لا ينبغي لنا أن ننسى تغير المناخ العالمي، والتهديد الناجم عن فيضانات المناطق الساحلية، ونقص المياه، وما سينتج عنه من مجاعات جماعية، مما سيؤدي إلى تدفقات هجرة ضخمة. سوف تنشأ كثير من خطوط التوتر بين بلدان العالم، يمكن أن تتطور بسهولة إلى صراع مسلح، وردود فعل متسلسلة يمكن أن تؤدي إلى بدء حرب كبيرة.
هل تقصد بالحرب الكبيرة الحرب العالمية الثالثة؟ أين تعتقد أنها ستنشأ: في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط؟ هناك بالفعل كثير من النقاط الساخنة اليوم؟
سأقول على الفور إن خطر الحرب العالمية الثالثة يتزايد اليوم. أين سوف تنشأ؟ بطبيعة الحال ستكون البداية في أوروبا؛ لأن السبب الرئيس وراء ذلك هو محاولة الغرب اليائسة تقويض روسيا؛ ولهذا السبب فإنني أصر بشدة اليوم على إحياء دور العامل النووي، أي الأسلحة النووية، التي أدت على مدى العقود السبعة الماضية دور نزع الفتيل الذي يمكن الاعتماد عليه. إننا نحتاج اليوم إلى العودة إلى “توازن الخوف” الذي كان قائمًا بين موسكو وواشنطن طوال هذا الوقت. ويتعين علينا أن نركز على الأسلحة النووية ليس فقط لحماية مصالحنا الوطنية الروسية، بل للحفاظ على السلام الدولي أيضًا.
روسيا وحدها هي القادرة على إنقاذ البشرية اليوم من الحرب العالمية الثالثة. فقط بمعرفة قوة إمكاناتنا النووية، لن يخاطر أحد في الغرب باستخدام أسلحته النووية ضدنا، مدركًا أنه في هذه الحالة سيُمحَى ببساطة من على وجه الأرض.
هناك نكتة قاسية مفادها أنه في حالة الحرب العالمية الثالثة ستُخاص الحرب العالمية الرابعة بالعصا والحجارة، وهذا هو- على وجه التحديد- السبب وراء عدم السماح بحدوث الحرب العالمية الثالثة تحت أي ظرف من الظروف؛ لأنه على الأغلب إذا لم تؤد إلى موت الأرض فإنها حتمًا ستؤدي إلى موت الحضارة الإنسانية في شكلها الحديث البشع.
ما الخطأ الذي لا ينبغي لموسكو أن ترتكبه اليوم تحت أي ظرف من الظروف؟
الشيء الرئيس هو أننا لا ينبغي أن نطيل أمد الصراع مع الغرب في أوكرانيا، ويجب حله خلال العامين المقبلين. بالطبع نهاية هذا الصراع من الغد هو الأفضل لأن الناس يموتون. أولًا وقبل كل شيء، نهاية الحرب فائدة لنا، ولكن في النهاية، فإن الأوكرانيين أيضًا مخدوعون، وغير سعداء، ويموت منهم أضعاف موتانا. لا تزال هناك خسائر فادحة بين السكان المدنيين، ليس بسبب قصفنا؛ ولكن بسبب الوضع المدمر الذي أنشأه نظام كييف في البلاد، والذي أدى إلى الفقر والدمار للشعب الأوكراني. الحرب مميتة حقًّا لهم.
كيف يجب أن تنتهي هذه الحرب من وجهة نظرك؟
الجزء الأكبر من الأراضي الأوكرانية (في جنوب البلاد وشرقها) سيذهب إلى روسيا. نحن لسنا بحاجة إلى كل أوكرانيا، وحيازتها بالكامل عملية مكلفة جدًّا أخلاقيًّا واقتصاديًّا. يجب أن يكون كيان الدولة الذي سيتبقى من أوكرانيا منزوع السلاح بالكامل، وأن يتمتع بوضع محايد.
حسنًا، أين يكمن مفتاح العالم: في موسكو أم في واشنطن؟
بالطبع، في جميع قضايا الحرب والسلام، يجب علينا أولًا التفاوض مع الأمريكيين، لكن قدرة واشنطن على التعامل مع المستقبل المنظور تكاد تكون ضئيلة. بالإضافة إلى ذلك، هذه الحرب مربحة نسبيًّا لهم حتى الآن. لقد تأخرنا لإثبات ما هو واضح “وراء المزايا التكتيكية تكمن هزيمة ثقيلة لا مفر منها”. ويجب أن تفهم “الدولة العميقة” الأمريكية أن الخط الحالي والقيادة الحالية يقودان الولايات المتحدة إلى الانهيار، لكن هذا الانهيار قد يكون كارثة على الجميع. من الضروري إجراء محادثة جادة، وفق مبدأ خطوة بخطوة، لكن من الضروري إشراك الدول الرائدة في الأغلبية العالمية في هذه المحادثة مسبقًا، والتوصل معهم إلى موقف مشترك بشأن البنية المستقبلية للنظام العالمي.
ومن الضروري التأكد من أن الأمريكيين يفهمون أنه من المربح لهم أن يتركوا اللعبة ويحملوا الهزيمة إلى الأوروبيين، الذين سيخسرون بالتأكيد حربهم مع روسيا في أوكرانيا بسرعة كبيرة، وإلا فإن الأمريكيين سيضطرون إلى الفرار في خزي مع الأوروبيين، وبالمناسبة هذا هدف يمكن تحقيقه بسياسة صارمة وصحيحة.
وبعد ذلك ستكون هناك جولة جديدة من النضال. الشيء الرئيس الآن هو الفوز بسرعة كافية في غضون عام ونصف العام، ومنع العالم من الانزلاق إلى أرمجدون النووية العالمية. أرغب في ألا نضطر على طول الطريق إلى معاقبة الأوروبيين بقسوة نتيجة فقدانهم عقولهم عبر دفعنا مرة أخرى نحو الحرب العالمية، ويبدو أن تجربة الحربين العالميتين السابقتين اللتين أطلقهما الأوروبيون قد نُسيت في جيل واحد.
المصدر: وكالة أنباء ريا نوفوستي
ما ورد في المقابلة يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.