توطئة
من خلال تبني فكرة الحرب الباردة الجديدة، يسعى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى بناء التعاون مع الدول التي تمثل خطرًا على نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، فأعلنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، يوم الأربعاء الماضي، أن وفدًا برئاسة وزير التجارة الدولية يزور إيران حاليًا، بعد أكثر من أربع سنوات من انقطاع الزيارات العلنية بين البلدين، غير أن تلك الزيارة النادرة تأتي في سياق إقليمي ودولي دقيق، بدايةً من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأخيرًا الهجوم العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل.
يطرح هذا مخاوف متزايدة من أن مبيعات الأسلحة بين بيونغ يانغ وطهران ستساعد على تأجيج الصراعات في المنطقة؛ ما يدفع إلى التساؤل عن مستقبل التعاون العسكري بين إيران وكوريا الشمالية، وعن هدف إيران من وراء هذا التعاون الاقتصادي والعسكري العلني، وهل ستستخدم طهران بيونغ يانغ لاستهداف الأمن الإقليمي والضغط على النظام الدولي للتراجع عن العقوبات الصارمة التي أثيرت ضدها خلال التصعيد الأخير مع إسرائيل؟
في خطوة تعزز العلاقات بين البلدين اللذين يعتقد أن بينهما علاقات عسكرية سرية، أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية التي تديرها الدولة يوم الأربعاء الماضي زيارة وزير العلاقات الاقتصادية “يون جونغ هو” على رأس وفد اقتصادي لإيران، ولم تقدم الوكالة تفاصيل عن غرض الزيارة، أو جدول أعمالها. تثير الرحلة النادرة، التي لم تتحدث عنها وسائل الإعلام الإيرانية، الشكوك بشأن مزيد من التعاون العسكري بين طهران وبيونغ يانغ، وتظهر تداعيات هذا على منطقة الشرق الأوسط في عدد من الرسائل التي تحملها الزيارة الاستثنائية، تتمثل في:
1-دلالة التوقيت: اللافت في دلالة توقيت الزيارة، الذي جاء بعد أيام من شن إيران أول هجوم مباشر بمسيرات وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية؛ ردًا على قصف في الأول من أبريل (نيسان) نُسب إلى إسرائيل، ودمر مبنى قنصلية إيران في دمشق، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري (العميد محمد رضا زاهدي) وسبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني، كما تتزامن زيارة كوريا الشمالية إلى إيران مع جولة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في جنوب آسيا، حيث وصل رئيسي إلى سريلانكا يوم الأربعاء في أول زيارة لرئيس إيراني منذ 16 عامًا. فضلًا عن هذا، تأتي زيارة الوفد الكوري الشمالي إلى إيران بعد أسبوع من إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران للطائرات بدون طيار، كما أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع نيته فرض مجموعة جديدة من العقوبات على برامج الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية؛ ما يشير إلى محاولات طهران الحثيثة توسيع نطاق تعاونها للنجاة من العقوبات التي يفرضها عليها الجانب الغربي.
2-دلالة رسمية الزيارة: تشير التقارير الاستخباراتية لكوريا الجنوبية إلى أن التعاون بين كوريا الشمالية وإيران استمر طوال السنوات الأربع الماضية، لكن إعلان زيارة رسمية على رأسها وزير العلاقات الاقتصادية في كوريا الشمالية يجعل المخاوف تتنامى بشأن تداعيات تلك الزيارة؛ ففي حين أنه من غير المرجح أن تكشف كوريا الشمالية عن مزيد من التفاصيل عن الرحلة، فإن إعلانها رسميًّا، وليس سريًّا كما كان متوقعًا، يسلط الضوء على التعاون العسكري بين البلدين، والاتجاه نحو التصعيد مع الولايات المتحدة على نحو مباشر.
3-عودة الزيارات الرسمية: جاءت هذه الزيارة بعد أكثر من أربعة أعوام من آخر زيارة رسمية علنية لمسؤولين كوريين شماليين إلى إيران في أغسطس (آب) 2019، حيث التقى نائب رئيس مجلس الشعب الأعلى باك تشول مين برئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في طهران، لتأكيد أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في المنطقة في مختلف القطاعات، ما يضع استثنائية بشأن أهمية طهران لكوريا الشمالية، ففور إعلان كوريا الشمالية إنهاء سياسة الانعزال عن العالم الخارجي وإغلاق حدودها؛ في محاولة لدرء الوباء، قبل إعادة فتحها بحذر في عام 2023، كانت من بين المحطات الأولى إيران، ما يسلط الضوء على الخصوصية التاريخية للعلاقة بين طهران وبيونغ يانغ.
