الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلوماتمختارات أوراسية

الهند تحتفل بأول يوم وطني للفضاء (وجهة نظر صينية)


  • 22 سبتمبر 2024

شارك الموضوع

تستعد الهند للاحتفال بيوم الفضاء الوطني الافتتاحي يوم الجمعة؛ إحياءً للذكرى السنوية الأولى لمهمة شاندرايان 3، التي حققت الإنجاز التاريخي المتمثل في هبوط مسبار آلي على القطب الجنوبي للقمر، لأول مرة في تاريخ البشرية.

رغم دخول الهند سباق الفضاء متأخرة عن بعض الدول، فإنها عززت بسرعة قدراتها في استكشاف الفضاء، وسد الفجوة مع القوى الفضائية الراسخة. وفي هذا اليوم المهم، لدى نيودلهي الكثير للاحتفال به، من الإنجازات السابقة إلى أجندة مستقبلية طموحة تتضمن خططًا لرحلات الفضاء المأهولة، وهو إنجاز لم تحققه سوى قِلة مختارة من البلدان في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لوسائل الإعلام المحلية، فإن اليوم الوطني الأول للفضاء الهندي يحمل عنوان “لمس الأرواح في أثناء لمس القمر.. ملحمة الفضاء الهندية”، وقد نظمت منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) فعاليات ومعارض وأنشطة تعليمية في جميع أنحاء البلاد؛ بهدف عرض قدرات البلاد المتنامية في تكنولوجيا الفضاء وعلومه، وبعد كل شيء، إلهام الأجيال الشابة وإشراكها في هذا المجال.

تمكنت مركبة الفضاء تشاندرايان 3، من تنفيذ أول هبوط ناعم على الإطلاق بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في عام 2023، مما يمثل انتصارًا لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية، وفقًا لمجلة نيو ساينتست (New Scientist) التي يقع مقرها في لندن.

على مدى العقود القليلة الماضية، قطعت الهند خطوات ملحوظة في استكشاف الفضاء، بما في ذلك التقدم في مجال الأقمار الصناعية، ومركبات الإطلاق، والبعثات الفضائية. يتميز برنامج الفضاء في البلاد بنهجه الموجه نحو التطبيق، مع التركيز على تطوير الأقمار الصناعية التطبيقية، وتقنيات الأقمار الصناعية. بناءً على هذا الأساس، أنشأت الهند منظمة ونظامًا فضائيًّا شاملًا، كما قال بانغ تشيهاو، الخبير الفضائي الكبير، لصحيفة غلوبال تايمز، يوم الخميس.

وفقًا لهذا الخبير، فإن تطوير برنامج الفضاء الهندي يتكشف في ثلاث مراحل رئيسة: “أولًا: من خلال الاستفادة من الموارد المالية والتكنولوجية الأجنبية لبناء نظام فضائي وطني أساسي. ثانيًا: التركيز على تطوير أقمار الاتصالات والاستشعار عن بعد، جنبًا إلى جنب مع مركبات الإطلاق. ثالثًا: من خلال ابتكار مركبات فضائية جديدة، وتوسيع نطاق تطبيقات الفضاء”.

وقال بانغ: “إن هذا النهج أثبت فاعليته؛ حيث أظهر مزايا مثل التنوع، والسرعة، والجودة، والفاعلية من حيث التكلفة”.

ومع ذلك، قال إن أنشطة الفضاء في الهند تبدو محدودة بمدخلاتها الاقتصادية ومواردها التكنولوجية. وبالإضافة إلى تكريم الإنجاز الرائع لمهمة المركبة الفضائية الآلية تشاندرايان 3 القمرية، كشفت الهند أيضًا عن بعثاتها الفضائية المأهولة الطموحة قبل الاحتفال باليوم الوطني للفضاء، حيث أعلن مسؤول كبير في منظمة أبحاث الفضاء الهندية أن أول رحلة تجريبية لبعثتها الفضائية المأهولة “غاغانيان” من المتوقع أن تتم في ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، حسبما ذكرت قناة إن دي تي في (NDTV).

وفقًا لرئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية إس سوماناث، فإن جميع أنظمة صاروخ غاغانيان، المسمى (G1)، ستصل إلى مركز ساتيش داوان الفضائي في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام، والهدف لرحلة الصاروخ هو ديسمبر (كانون الأول)، وفقًا للتقرير.

كما كشف رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية لوسائل الإعلام الهندية أن بعثات القمر ستكون محور اهتمام منظمة أبحاث الفضاء الهندية خلال السنوات القليلة المقبلة، وقال: “تم الانتهاء من تشاندرايان 3 بنجاح، ونحن نعمل الآن على تشاندرايان 4، وتشاندرايان 5. تم الانتهاء من تصميمات هذه البعثتين، ونحن نسعى إلى الحصول على موافقة الحكومة”.

ومن المتوقع أن يتوجه رائد فضاء هندي إلى محطة الفضاء الدولية بحلول أبريل (نيسان) من العام المقبل في جزء من مهمة تعاونية بين وكالة ناسا ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية. وذكر موقع بيزنس توداي (Business Today)، يوم الخميس، أن “وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي جيتندرا سينغ أعلن هذا الخبر خلال مؤتمر صحفي”.

وتستهدف نيودلهي أيضًا إرسال أول مهمة فضائية مأهولة بحلول منتصف عام 2025، حسبما ذكرت صحيفة برنت (PRENT)، في 20 أغسطس (آب)، نقلًا عن رئيس وكالة الفضاء سوماناث.

تطمح الهند إلى أن تصبح الدولة الرابعة، بعد روسيا، والولايات المتحدة، والصين، التي تكمل -على نحو مستقل- مهمة فضائية مأهولة، ويؤكد هذا الطموح الإنجازات المهمة لصناعة الفضاء الهندية. وعلى هذا النحو، لا يزال برنامج الفضاء الهندي مجالًا جديرًا بالاهتمام والدراسة، كما قال مراقبو الفضاء الصينيون.

اقترح الخبراء أنه لكي تصبح الهند قوة فضائية كبرى؛ يجب عليها أن تفكر في معالجة التحديات، مثل تعزيز قدرتها على حمولة الصواريخ، وزيادة الاستثمار في برامج الفضاء، والحد من الاعتماد على التكنولوجيا والموارد الأجنبية.

المصدر: صحيفة غلوبال تايمز (Global Times) الصينية

ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.


شارك الموضوع