4-العداء العلني للنظام الدولي: بين أبرز دلالات الزيارة الكورية الحالية لطهران؛ تأكيد الشكوك القديمة بشأن التعاون الثنائي بين كوريا الشمالية وإيران في برامج الصواريخ الباليستية، وربما تأتي الزيارة في سياق تبادل الخبرات الفنية والمكونات التي تدخل في تصنيعها، ما يعني أن طهران وكوريا الشمالية تسعيان- بحرية- نحو تطوير السلاح النووي الإيراني لإثارة المخاوف الدولية والإقليمية بشأن تداعيات ذلك التوجه.
5-استهداف إسرائيل: إن رحلة الوفد الكوري الشمالي تشير إلى نية بيونغ يانغ توسيع علاقاتها بطهران وتعميقها، ربما من خلال تزويدها بالأسلحة التي قد تكون ضرورية في مواجهتها مع إسرائيل. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن كوريا الشمالية مستعدة للتعاون مع إيران في برامج الأسلحة التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن العشرين، وفي مقابل هذا يمكن أن تحظى كوريا الشمالية بمكافآت مثل النفط، خاصة بعد وصول أزمة الطاقة إلى مستويات مقلقة في البلاد.
مع أن عمليات نقل الأسلحة التي قامت بها كوريا الشمالية إلى إيران خلال حربها مع العراق في الفترة من عام 1980 إلى عام 1988، أرست الأساس لشراكة دائمة بين البلدين، فإن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ترسخت منذ عام 1973، ومنذ ذلك الحين، نمت علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية، ولطالما اتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بإرسال أسلحة إلى إيران وتبادل الخبرات النووية معها، خاصة عقب الاتفاقية التي وقعتها طهران وبيونغ يانغ عام 2012، للتعاون العلمي والتكنولوجي، التي هدفت إلى التعاون في تجنب العقوبات التي تستهدف انتشار الأسلحة، وخاصة شراء مكونات صاروخية محددة.
بيد أن العلاقات الثنائية فترت خلال فترة ولاية حسن روحاني الأولى رئيسًا لإيران، وبعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة في يوليو (تموز) 2015، سعى روحاني إلى إقامة علاقات تجارية مع كوريا الجنوبية، وانتقد كوريا الشمالية بشراسة، وخلال زيارة رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي إلى طهران في مايو 2016، دعا روحاني إلى القضاء على أسلحة الدمار الشامل، وإعادة التوحيد السلمي لشبه الجزيرة الكورية.
لكن هذا العداء الإيراني تجاه كوريا الشمالية لم يستمر طويلًا، فعندما أعلن الرئيس دونالد ترمب مراجعة العقوبات الأمريكية ضد إيران في أبريل (نيسان) 2017، توقع المسؤولون الإيرانيون حل خطة العمل الشاملة المشتركة وعودة العقوبات الغربية، وشجعت هذه المخاوف على التضامن مع كوريا الشمالية، التي واجهت أيضًا عقوبات أمريكية مكثفة، وقد شجعت الضغوط التي مارسها المتشددون الإيرانيون والحرس الثوري الإسلامي- الذي يشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني- روحاني على إعادة النظر في موقفه العدائي تجاه كوريا الشمالية.
وسرعان ما تحسنت العلاقات بين البلدين في أغسطس (آب) 2017، عقب ذهاب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لكوريا الشمالية كيم يونغ نام في رحلة مدتها عشرة أيام إلى طهران لحضور حفل تنصيب روحاني لولاية ثانية، وأكدت هذه الرحلة إحياء العلاقات بين إيران وكوريا الشمالية في مواجهة البلطجة الأمريكية كما سماها روحاني.
ومن هذا المنطلق، أدى انسحاب ترمب من خطة العمل الشاملة المشتركة إلى تسريع تطور العلاقات بين إيران وكوريا الشمالية، فبعد ساعات من إعادة الولايات المتحدة فرض العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي على إيران في أغسطس (آب) 2018، التقى وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، وتضمن اللقاء حينذاك تبادل الأفكار بشأن كيفية مواجهة العقوبات الأمريكية، وكيفية انتزاع تنازلات أمريكية في المفاوضات المتعلقة بالملف النووي، وقد مهد هذا الطريق لتعاون أعمق بين البلدين الخاضعين للعقوبات في فترة ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي تقرير صدر عام 2019 عن القوة العسكرية الإيرانية، كشفت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية أن الجمهورية الإسلامية اشترت أسلحة ودبابات وغواصات من كوريا الشمالية، وزعم التقرير أيضًا أن كوريا الشمالية قدمت دعمًا كبيرًا لقدرات إيران المحلية على إنتاج الأسلحة، وفي السياق نفسه، كشف تقرير وضعه خبراء من الأمم المتحدة عام 2021، أن هناك تعاونًا بين كوريا الشمالية وإيران في مجال الصواريخ البالستية، حيث يشير التقرير إلى أن المعدات تنقل الى إيران من خلال دولة ثالثة مجاورة، في رحلات جوية خاصة، مستخدمةً محطات شحن جوي تفتقر إلى الاجراءات الأمنية، وهو ما يثير القلق بشأن احتمال تصدير مواد نووية، ويشكل تحديًا جديدًا لجهود منع انتشار الأسلحة النووي في العالم.
بالنظر إلى المصلحة المتبادلة في عملية التعاون العسكري بين البلدين، نجد أن كوريا الشمالية، التي تعاني ضغوطًا في الطاقة، يمكن أن تستفيد من النفط الإيراني، وربما تتطلع إلى الحصول على طائرات بدون طيار مثل تلك التي أرسلتها طهران إلى روسيا. في مقابل هذا، فإن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يتلقى دفعة من التكنولوجيا الكورية الشمالية.
منذ سنوات، يشتبه العالم في تعاون كوريا الشمالية وإيران في برامج الصواريخ الباليستية، وربما تتبادلان الخبرات الفنية والمكونات التي تدخل في تصنيعها، ما يلقي بظلاله على القوى الإقليمية والعالمية، ويثير مخاوف بشأن مستقبل الأمن في المنطقة. ومن بين أبرز تلك التداعيات المباشرة:
1-تهديد المصالح الأمريكية:
يمثل التعاون العسكري بين إيران وكوريا الشمالية أسوأ كوابيس الولايات المتحدة، التي عبر عنها منذ أيام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عندما سُئل عن إمكانية عمل طهران مع بيونغ يانغ في برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، خلال مؤتمر صحفي عُقد في 16 أبريل (نيسان) الجاري، كما أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد عن مخاوف مماثلة خلال زيارتها لكوريا الجنوبية في 17 أبريل (نيسان) الجاري، زاعمةً أن روسيا تدعم الجهود الرامية إلى مساعدة كوريا الشمالية على توسيع أبحاثها الخاصة بتطوير الأسلحة، وكذلك تتهم روسيا بتقديم الدعم إلي إيران مقابل الأسلحة.
ونتيجة لهذا، سعت الولايات المتحدة إلى التضييق على إيران للسيطرة على محاولات الأخيرة التوسع وبناء شبكة علاقات لمواجهة النفوذ الأمريكي، إذ هددت واشنطن بفرض عقوبات على باكستان بسبب تعاملها التجاري مع إيران، بعد أن أمضى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ثلاثة أيام في باكستان، وقع خلالها على ثماني اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات، منها الأمن، والاقتصاد، وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية على تهديد باكستان أن أي شخص يفكر في عقد صفقات تجارية مع إيران يجب أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة للعقوبات.
2-مستقبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة:
اتهمت وكالة التجسس الكورية الجنوبية حركة حماس الفلسطينية باستخدام أسلحة كورية شمالية في أثناء هجومها عبر الحدود على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم. وفي يناير (كانون الثاني) من هذا العام، أكدت الوكالة استخدام حماس قذائف صاروخية كورية شمالية من طراز إف-7.
كما كشف جهاز المخابرات الوطنية في سيول أن التكنولوجيا الكورية الشمالية ربما ساعدت إيران في عملية الوعد الصادق، التي شهدت إطلاق الجمهورية الإسلامية مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل؛ ردًا على تدمير القنصلية الإيرانية في سوريا بداية الشهر الجاري، مشيرةً إلى أن كوريا الجنوبية تدرس احتمالية مشاركة التكنولوجيا الكورية الشمالية في الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقت ضد إسرائيل، في إطار التعاون الصاروخي بين كوريا الشمالية وإيران على مدار السنوات الماضية، ما يؤكد- وفقًا لسيول- أن بيونغ يانغ ساعدت طهران في هجومها على إسرائيل.
3-مصير الحرب الروسية الأوكرانية:
تكثر الدعاوى بشأن إرسال إيران وكوريا الشمالية أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، خاصةً بعد توجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون- الذي نادرًا ما يغادر البلاد- في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى شرق روسيا، في رحلة استغرقت ستة أيام، عقد خلالها اجتماعًا استثنائيًّا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث مثلت الزيارة منحى جديدًا في علاقة الصداقة بين البلدين، وبعد أقل من ستة أشهر كرر زعيم كوريا الشمالية الزيارة لروسيا في أواخر مارس (آذار) الماضي؛ بهدف بناء جبهة قوية ضد الولايات المتحدة؛ مما دفع الأخيرة إلى فرض عقوبات على كوريا الشمالية وروسيا.
وفي مقابل تلك الدعاوى العنيفة، نفت إيران- مرارًا وتكرارًا- بيع طائرات بدون طيار لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا، لكنها قالت إنها أرسلت عددًا صغيرًا قبل حرب فبراير (شباط) 2022. وعلى الجانب الآخر، نفت موسكو وبيونغ يانغ اتهامات نقل الأسلحة، على الرغم من صور الأقمار الصناعية التي نشرتها مجموعات بحثية والحكومة الأمريكية، والتي تظهر تدفق الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، ثم إلى مستودعات الذخيرة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا؛ ومن هذا يمكن القول إن حرب أوكرانيا مهدت الطريق لتعاون أقوى بين كوريا الشمالية وإيران، فكوريا الشمالية ترسل الآن وفدًا اقتصاديًّا، لكن هذا قد يشير إلى تعاون عسكري أوسع نطاقًا بين البلدين.
4-التحالف خارج القضايا المشتركة:
في المستقبل القريب، من الممكن أن يمتد التعاون بين البلدين إلى قضايا جديدة، فقد تتعاون إيران وكوريا الشمالية في إعادة إعمار سوريا، فقبل دخول تفويض الأمم المتحدة بطرد العمال الكوريين الشماليين في الخارج حيز التنفيذ في عام 2019، استضافت سوريا ما لا يقل عن 800 فرد من العمال العسكريين وعمال البناء من كوريا الشمالية. وفي أغسطس (آب) 2022، ناقشت اللجنة الفنية السورية الكورية المشتركة إستراتيجيات إعادة تأهيل خطوط الإنتاج السورية، وإعادة بناء الآلات الصناعية التي تضررت في الحرب الأهلية. ومع توفير الشركات الإيرانية مواد البناء لسوريا، ونظرها إلى بناء المساكن والجسور والسدود في سوريا على أنها حدود توسع رئيسة، فمن الممكن أن يترسخ التعاون بين طهران وبيونغ يانغ بشكل أكبر في سوريا.
لطالما اتهمت الولايات المتحدة إيران وكوريا الشمالية بالتعاون العسكري في المجالات الصاروخية والنووية منذ الثمانينيات حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن هذه الأسلحة تضاءلت في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات، وكذلك تطوير إنتاج الأسلحة المحلية في كلا البلدين، وفي حين أن النطاق الجوهري للتعاون بين إيران وكوريا الشمالية في فترة ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة كان متواضعًا، فإن التحول النشيط الحالي نحو توثيق العلاقات بين البلدين يشير إلى نية كوريا الشمالية وإيران بناء تحالف أقوى ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، في ظل التغييرات في موازين القوى الإقليمية والعالمية من جرّاء التطورات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة. ومع وقوف كوريا الشمالية وإيران ضد إسرائيل في حربها المتصاعدة مع حماس في قطاع غزة، فإن التعاون بينهما قد يأخذ منحى أخطر في الأشهر المقبلة.
ما ورد في الدراسة يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيئة التحرير.